صور المعتقلون المصريون فى الخارج “جلْدٌ ومحاكمات”..والدولة تلتزم الصمت ؟؟؟

عبد الرحمن عباس
السفير إبراهيم يسرى: ما يحدث فى مصر يعنى أننا مازلنا فى عهد مبارك
السفير محمد شاكر: الخارجية لن تسكت والحل دبلوماسى
أمير سالم: لا يوجد دولة فى العالم تجلد وما يحدث للمصريين إهانة
تظل المعاناة كما هى قبل الثورة وبعدها, فلا جديد يُذْكَر, فما زلنا نُهانُ ونُسْحَل ونُضْرَب ونُعْتَقل فى كل دول العالم, وإن كان سحْل مواطن أو تكبيل يديه كما حدث منذ أيام فى اليونان وما يتعرض له المصريين هناك, على حد قول وزير الخارجية المصرى, الذى قال “إن الجالية المصرية فى اليونان تُعامَل مُعامَلة سيئة, فالأمر كما هو أيضًا فى السعودبة, البلد العربى الشقيق والتى تقع سفارتها فى الجيزة .
وكان آخر ما وصلت إليه الأنباء بعد سجن “الجيزاوى” وما حدث لـ “نجلا وفا“, التى جُلِدَت “500 جلدة” بعد تورطها فى قضية نصب وهو الأمر الذى أدانته منظمات حقوقية وأدانه المجلس الأعلى للمرأة .
وإن كان الأمر يتعلق “بالجيزاوى” أو “نجلا وفا” فإنه ما لبث أن أُنْشِأَت فى مصر رابطة “أهالى المعتقلين السعوديين” فى مصر ليُعبِّروا عن مأسآتهم الحقيقية أمام الدولة, ولم يجدوا إلا السفارة السعودية لينظموا أمامها “68 وقفة إحتجاجية”, كان آخرها يوم الإثنين الماضى للتعبير عن غضبهم وأطلقوا نداءات, متى تستجيب لهم الحكومة المصرية ؟
وبالرغم من فتح مجلس الشورى لهذا الملف فى جلساته مؤخرًا, إلا أنها لم تكن أكثر من مناقشة, وأما فيما يتعلق بالشأن الرئاسى فلم نجد أى تعليق من مؤسسة الرئاسة إلا فيما تعلق بالصحفية “شيماء عادل” فى السودان والشيخ “عمر عبد الرحمن” فى أمريكا, حيث ظل هذا الملف بعيدًا عن أى تصريحات .
وإن كان الأمر قبل الثورة قد بلغ ذروته متمثلا فى “محمد كرمان“, الذى سُحِلَ عاريًا فى لبنان فى مشهد عبَّر عن كرامة المصريين فى العرب, فضلا عن الدول العربية فإنه من غير المقبول أن يستمر هذا الأمر حتى بعد الثورة .
وتاريخ الإعتقال فى السعودية كبير, حيث بدء من نظام “الكفيل” التى تتبعه المملكة العربية السعودية وأنظمة عربية أخرى, مما جعل الحوادث تبدو فى أحيان كثيرة متشابهة, وهناك من يصدر ضده أحكام وهناك من يظل هكذا بدون أى إحكام يُذْكَر .
وقد عرفت مصر إعتقالات كثيرة فى السعودية وكان رد الخارجية دائمًا هو الصمت كما هو الحال, ولعل الأطباء كان لهم نصيب الأسد فى الإعتقالات، فنقابة الأطباء نشرت قبل ذلك قائمة لسبعة أطباء قالت أنهم فى سجون المملكة وهم,” د. محمد على حميد”, والمحتجز بسجن التوقيف منذ سنتين بالرغم أن المحكمة برأته وقضت لصالحه على حساب كفيله، إلا أنه ظل محبوسا.
كما مرَّت 4 سنوات على “د. حسين عبد الغنى” محبوسًا دون توضيح من خصمه أو الشاكى فى حقه، و”د. عبد الوهاب أبو الحسن”, والمحتجز بسجن بريمان بجدة منذ يوليو 2008, دون محاكمة، و”د. وليد عبيد خضر”, المحتجز بسجن ينبع، و”د. إسلام سعيد عبد الفتاح” المحتجز بسجن الباحة دون محاكمة، و”د. عبد الحميد محمد أحمد”، و”د. مرعى ماجد حسن”, المحتجزان بسجن الملز .
وكان أبرزهم الطبيب المصرى “حافظ عبد الفتاح”, الذى كان ذاهبا لأداء فريضة الحج العام الماضى، ورأى عسكرى سعودى يعتدى على حاج مصرى مُسِن، وحينما ذهب لتخليصه منه إعتدى عليه العسكرى هو و 10 من زملائه, بالإضافة لبعض السعوديين، حيث ضربوه ضربا مُبْرحا، وإعتدوا عليه بالأحذية، حتى أصيب بكسر فى الضلوع والأنف، وتجمع دموى أدى لتكون صديد .
وظل” حافظ” ينزف فى الشارع لأكثر من ساعة حتى حملته الإسعاف للمستشفى ومنها للسجن مباشرة، حيث تم وضع السلاسل الحديدية فى قدميه 4 أيام، وظل بالسجن لمدة 36 يومًا, ثم حصل على البراءة بعد تضارب أقوال الشهود, هذا بالإضافة إلى “زينب عبد الفتاح”, والتى إمتنع كفيلها عن دفع راتبها, وعندما طالبت بحقها أقسم على أنها لن تعود إلى مصر, فيما إتُّهِمَ الدكتور “حسين عبد الغنى” من قِبَل جماعة “الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر”, بمضايقة فتاة وحُكِمَ عليه بأربع سنوات سجن .
ولم يتوقف الأمر عند الأطباء فقط, فهناك قضية العامل الأزهرى “عبد العزيز مصطفى” الذى سُجِنَ رغم إصابته بشلل وجلطة, وهناك أيضًا “ناصر السيد”, وهو ناشر لم يعرف شئ غير أنه إرتكب أى جُرْمٍ سوى نشره لكتب فى قواعد فقهية .
ويرى السفير “إبراهيم يسرى“: أن إستمرار هذه الممارسات لا تعنى إلا شيئًا واحد وهو إستمرار سياستنا الخارجية كما هى, ولم يُتَّخذ أى إجراء يضمن للمصريين حريته حتى الآن, والدليل على ذلك ما حدث فى اليونان مؤخرًا .
وأضاف “يسرى”: إن المصريين عادة يذهبون إلى هذه البلاد من أجل “لقمة العيش” حيث أن هذه البلاد غنية بالثروات النفطية, وهو ما يجعلهم ينظرون إلى المواطن المصرى على أنه خادم لهم, وأن من حقهم أن يفعلوا معه ما يريدون, وأضيف إلى ذلك, أن الدولة المصرية نفسها لم تشغل نفسها كثيرا بهذا الأمر, وهو ما جعل هذه البلاد تتعامل بشكل أكثرعُنْفًا وبطريقة غير آدمية مع المصريين, وخير دليل على هذا هو نظام “الكفيل”, وإنه من الواجب علينا أن نحترم مواطنينا حتى يحترمنا الآخرين .
بينما قال السفير “محمد إبراهيم شاكر”, رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية: أن تلك الأمور لا بد لها من حل وأن الحل دبلوماسى بالطبع ولا شئ أخر, مشيرًا إلى أن هناك مشاكل يتعرض لها المصريين, وما حدث فى اليونان مؤخرًا أدانته الخارجية المصرية, وشدد على أن هذا لا يجوز, وأما ما يحدث بالسعودية فهو ليس بعيدا عنا ولكن يجب أولا واخيرا أن نتعامل مع الدول وأن يكون الخيار دبلوماسيًا كما أشرت مُسْبقًا, ولا نندفع نحو هذه الأمور الفردية والتى من أهميتها أنها تدخل ضمن علاقات الدول .
وأكد “شاكر”: أن على الخارجية ألا تسكت على أوضاع المعتقلين المصريين فى السعودية, ولكن الأمور لا تؤخذ مرة واحدة, مؤكدًا أن كرامة المصرى فوق كل شئ .
فيما إنتقد “أمير سالم“, رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان هذه الممارسات بإعتبارها خرقا واضحا لكافة مواثيق حقوق الإنسان الدولية, فكيف تقوم دولة وتسمح لنفسها بجلد إنسان كما حدث مع “نجلا وفا” ؟
وأشار “سالم” إلى: أن هذه المحاكمات غالبًا لا تكون عادلة لأنه لا يحضر أى محامى مع أى من المتهمين, وإن حضر معهم محامين فهم لا يستطيعون إثبات حق المتهم فى ظل هيئات كـ”الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر”, إضافة إلى المصريين الذين لا يتوجه لهم أى تهمة من الأساس ولكنه نظام الكفيل ونظام الإستعباد الذى يعيش فيه المصريين فى الخارج .
فيما إستنكر “سالم”: منتقدًا أداء رئيس الجمهورية الذى ذهب إلى السودان وأتى بـ”شيماء عادل“, الكاتبة الصحفية, بينما لم يستطيع حتى أن يُخاطِب السعودية فى أمر المعتقلين, فيما إستطاع أن يتحدث مع الولايات المتحدة نفسها فى قضية الشيخ “عمر عبد الرحمن“, فلابد لنا من كرامة ولا بد لنا أن يتم التعامل معنا كدولة لها سيادتها .
هذه هى أحول المعتقلين المصريين بالخارج, وهذا هو حال كل المصريين العاملين والمقيمين بالخارج, فمتى يتم إحترام المواطن المصرى ؟ , وهل سنظل نُحتَقَر ونُهان هكذا ؟ , فأين هى كرامة المصريين فى الخارج ؟
بوابه الفجر الالكترونيه