تقرير دولي يكشف الصحف المبدعة في مصر

كتبت : شيماء فؤاد
” لقد خلق العصر الرقمى منبرا إعلاميا للأخبار و الآراء أكبر من أى وقت سابق ، لكن ” أكبر ” لا تعنى بالضرورة ” أفضل ” ليونيل باربر رئيس تحرير فاينانشيال تايمز .
جاء ذلك في التقرير الدولى للإبداع فى الصحف لعامي 2011 و2012 الذي احتفلت مساء أمس دار ميريت مع البرنامج المصرى لتطوير الإعلام ” EMDP ” بإصدار نسخته العربية.
تحدث الكاتب الصحفى طارق عطية مدير و مؤسس البرنامج المصرى لتطوير الإعلام ، أن التقرير تصدره منظمة ” اينوفيشن ” للإستشارات الإعلامية بإسبانيا ،التى تعرض الإبداعات فى صناعة الصحافة فى العالم بكل أنواعها تصميما و محتوى ، و أن المعهد السويدى بالاسكندرية و البرنامج المصرى يقومان بترجمة تلك التقارير ، و لا يقف الأمر عند الترجمة فقط ، بل إضافة فصل خاص بمصر و العالم العربى .
تساءل ” محيط ” عن مدى جدوى تلك التقارير و تأثيرها على صناعة الصحافة فى مصر ، و أجاب عطية أن التقارير وحدها ليست المحرك الرئيسى للتطوير ، و لكن يقع دور هام أيضا على المؤسسات و النقابة ، و مدى رغبتهم فى التطوير ، و أن البرنامج فى البدء كان يتناول العالم العربى فى صفحتين ، و الآن وصلت إلى 12 صفحة ،و أن تأثير التقرير يتزايد أكثر بتزايد انتشاره ، حتى أصبحت ترسل لهم العديد من الصحف ، حتى يتم رصد الإبداع بها .
وطالب عطية الصحف بإعادة النظر فى نسخهم الورقية حتى تختلف عن النسخة الإلكترونية ، والواقع يؤكد أن 80 % من المادة الصحفية المنشورة في الصحف لدينا متداولة بالفعل لدى جميع وسائل الإعلام و 20 % فقط هى المختلفة ، وهو أمر لا يجب أن يستمر.
أضاف عطية فى كلمته أن هذا التقرير يصدر منذ 15 عاما ، و تجربة اللغة العربية مازالت حديثة و ستأخذ وقتا حتى تضاف على النسخ العالمية ، و هذا العام كان الاول فى خروج التقرير العربى من مصر للعالم العربى ، أما عن بداية النسخة العربية فهى تعود إلى عام 2007 .
و عن أبرز تجارب الصحف فى 2007 ، تصدرت جريدة البديل كأول صحيفة تقوم بدعاية بشكل كبير و على الأتوبيسات . أما صحف “الأخبار” و “الأهرام” و” الجمهورية” فقد كانت لهم السيطرة على الصحف حتى ظهرت الصحافة المستقلة الخاصة، حتى أن الصحف القومية أصبحت تسعى لمجاراتها في ادائها.
واعتبر عطية أن “الدستور” التي كان يرأسها ابراهيم عيسى كانت تحمل لمسة إبداعية، وكذلك صحيفة “المصرى اليوم” التى جذبت إليها شريحة كبيرة من القراء .
من جانب آخر، ركز المتحدث على ظواهر الاتجاه لإضافة برامج التليفزيون بالصحف استجابة للقراء، وتغطية برامج التوك شو والمدونات .
فى عام 2008 تم توظيف الصور الفوتوغرافية بشكل أفضل ، و بدء استخدام ” الانفوجرافيك “،كما بدأ ظهور أول موقع أخبارى كبير ” اليوم السابع ” الذى استطاع أن يحدث ضجة كبيرة ، و بداية إقبال الصحف بشكل محدود على الفيسبوك و تويتر ، و بداية الجرائد المحلية ، منها إصدار الأخبارملحق أسبوعى عن اسكندرية ، ثم انتشرت الفكرة بعد ذلك .
” الأخبار لا تنام ” هكذا عبر عطية عن بدء تحديث المواقع بشكل دائم ليصبح مختلفا عن النسخة الورقية ، و تصبح المصرى اليوم أول جريدة تفتح باب التعليقات على موقعها الإالكترونى ، ، و تلتها الشروق و اليوم السابع و الاخبار ، ثم باقى الجرائد .
و عن التطور فى 2009 و 2010 كان أفضل من الناحية الإخراجية و به تفاعل أكثر مع القارئ ، و بدء استخدام خرائط جوجل فى المواقع ، ، واستخدام المصرى اليوم خريطة مبين عليها المحافظات ، عندما تضغط عليها تجد كل ما يتعلق بأخبارها ، و لأول مرة تهتم الاهرام بالصعيد و استمر هذا الملحق لمدة 6 أشهر الى سنة ، و كان اخراجه ابداعيا ، ثم إضافة البث الإذاعى على الجرائد الإلكترونية .
وفي تقرير 2011 و 2012 أصبح الانفوجرافيك منتشر بشكل أكبر و تطور استخدامها ، و استخدام اليوم السابع تقنية جديدة الـ يو ار كودس ، التى تمكن المستخدم من تصفح باقى صور الخبر على هاتفه .
كما احتوى التقرير الأخير على نماذج من الإعلام الجديد ، مثل ” مرسى ميتر “.
من ناحية الاهتمام بالصورة ، كانت “الشروق” أول جريدة استحدثت منصب محرر الصور ، الذى يجب ان يتواجد فى كل الجرائد ، يميز الصحيفة فى استخدام الصور.
و عن الصحف العربية ، تحدث عطية عن جريدة “اليوم” السعودية التى وصل بها استخدام الانفوجرافيك بشكل يومى .
و رأى عطية أن الصحافة رسالة وربح فى نفس الوقت ، قائلا أن ذلك ليس عيبا ، و من لا يستطيع إنجاح صحيفته كسلعة سيفقد استقلاليته و يحتاج لمن يموله .
و عن مؤسسات الإعلام الحكومية رأى عطية أنه يمكن إصلاحها لكنها تحتاج لإرادة سياسية ، و جدية من خلال الاستثمار فى التطوير ، بالإضافة إلى دور العاملين بالضغط من أجل التطوير ،متعجبا من حدوث ثورات داخلية بالمؤسسات بعد الثورة لتغيير سياسة التحرير و التطوير ، ثم هدأت و طمست .
ختم عطية بتأكيده أن الصحف الورقية لن تختفى ، و لكن قد تتحول لأسبوعية لتشبه المجلة أكثر فى عمق المحتوى و التميز .
من جانبه تحدث إيهاب عبد الحميد عن عدة مفاهيم عرضت بالتقرير منها مفهوم ” غرفة الاخبار المفتوحة ” ، و فكرة ازالة الحواجز و الجدران ، حتى تزيد من تعاون الفريق ، و يساهم فى حل مشكلة الديسك و الصحفى ، كما سيفيد فى تبادل الخبرات ، و تقليل المنافسة و زيادة المشاركة .
أما مفهوم ” المطبخ الإعلامى الواحد و المطاعم الاعلامية المتعددة ” فتحفظ ترابط المؤسسة و إن كانت متنوعة الأنشطة و بها أكثر من وسيلة إعلامية ، مدللا بمؤسسة فى فنزويلا تحوى عدة صحف و مواقع راديو و تلفزيون بها 300 صحفى .
وأكد المتحدث أن ” الإعلام الاجتماعى ” الفيس بوك و تويتر” أصبح مصدر إخبارى ، و تسويقى للصحف .
وأكد المتحدث أن “الكتب الإلكترونية” فكرة تستفيد فيها الصحف القديمة من أرشيفها و من التجارب الرائدة فى ذلك جريدة الجارديان و الواشنطن بوست و نيويورك تايمز ، مدللا بخبر ” مقتل أسامة بن لادن ” ، الذى أعقبه نشر كل ما جاء على الموقع عن أسامة بن لادن فى كتاب الكترونى ، محققين مكاسب من الهواء .
كما عرض إيهاب لدراسة حديثة فى لندن لم تطبق بعد عن ” نظرة مختلفة للطباعة ” بمقارنة شراء مطبعتين كبار او 30 مطبعة صغيرة بالإحياء ، فوجدوا تكلفة رأس المال و العمالة واحدة ، و لكن المطابع الصغيرة توفر فى التكييف و الطاقة ، و لكن يمكن استخدام ال 30 مطبعة لعمل ثلاين طبعة مختلفة ، بها تحديثات مستمرة ، كما تزيد من نسبة الإعلانات المبوبة .
و ختم إيهاب بالحديث عن نظرة مختلفة للإبداع الذى لا يقف على الشكل ، ضاربا مثال بمجلة فرنسية تقليدية للغاية و لا تستخدم الألوان ، توزع نصف مليون نسخة ، و هى عبارة عن 8 صفحات فقط و بها عدد قليل من الصحفيين ، و تقوم الصحيفة بكشف الفساد لذا يقبل عليها حتى السياسيين .
محيط