الأخبار

الشرق الأوسط: أشتون نبهت مصر للمخاطر الأربعة لفض الاعتصامات بالقوة

4ذكرت صحيفة الشرق الأوسط السبت 3 أغسطس إن هناك مصادر أوروبية تتخوف من أن تضرب السلطات المصرية ،عرض الحائط بالنصائح التي يقدمها المسئولون الأوروبيون .

جاءت هذه النصائح الداعية للتروي في معالجة اعتصامات الإخوان المسلمين وحلفائهم وإعطاء الوقت الكافي للوساطات وبينها الوساطة الأوروبية حتي تؤتي أكلها بما يوفر على مصر ربما حمام دم جديدا.

أضافت الصحيفة إن هناك مصادر رفيعة المستوى التي تحدثت إليها الشرق الأوسط إن الأوروبيين وجهوا مجموعة رسائل للقيادة المصرية ليفهموها أن السير في استخدام العنف لفض الاعتصامات ستكون له نتائج عكسية داخل مصر وخارجها كما أنها ستضع الأوروبيين في موقف صعب بحيث لن يكون بوسعهم بعدها التزام الحذر في التعبير عن انتقاداتهم للمسار الذي تسلكه الأمور في مصر أو السكوت على ما يرونه انتهاكا لحق التظاهر والتعبير السلمي عن الرأي حتى لو جاء على شكل اعتصامات.

أشارت الصحيفة إلى إن أوروبا تعي أوراق الضغط التي في حوزتها ليست اقتصادية أو عسكرية كما هو حال الولايات المتحدة الأميركية مثلا إذ إن المساعدة الأوروبية لمصر لا تزيد على 420 مليون يورو بينما المساعدة العسكرية الأميركية وحدها تصل إلى 1.3 مليار دولار. فضلا عن ذلك، فإنها ترى أن مساعدتها لا يمكن مقارنتها بالمساعدة الخليجية إما التي أعطيت لمصر أو تلك التي وعدت بها والتي تصل إلى 12 مليار دولار.

وأكدت الصحيفة أن المصادر الأوروبية كشفت أن عددا من بلدان الخليج يدفع النظام الانتقالي والجيش إلى موقف متشدد في التعاطي مع الإخوان بما في ذلك اللجوء إلى القوة لفض الاعتصامين وتطبيع الوضع في القاهرة والمدن الأخرى ولذا، فإن الاتحاد الأوروبي وإن كان لوح من بعيد بقطع المساعدات، إلا أنه متيقن أن هذه الورقة ليس لها تأثير كبير على القرار المصري في التعاطي مع الأزمة الحالية بالمقابل، فإن الاتحاد الأوروبي يعرف وزن المواقف التي يعبر عنها وتأثيرها السياسي ومصلحة السلطة في مصر لأخذها بعين الاعتبار لما يمثله الاتحاد سياسيا واقتصاديا وتجاريا ولحاجة النظام لـ التفهم الخارجي إزاء الخطوات التي يقدم عليها.

وأشارت إلى أن الوساطة الأوروبية التي قامت بها كاثرين أشتون والتي يستكملها المبعوث الأوروبي إلى الشرق الأوسط برناردينو ليون، المحاولة الأكثر صدقيه للخروج من عنق الزجاجة. 

وكشفت الصحيفة نقلا عن المصادر الأوروبية إن أشتون دعت السلطات المصرية إلى التنبه إلى أربعة أمور أساسية: ضرورة عدم الوقوع في فخ القمع لأنه قد يستثمر ضدها سياسيا وسيظهر الإسلاميين بمظهر الضحية، وانهيار صورة القوات المسلحة التي لا تتردد في قتل شعبها، ونسف مصداقية الأطراف التي دعت الجيش للتدخل في 30 يونيو وأخيرا المخاطرة بإدخال البلاد في منزلق شبيه بما عرفته الجزائر في أوائل التسعينات بعد تعطيل المسار الانتخابي لجهة دفع الإسلاميين أو المتشددين منهم للجوء إلى العنف.

كما كشفت تلك المصادر للصحيفة عن بعض ما دار في اجتماع أشتون مع الرئيس المخلوع محمد مرسي واعتبرت أنه بعكس الكلام الذي ظهر في الصحف ومحطات التلفزة، فإن الاجتماع كان صعبا بسبب المواقف المتشددة التي عبر عنها مرسي حيث أكد مرارا أنه الرئيس الشرعي وأنه تتعين عودته لممارسة صلاحياته الرئاسية.

وعلى الرغم من افتقار أشتون لخريطة طريق للخروج من الأزمة، فإنها اقترحت على مرسي تأمين خروجه مقابل فك الاعتصام. لكنه رفض العرض رفضا قاطعا. وعلم أيضا أن أشتون أعربت عن رغبتها في لقاء مرشد الإخوان محمد بديع لكن الأخير رفض اللقاء. وعلى الرغم من إبداء المسؤولة الأوروبية الاستعداد للعودة إلى القاهرة لاستكمال وساطتها، فإنها أبلغت مقربيها أن تقريب وجهات النظر بين السلطة والجيش من ناحية والإسلاميين من ناحية أخرى صعب جدا إن لم يكن مستحيلا بسبب التباعد الكبير القائم بين الطرفين

وأوضحت الصحيفة ان إستراتيجية الإخوان ، وفق مصادر دبلوماسية في باريس، تقوم على المراهنة على فشل المرحلة الانتقالية حيث يبدون متيقنين من أن اللجوء إلى القوة سيقلب الرأي العام في الداخل والخارج وسيحوله لصالحهم وسيضع السلطات الجديدة في قفص الاتهام فضلا عن أنه سيدفع ببعض وجوه الحكم الحالي إلى الاستقالة لشعوره بالإحراج.

أختتمت الصحيفة بالقول بالنظر لتشدد المواقف بين طرف يرفض العودة إلى الوراء وآخر متمسك بـأهداب الشرعية تبدو حظوظ الوساطات ضعيفة، فيما وزارة الداخلية وقوات الأمن مستمرة في ممارسة الضغوط النفسية على المعتصمين وإبراز استعداداتها لفك الاعتصامين. وحتى الآن، ترفض المصادر الأوروبية وضع حد للوساطات لأن انهيارها سيضع مصر على شفير الهاوية وسيكون لذلك انعكاسات سلبية على المنطقة بأسرها. 

ولذا تتواصل المساعي الأوروبية لبلورة خريطة طريق للخروج من الأزمة من خلال تضمينها العناصر التي يمكن أن يقبلها الطرف الآخر. لكن هذه العملية تحتاج إلى وقت واتصالات وتنازلات متبادلة وتدابير ثقة وكلها عناصر لا تتوافر حتى الآن بأيدي الأوروبيين الأمر الذي يجعلهم أكثر ميلا للتشاؤم من غير التخلي عن الجهود التي يبذلونها.

ا
خبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى