ما يقدمه باسم لا يهين الرئيس.. و100% من أوراق اللعبة بيد أمريكا

قالت الدكتورة المستشارة نهى الزيني، نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، إنه لا يمكن قراءة المشهد فى مصر بمعزل عن ما حولها، لأن أمنها القومى واستراتيجيتها وسياستها مرتبطة بما حولها فهى قلب العالم، وما يحدث الآن وثيق الصلة بما قاله نيكسون عام 1967، حيث قال بعد يوم واحد من هزيمة يونيه: ” على العرب أن يبتلعوا ألسنتهم وأن يصمتوا ويكتفوا بأن يعيشوا فى هذه المنطقة تحت قيادة إسرائيلية ورعاية أمريكية”.
وأضافت المستشارة نهى الزينى -فى حوار شامل أجرته معها أمل فوزى، رئيسة تحرير “نصف الدنيا” وتنشره المجلة في عددها الجديد الصادر اليوم الجمعة- أن 100% من أوراق اللعبة بالمنطقة الآن فى يد أمريكا، وجميع الكيانات التى كانت موجودة ثم الكيانات التى تنشأ الآن هى برعاية أمريكية،وكل أنظمة الحكم الإسلامية جاءت برعاية أمريكية 100%، حسب المستشارة الزيني.
واعتبرت أن “25 يناير” ثورة شعبية، لكن هناك جهات خارجية أخذتها فى مسار آخر غير المسار الذى كان الشباب البريء الطاهر الثائر فعلا يريد أن يأخذها فيه، مضيفة: “من المستحيل أن نتصور أن القوة الكبرى التى تسيطر على العالم تترك بلدا مثل مصر تتحرك وحدها وتشتعل ثم تذهب إلى حيث لا يريدون هذه ناحية. الناحية الثانية أنه ليس من الممكن أن نتصور أن جميع الشعوب العربية تثور فى وقت واحد يعنى بعدما صمدت سنوات وسنوات وأن بلاد معينة هى التى تثور وكان من المنطقى أن تثور بلاد الخليج”.
وأشارت المستشارة نهى الزينى إلى أن سقوط نظام مبارك فى 18 يوما أصاب القوى الثورية بحالة من الغرور جعلهم لا يرون أن هناك قوى قررت أن تزيل هذا النظام.
وحول تقييمها للنظام الحالى في مصر قالت: ليس لدينا نظام إسلامى حقيقى وإنما نحن فى نظام لعب الثلاث ورقات، فأخذ جزءا من الديمقراطية على جزء من الإسلام، فنحن لدينا نظام استبدادى تحت غطاء ديني، على حد وصفها، معتبرة أن المسيحيين يقومون الآن بدور أفضل مما كان قبل الثورة، فالشباب المسيحى بدأ يثبت ظهوره خارج الكنيسة بعكس الجيل القديم الذى كان منزويا، فالجيل الجديد أصبح الآن موجودا فى كل الكيانات السياسية والاجتماعية.
وفيما يتعلق بدور المجلس العسكرى فيما وصل إليه المشهد الآن، اعتبرت أن المجلس لم يكن فاعلا بقوة، وكان يترك الأهواء تقوده “فالعجلة كانت تسير بمفردها ولم يغير أى شيء”، وأن تسليم السلطة قبل الدستور كان خطيئة، وأنه كان أحد أهم الأسباب التى جعلت الصراع ينتشر فى الشارع، وقيام البعض بتفصيل دستور على مقاسهم، على حد قولها.
وقالت المستشارة نهى الزينى إن هجوم الإخوان على الإعلام الآن يدل على أنهم لا يتحملون المعارضة، ولا يتحملون أن يروا صورتهم الحقيقية التى يكشفها الإعلام فهى تحتاج منهم شجاعة حقيقية لكى يغيروا هذه الصورة التى يبرزها الإعلام، ولا يمكن أن ننكر أو ننسى دور الإعلام الخاص تحديدا، الذى دعم الإخوان خلال حكم مبارك، واعتبرت أن هذه الهجمة على الإعلام لن تنجح، وعندما حدث حصار مدينة الإنتاج اكتسب مزيدا من المصداقية والشعبية لدى الناس، وكل ذلك كان فيتامينات لحرية الإعلام.
وعن رأيها في البلاغات المقدمة ضد باسم يوسف قالت المستشارة نهى الزينى: “من حق أى شخص التقدم ببلاغ ومن واجب النيابة تحقيق البلاغ إذا كان جديا، وقد شاهدت بعض حلقاته وأعجبتنى جدا ومت من الضحك وفى رأيى -بدون التدخل فى عمل النيابة- أن ما يقدمه ليس فيه أى إهانة للرئيس ولا ازدراء للدين، لأن نقد الإسلاميين لا يعنى نقد الإسلام، بل قد يعنى فى رأيى محاولة تنزيه الإسلام العظيم عن بعض الممارسات الخاطئة.
الدكتورة المستشارة نهى الزينى فى أثناء حوارها مع أمل فوزى رئيسة تحرير “نصف الدنيا”
بوابة الأهرام