المتظاهرون الأتراك يتحدون أردوغان

2013-635058862412714166-271_main

 

تجددت أعمال العنف في وقت باكر صباح الأربعاء في تركيا، حيث لم يمتثل المتظاهرون لدعوة الحكومة إلى وقف تحركهم في ما يشكل أكبر تحد يواجهه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى السلطة قبل حوالى عشر سنوات.

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجاهلوا التحذيرات، ونزلوا إلى الشارع فجر الأربعاء في كل من إسطنبول وأنقرة ومدينة هاتاي الجنوبية، حيث قتل متظاهر شاب الاثنين.

وفي ازمير (غرب) أوقفت الشرطة ما لا يقل عن 25 شخصا باكرا الأربعاء بتهمة بث تغريدات على موقع تويتر تتضمن “معلومات مضللة وكاذبة”، على ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

وكان نائب رئيس الحكومة بولند ارينج اعترف الثلاثاء بـ”شرعية” مطالب المتظاهرين وقدم اعتذاره لسقوط جرحى مبديا أسفه للاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة، في بادرة اثنت عليها الولايات المتحدة.

غير أن ذلك لم يخمد غضب المحتجين الذي تجمعوا بالآلاف في ساحة تقسيم في إسطنبول لليوم السادس على التوالي الأربعاء متحدين أردوغان الذي وصفهم في وقت سابق بأنهم “متطرفون” و”مثيرو شغب”.

وهتفت الحشود “مثيرو الشغب هنا! أين طيب؟”، وهم يتهمون أردوغان الذي فاز في ثلاثة انتخابات وطنية متتالية بالسعي لأسلمة النظام في هذا البلد الذي تدين الغالبية العظمى من سكانه بالإسلام غير انه يعتمد نظاما علمانيا.

إلا أن الأجواء الاحتفالية التي سيطرت في ساحة تقسيم تباينت مع التوتر السائد في الايام الخمسة الماضية، حيث ارتفعت انغام الموسيقى التركية المنبعثة من مكبرات للصوت فيما كانت الحشود تصفق.

ووقف حتى أنصار فرق متنافسة لكرة القدم متحدين في الاحتجاجات.

واندلعت موجة الاحتجاجات الجمعة بعدما استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين كانوا يحتجون سلميا على مخطط لإزالة حديقة عامة في إسطنبول، وتحولت فيما بعد إلى حركة احتجاج واسعة ضد سياسات حكومة أردوغان، عمت عشرات المدن.

وأعلن ارينج الثلاثاء “أقدم اعتذاري للذين تعرضوا للعنف بسبب تعاطفهم مع البيئة” مستثنيا من اعتذاراته “مثيري الشغب الذين الحقوا أضرارا في الشوارع وحاولوا إعاقة حرية الناس”.
وقال “إن الحكومة استخلصت العبرة، مما حصل” مضيفا “لا يحق لنا ولا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نتجاهل الشعب. الديموقراطيات لا يمكن أن توجد بدون معارضة”.

وسقط قتيلان في المواجهات بحسب ما أعلن مسئولون والفرق الطبية، فيما افادت مجموعات حقوقية عن اصابة الآلاف. وقدرت الحكومة عدد المصابين بحوالى 300.

واتهم أردوغان الذي وصل إلى السلطة على رأس حزب العدالة والتنمية عام 2002، حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بالوقوف خلف التظاهرات.

الاهرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى