الأخبار

الأسباب الأكيدة.. وراء فضيحة القطبين المهينة

100

 

 

 

طالبوني بالصيام عن الكلام والسكوت قبل مباراتي الأهلي والزمالك أمام قراصنة جنوب إفريقيا وفهود الكونغو؛ لأني لوّحت بمجموعة من الحسابات والتحليلات والتوقّعات عن القطبين، وارتفاع احتمالات عدم استطاعتهما التأهل للدور قبل النهائي بدوري أبطال إفريقيا؛ وذلك حتى لا يتشاءم أحد مِن توقّعاتنا في “بص وطل”, لكن بعد النتائج السلبية التي سدّت نِفس الصائمين وأغضبت المحبّين وأحزنت العاشقين، كان يجب المكاشفة والمصارحة بالمخفي والأسرار في ظلّ تصريحات البلادة واستغباء العامة، لإخفاء الحقيقة التي تكاد تعمي الشمس.

هناك أسباب خفيّة عن العامة وأسباب ظاهرة وواضحة للخاصة والعامة وراء نكبات الأهلي والزمالك في دوري الأبطال، وتهديد مصيرهم في البطولة التي يحمل الأهلي لقبها ويأمل الزمالك في تحقيقها…

الأسباب الفاضحة:
1- انشغال مجالس إدارات الأهلي والزمالك (حمدي والخطيب) و(الخديوي عباس) بمشكلات انتخابات الإدارات الجديدة، والبحث بكل المكر والدهاء وما أُوتوا مِن قوة عن البقاء بأي شكل لأطول وقت في المقاعد الوثيرة تحت الأضواء؛ فتناسوا وتغافلوا دورهم الأساسي أمام الجمعية العمومية التي انتخبتهم، وتراجعوا عن دورهم الرئيسي؛ فتركوا في الأهلي مشكلة البحث عن ملعب لبعد فوات الأوان، رغم أن محمد يوسف -المدير الفني- صرخ قبل لقاء الزمالك من أسبوعين أنه لن يلعب في الجونة الحارة في عزّ الصيام والحرارة الشديدة التي اشتكى منها لاعبو جنوب إفريقيا أنفسهم، وحتى تهرب الإدارة الفاشلة من خيبتها ألقت الأمر على الأمن، وأكّدوا أنه السبب في اللعب في هذا التوقيت، بينما كانت هناك حلول كثيرة أقلّها اللعب في العاشرة صباحا بالجونة، وهو أقلّ الأضرار إن وافقت الشركة الراعية التي أصبحت تتلاعب بالفرق المصرية مثل عرائس الماريونت لتنفيذ أهدافها وحلبها لآخر قطرة وليس قطر.

بينما الإدارة الفاشلة في الزمالك استمرّت شهورا وهي تتصادم مع اللاعبين؛ بسبب تأخّر صرف المستحقات، لدرجة رحيل بعض اللاعبين لعدم القدرة في التجديد لهم، وبرغم أن الأخلاق تقول إن الزمالك فعل الصواب في عدم الرضوخ للاعبيه خصوصا أحمد حسن وعبد الواحد السيد اللذين طالبا السفر للكونغو بعد الامتناع؛ فإن الواجب أولا أن تقوم الإدارة بواجباتها نحو اللاعبين وتصرف المستحقات، أو على الأقل الجلوس معهم وتوضيح الموقف بصراحة قبل المباراة، وتضع اللاعبين أمام الجمهور في مكاشفة؛ إمّا احترام الزمالك أو تقصيرهم تجاه ناديهم.

2- الفشل الفني التام الذي سقط فيه الجهازان الفنيان للأهلي والزمالك عن عمد أو غير قصد؛ لأنه خارج حدود الإمكان؛ مثل عدم دفع محمد يوسف بلاعبه الفاطر السنغالي دومينيك دا سيلفا بسبب ديانته، لدعم الهجوم في مباراة مفترض أن يخوضها الأهلي بحثا عن الفوز لأنها على أرضه، بالإضافة إلى عدم السيطرة على لاعبيه بقوة، وهو ما جعل الفريق يلعب بعشرة لاعبين لمدة 5 دقائق لحصول لاعبه أحمد عبد الظاهر على البطاقة الصفراء مرتين، وهو نفس ما حدث لمحمود فتح الله -مدافع الزمالك- الذي فَقَد خبراته الدولية وظهر “أرعن موتور” بشكل غير مسبوق.

3- الجبلاية.. قيام اتحاد كرة القدم بشكل متغابٍ في إقرار قائمة القائمة 25 لاعبا دون تفرقة بين فريق المنيا الصاعد حديثا -له كل الاحترام- والأهلي والزمالك والإسماعيلي المشاركين في البطولات الإفريقية والعربية، والتي تتزايد احتياجاتهم بناء على زيادة بطولاتهم ومبارياتهم وقوتها، ناهيك عن أن الأندية الثلاثة هي الروافد بل العمود الفقري للمنتخبات المصرية، وبالتالي الجبلاية الذي مهمته الأولى إنعاش الكرة المصرية وجعلها تشرق في سماء العالمية بطرق علمية وفكر نشط؛ إلا أن الجهل والكسل والتناطح واستعراض العضلات أصبح عنوانه.

الأسباب الخفية:
1- الجهل المطبق والإرهاب النفسي الذي مارسه بعض اللاعبين من الملتحين الجدد الذين يدعمون اعتصامات رابعة العدوية بالضغط على زملائهم لعدم استخدام رخصة الإفطار وعدم الصيام؛ لأنهم على سفر ليس لمسافة أكثر من 82 كيلو وصلت لأكثر من 500 كيلو، وهو ما جعل بعض اللاعبين يصومون رغما عنهم خجلا وللسير في ركاب الملتحين؛ خصوصا أنهم نجوم ولهم سطوة، وبرغم قيام بعض اللاعبين بالإفطار مثل وليد سليمان وسعد الدين سمير وشديد قناوي بين الشوطين، بعد قيام عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بتسريب فيديو للاعبين بتناولهم الماء في أثناء المباراة؛ فإن هذا لم يثبت؛ حيث كان اللاعبون يتمضمضون فقط ولم يفطروا، والدليل ضعف مستواهم بشكل واضح للجميع.

ووصل الجهل والإرهاب في الدين لحد انشغال اللاعبين والمسئولين بالفريق بالحديث عن جواز الإفطار أم لا، وظهر ذلك من خلال عناوين قبل المباراة؛ مثل ” أبو تريكة عن “رخصة” الإفطار: اسألوا محمد يوسف”، وفي الكونغو فإن الحال تقريبا متطابق؛ حيث نجد عنوان مثل “المنيري يُنهي أزمة رفض لاعبي الزمالك للإفطار في الكونغو”؛ فسقط اللاعبون مثل أوراق الشجر المصفرة التي لا روح فيها.

2- دعاء المظلومين
القريب من الأمور في الأهلي والزمالك، أو القريب من عمّال وموظفي الناديين يستطيع أن يؤكّد لك أنهم يرفعون أكفتهم للسماء للدعاء بخسارة القطبين في المباريات، لسبب بسيط وهو عدم الوفاء بمستحقاتهم المالية الزهيدة ومرتباتهم المصابة بالأنيميا، وهو ما جعلهم يحقدون على اللاعبين الذين يحصلون على الملايين، وهم لا يجدون ما يشترون به دواء لأبنائهم وطعام لا يثمن ولا يُغني من جوع.

بص وطل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى