الأخبار

بالصورة والفيديو..المقرّ الإخوان للتعذيب والقتل داخل «الأورمان»

65

أعضاء الجماعة يعذّبون ويقتلون ضحاياهم فى كافيتيريا من دور واحد بحديقة الأورمان

 

القتلى يتم وضعهم فى أجولة ثم يدفنونها فى الحديقة

 

أحد الناجين من سلخانة الأورمان: جثث شباب على سلّم كافيتيريا الحديقة ملطخة بالدماء ووجوههم مشوهة من التعذيب

 

 

ليالٍ مرعبة عاشها أهالى بين السرايات بالجيزة منذ 35 يوما، وهو بداية اعتصام الإخوان فى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة.

 

الليلة الأولى بدأت باقتحام البيوت وقتل أهالى بين السرايات ذبحا أو قنصا أو حرقا، تلك الليلة التى امتلأت فيها شوارع بين السرايات بالدماء والمصابين والقتلى، وبعد انتهاء أولى حلقات الدموية والإجرام سمع أهالى بين السرايات صرخات سيدة عجوز، لم تكن تصرخ لرؤية أحد من أهلها مقتولا أو مصابا، ولكنها صرخت بعد علمها باختفاء نجلها محمد عبد النبى، الذى ظلت تبحث عنه لمدة 9 أيام دون جدوى، حتى عثرت على جثته أمام حديقة الأورمان.

 

العثور على جثة محمد عبد النبى أول ضحية مفقود، كشف عن عشرات من أهالى بين السرايات المفقودين الذين لم يتم التوصل إليهم أو معرفة مصيرهم، بعد خطفهم إلى منصة ميدان النهضة، وكانت كل الشبهات تدور حول حديقة الأورمان التى حولها الإخوان إلى مقبرة لمعارضيهم، وتدور حول الحديقة حكايات مرعبة تملأ نهار بين السرايات بالخوف ولياليها بالكوابيس.

 

لا يجرؤ أحد من أهالى بين السرايات على المرور من أمام حديقة الأورمان أو البحث عن نجله المفقود، وإلا فسوف يلقى بنفسه إلى التهلكة على أيدى أعضاء الإخوان.

 

حديقة الأورمان التاريخية يعود تاريخها إلى أكثر من 138 عاما، إذ أنشأها الخديوى إسماعيل، الآن تحولت إلى مأوى لأعضاء جماعة الإخوان الذين نصبوا خيامهم بها كما أنشؤوا حمامات على أرضها، بل وصل الأمر إلى اكتشاف حالات تعذيب ووفاة بداخل الحديقة.

 

«الدستور الأصلي» حاولت الاقتراب من حديقة الأورمان ورصد معسكرات الإخوان الذين ماتت ضمائرهم، وتجمدت حواسهم فاستباحوا التعذيب والقتل والذبح والإحراق تحت اسم «الجهاد من أجل نصرة الشرعية والحق»، وحاولت «التحرير» الكشف عن لغز اختفاء جثث عشرات داخل حديقة الأورمان.

 

رصد «الدستور الأصلي» 3 أكمنة للإخوان تحيط بحديقة الأورمان، الأول فى اتجاه بين السرايات، والثانى فى اتجاه الشارع المؤدى إلى ميدان الجيزة أمام كلية الهندسة، والثالث الذى يُعتبر أخطرها وأهمها يقع أمام باب حديقة الحيوان المقابل لكوبرى جامعة القاهرة، إذ قسموا الشارع المقابل لبوابة حديقة الأورمان إلى جزأين يفصل بينهما أكياس من الرمل ومتاريس، يحتمى وراءها ملثمون معهم أسلحة.

 

تلك الأكمنة فى ظاهرها لجان شعبية لتأمين الاعتصام، ولكن فى باطنها يقبع خلفها ملثمون مسلحون، وهم الذين يصطادون الضحية بالضرب والسحل، بحيث لا يكون أمامها سوى مصيرين، إما سلخانة التعذيب تحت منصة النهضة ثم إلقائه فى محيط الاعتصام غارقًا فى دمه بعد تجريده من ملابسه وارتكاب أبشع أساليب التعذيب معه إلى أن تنقذه سيارة إسعاف، أو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويُنقَل إلى المشرحة، وإما المصير الثانى وهو أن يلقى حتفه داخل حديقة الأورمان من شدة التعذيب ثم يختفى إلى الأبد.

 

ضحايا حديقة الأورمان يتم إدخالهم من بوابات أقامها الإخوان، حيث قاموا بتكسير سور حديقة الأورمان المقابل لمقر الاعتصام، وأنشؤوا به 3 بوابات صغيرة يتم من خلالها إدخال الضحايا، الذين لا يراهم أى أحد بعد ذلك.

 

«الدستور الأصلي» كشف ما يجرى داخل حديقة الأورمان من خلال أحد الضحايا الذى نجا من الجحيم والعذاب على أيدى شيوخ اعتصام ميدان النهضة. جابر محمد، يبلغ من العمر 20 عامًا، روى لـ«الدستور الأصلي» 7 ساعات من التعذيب حتى الموت، قائلا «كنت باتسحر مع أصدقائى فى بين السرايات، وبعد صلاة الفجر كنت فى طريقى إلى منزلى بالعمرانية، فوقفنى شيوخ وسألونى عن بطاقتى الشخصية، وظننت فى البداية إنها لجان شعبية لتأمين الاعتصام ولم أخوّنهم، فأظهرت بطاقتى، فطلبوا منى الحضور معهم لمكتب الأمن التابع للجان الشعبية ليسألنى سؤالين، فذهبت معهم دون أن يخطر فى بالى الفظائع التى يمكن للشيوخ والملتحين اقترافها، إلى أن فوجئت بظهور الأكمنة التى يقف عليها اللجان الشعبية ورجال ملثمون يحملون أسلحة، وانهالوا علىّ بالضرب وسحلونى إلى داخل حديقة الأورمان».

 

وأضاف جابر «دخلت حديقة الأورمان مسحولا على أيدى أكثر من 6 شيوخ، ثم اتجهوا بى إلى يمين الحديقة حيث توجد كافيتيريا من دور واحد كانت هى مقر التعذيب، صعدت السلالم إلى سطح الكافتريا واستقبلنى أكثر من 15 شخصا منهم ملثم مسلح ومنهم ملتحٍ يحمل الشوم والصواعق الكهربائية.. وانهالوا علىّ جميعا بالضرب بعد أن قيدوا رجلى ويدى وغموا عينى».

 

جابر أشار إلى أن الإخوان كانوا يتبادلون الأدوار عليه، وكل واحد منهم يذكّر الآخر بالاستغفار بعد الانتهاء من نصيبه فى تعذيبه، علاوة على ترديد جملة «الله أكبر الله أكبر» وهم يعذبونه، موضحا «الشيخ يقول للشيخ استريّح انت وانا هاكمّل عليه، ويبدأ بالتكبير وينهال بالضرب، وعندما أقول لهم حرام أو أنطق بكلمة كانوا يرشون فى عينى وفمى وأنفى غازات تسبب الاختناق وضيق التنفس وتشل الأعصاب».

 

وعن الأسئلة التى كان يوجهها جلّادو أعضاء الإخوان داخل حديقة الأورمان قال جابر «سألونى: إلى أى حزب تنتمى؟ وقالوا لى أسماء أحزاب لم أسمع عنها ولا أعرفها، ثم سألونى: هل تعمل مع الداخلية؟ ومع كل سؤال تزداد وصلة التعذيب من الشوم والعصىّ وتشريح جسمى بالأسلحة البيضاء ورش الغازات المسيلة للدموع والضرب بالأسلحة والصواعق الكهربائية».

 

وبعد مرور 7 ساعات من وصلات التعذيب ألقوا بجابر محمد جانبا، حيث سمع حديثًا دار بين الشيوخ، قال «سمعت أحدهم يقول: اذهب إلى المنصة هات لنا أجولة عشان الجثث اللى هنا، لما نشوف هنعمل فيها إيه»، مشيرا إلى أن أحد الشيوخ اقترب منه وقال له «سامح اخواتك، لكن لو شفنا وشك قريب من الاعتصام ستتحول إلى كتلة دماء»، يضيف جاد «ثم غمس موبايلى المكسور ومفاتيحى فى بركة دماء لا أعلم لمن، وقال لى هذه الدماء ستكون مصيرك إن اقتربت من هذه المنطقة مرة ثانية، وسحلونى إلى أسفل الكافيتيريا حيث رأيت جثتين على السلم وجهاهما مشوَّهان من التعذيب».

 

«جثث شباب على سلم كافتريا حديقة الأورمان ملطخة بالدماء ووجوههم مشوَّهة من شدة الضرب والتعذيب».. هذه العبارات قالها ضحية سلخانة التعذيب، مؤكدا أن الإخوان يعذبون الضحايا، ومن يلفظ أنفاسه الأخيرة على أيديهم يضعوه فى شوال داخل حديقة الأورمان التى تحولت إلى مقابر، مستنكرا قيام الشيوخ الذين عذبوه بتصويره قبل وبعد التعذيب.

 

مصير جثث الضحايا الأورمان بعد وضعها فى جوال يكون إما الدفن داخل الحديقة، وإما إلقاءها فى الزبالة مثلما فعلوا فى 3 ضحايا بعد تعذيبهم وتصفية أعينهم وذبحهم وإحراق جثثهم ووضعهم فى أجوالة مكتوب عليها «ارحل يا سيسى.. مرسى هو رئيسى». أهالى بين السرايات يسمعون بين الحين والآخر دوىّ إطلاق نار من ناحية حديقة الأورمان مكان احتجاز أهالى الجيزة والمنيل المختطَفين من قِبل أعضاء الإخوان، وسط مخاوف من إقدامهم على قتل المختطفين بحديقة الأورمان.

 

الدستور الاصلى

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=i_Vzt7OtgIo&feature=g-all-xit”]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى