الأخبار

لماذا طلبت أشتون مقابلة مرسي ولم تفعل ذلك مع مبارك؟

45

كتب:
مي محمود سليم
طارق فهمي: القضية عند أوربا وأمريكا في التعامل مع رئيس منتخب بصرف النظر عما جرى بعد 30 يونيه

 

حازم حسني: رد فعل الغرب يؤكد وجود مصالح مشتركة بين الغرب والإخوان

 

أثارت زيارة كاترين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي الشكوك والغضب لدى الكثير من فئات الشعب المصري؛ مما جعل الكثير يردد وجود مصالح مشتركة بين الغرب وجماعة الإخوان المسلمين على حساب مصر، وهذا ما دفع “البديل” ليتساءل: لماذا طلبت أشتون مقابلة الدكتور مرسي ولم تطلب مقابلة مبارك من قبل؟

 

يجيب الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة في تصريحات خاصة لـ “البديل” بأن الوضع مختلف تمامًا بين مبارك ومرسي مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة؛ لأن الاتحاد الأوربي وأمريكا يتعاملان مع رئيس منتخب للبلاد؛ وبالتالي القضية ليست في الاعتراف بأن ما حدث في مصر انقلاب أو ثورة، ولكن القضية بالنسبة لهما هي التعامل مع رئيس منتخب بصرف النظر عما جرى بعد 30 يونيه، وبالتالي فإن الاتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية لن يغيرا المعايير العامة التي يحكمان من خلالها على دراسات النظم السياسية والتحولات الديمقراطية بغض النظر عن شخص الرئيس نفسه؛ لذا فإن جزءًا مما حدث مرتبط بالمعايير التي تضعها هذه الدول للتعامل مع حالات التحول الديمقراطي في العالم وليس مصر فقط.

 

ولفت إلى أن طلب مقابلة مرسي وليس مبارك ذلك لأن قواعد اللعبة في مصر لا تزال غير حازمة وغير واضحة المعالم، كما أنه في حالة مبارك عاد مؤيدوه إلى منازلهم، ثم انتهى الأمر كما أنهم كانوا يرون أن ما جرى ثورة حقيقية شارك فيها الجميع مؤيدون ومعارضون، وبالتالي كان الأمر مختلفًا، ولكن في حالة الدكتور مرسي هناك قوى مؤيدة وقوى معارضة، وانقسمت مصر إلى ميادين وعواصم، وبالتالي فإن الرؤية غير واضحة بالنسبة للغرب: هل يقيس بمقاييسه ويعتبر ما جرى بمصر انقلابًا، أم يقيسه بمقاييس الشارع ونزول هذه الأرقام الهائلة إلى الشوارع والميادين اعتراضًا على الحكم؟

 

وتساءل: هل هناك إجراءات أو ترتيبات معينة أجرتها مصر في عهد مرسي مع الاتحاد الأوربي؟ وأجاب أن الترتيبات كانت واضحة المعالم، مشيرًا إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية أشتون كانت صديقة شخصية للدكتور مرسي، وهذا ما ذكرته في الصحيفة الأمريكية “واشنطن بوست”؛ وبالتالي فإن الأمر مرتبط بينهم ببعد شخصي.

 

وتابع أن الإدارة الأمريكية في الوفود التي أرسلتها لا تهدف للقاء مع رئيس سابق، ولكنها تريد أن يدخل محمد مرسي في منظومة التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أنهم يريدون منظومة جديدة للعملية السياسية في مصر؛ لأن الاتحاد الأوربي لديه تخوفات من استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد ومزيد من العنف؛ وبالتالي فإنهم يطالبون إبعاد الإقصاء لأي تيار سياسي؛ خوفًا على دخول مصر في حرب أهلية؛ حيث إن جميع المؤشرات لديهم تؤكد أن مصر ستدخل حرب أهلية لا محالة.

 

وأوضح فهمي أن القضية ليست في فض الاعتصامات، ولكن فيما بعد فض الاعتصامات؛ حيث إنها قنابل موقوتة ستنفجر في وجه الجميع. وإذا لم يعالجها النظام السياسي برؤية واقعية، فسوف تذهب مصر إلى مواجهة لا محالة.

 

وأردف أن الحل الآن هو الحل السياسي وليس الأمنى؛ لأن الحل الأمنى يؤدي بمصر إلى مواجهة، وإذا فشل الحل السياسي فإن الحل الأمنى لا مشكلة فيه.

 

وأعرب عن اعتقاده بأن الاتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية لن يغيرا مبادئهما من أجل ما جرى في مصر والاعتراف بأنه ثورة أم انقلاب، ولكنها قضية مصالح، فدولة مثل دولة مصر كبيرة ولا يمكن التعامل معها بصورة عابرة، لكن من المؤكد أن الاستقرار في مصر هدف أمريكي واضح للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، ولا تتلخص في قاعدة عسكرية كما يهولها البعض بأن مرسي سمح بذلك ومبارك لم يسمح، ولكن حجم الشراكة الأمنية والاستراتيجية بين الجيش المصري والجيش الأمريكي يجعل من الصعب الخروج من هذا الأمر، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية خلال وقت قليل سوف تستأنف العلاقات مع مصر.

 

ويرى الدكتور حازم حسني الأستاذ بكلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الوضع مختلف تمامًا مع مبارك؛ لأنه كان بالنسبة إليهم قد استنفذ أغراضه، كما أن علاقتهم بالجيش في ذلك الوقت علاقة جيدة، وكل ما يهمهم وقتها هو علاقتهم بالجيش. أما الآن فعلاقة الإدارة الأمريكية بالجيش متوترة، كما أن ما حدث في 30 يونيه هدم حسابات كثيرة لديهم.

 

وتابع أنه أثناء حكم مبارك كانت الإدارة الأمريكية تعلم جيدًا أن حكمه سينتهي، وكان هناك حديث عن البديل لمرحلة ما بعد مبارك، وكانت هناك ترتيبات معينة لديهم قد تكون جماعة الإخوان ضمن هذه الترتيبات. أما في حالة حكم الإخوان فإن سقوط حكمهم بسرعة كبيرة فاجأهم، وأحدث لديهم نوعًا من الاختلال.

 

وأضاف أن رد الفعل الأمريكي الآن يؤكد أنه كان هناك اتفاق بين الإدارة الأمريكية وحكم الإخوان، وهناك وعود بينهما، وذلك منذ أيام الثورة الأولى قبل تنحي مبارك، فكانت هناك اتصالات وترتيبات بين كلا الطرفين، ورغم أن موافقة أمريكا على ترشح الإخوان تأخرت، إلا أن أمريكا من المؤكد كانت تريد أن يكون للإخوان دور في المشهد السياسي.

 

وقال حسني “يبدو أن أن مريكا استطاعت في ظل حكم الإخوان الحصول على مزايا استراتيجية لم تتمكن من الحصول عليها في عهد مبارك، مثل أن يكون لهم مشروع مستقبلي لتوطين الفلسطينيين في سيناء، ومن الممكن أن يكون هناك إنشاء مستقبلي لقواعد عسكرية في مصر، ولكننا لا نعلم بالتحديد ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، والفرق في هذا الأمر أن مبارك لم يكن يتخذ قرارًا مثل هذا دون التشاور مع الجيش، أما مرسي فعلاقته بالجيش ليست ودية، وكان يأخذ قرارات كثيرة دون الرجوع إليه”.

البديل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى