الأخبار

مصر تعيد صياغة سياساتها الخارجية

64

 

 

اتجهت مصر في الستينيات، نحو توطيد علاقتها الخارجية، بدول معادية للنظام الإمبريالي، الذي تجلس الولايات المتحدة الامريكية على قمته، وكانت العلاقات المصرية مع موسكو فى عصرها الذهبي، حيث تعاون الرئيس عبد الناصر مع روسيا فى أوقات كانت مصر في حاجه إلى داعم لها من الدول الكبرى، بهدف بناء دولة قوية، مستقلة.

وفي عصر محمد أنور السادات، أعاد الدفة وقطع العلاقات مع روسيا، واتجه غرباً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما أسماه ثورة التصحيح، والتي هدفت إلى توقف الطريق الذي رسمه “ناصر”، والعودة إلى السياسات الرأسمالية، ومنذ ذلك الحين ومصر كانت في أحضان الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في الفترة تغيرت الصورة، وأصبح البيت الأبيض، ناقم على المصريين لأنهم خرجوا على حليفه الرئيس المعزول محمد مرسي وأطاحوا به.

وبدأت الشواهد في الظهور عن تقارب مصري روسي، يظهر في الأفق، كما كانت تصريحات الرئيس الروسي- فيلاديمير بوتين، مصدر طمأنينة وفخر للمصريين الرافضين لحكم الإخوان, ومنذ أيام كانت هناك صورة كبرى لبوتين معلقة في شوارع الأسكندرية، وهو ما جعل “البديل” تطرح سؤالاً على بعض السياسين والخبراء هل مصر تتجه شرقاً وتقلص علاقاتها مع امريكا والاتحاد الاوربي ؟.

وقال الدكتور سعيد اللاوندي- الخبير بالعلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي، أن مصر بالفعل تعيد هيكلة سياستها الخارجية، فمنذ أن تولى السيد نبيل فهمي- وزارة الخارجية، بدأ فورًا في إعادة الصياغة للسياسيات المصرية الخارجية، بما يتوافق مع المرحلة الجديدة التي تعيشها مصر، وأقرب مثال على ذلك استحداثه لمنصب ما يسمى مستشارية الخارجية، لشئون دول الجوار وهو الأمر الذي لم يكن موجودًا وهو الأمر الجيد الذي يسعى لإعادة وضع مصر في دورها الإقليمي مع دول الجوار.

وأضاف “اللاوندي”، أن بالفعل الموقف المصري، يزداد تقارباً من الموقف الروسي، وزيارة الرئيس “بوتين”، إلى القاهرة التي أعلن عنها سوف تضع لنا النقط على الحروف بشكل واضح، حيث أن مصر وروسيا دون اتفاق مسبق وجدوا أنفسهم، في الموقف ذاته حيث اتفقت الدولتان على موقفهما من الإرهاب، فمثلما فعلت روسيا مع افغانستان ودول البلقان، تجد مصر نفسها أمام نفس الإرهاب, وهو ما جعل موسكو تعرب مراراً عن أنها ستقف خلف مصر بكل سبل الدعم، وهو ما يجعلنا نتحدث عن إعادة صياغة للعلاقات الخارجية المصرية مع روسيا، بما يضمن الاحترام المتبادل للشعبين ودعم المصالح المشتركة .

وقال الإعلامي خالد تليمة- نائب وزير الشباب، أن مصر يجب أن تكون في هذه المرحلة الجديدة، حريصة على وضع نفسها في مكانة جديدة تستحقها، ويجب أن ترفض أي تدخل أجنبي فى شئونها الداخلية، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الروسية، لم تكن سيئة ولكنها كانت غير مفعلة بالشكل الذى يضمن لمصر وجود حلفاء أقوياء بجانب الولايات المتحدة.

وأضاف “تليمة”، إن المؤشرات تقول، إن مصر مقبلة على تفعيل العلاقات المصرية الروسية، وتقليل العلاقات الأمريكية ونتمنى أن يكون ذلك بمعايير، أهمها ضمانة الاستقلال الوطني والمصالح المشتركة بين الشعوب.

ومن جانبه قال أحمد بلال- القيادي فى اتحاد الشباب الاشتراكي، أن الموقف الروسي من الأحداث المصرية، موقف رائع، ومصر يجب أن تعيد صياغتها لعلاقاتها الخارجية، على أن تتجه شرقاً إلى روسيا كحليف قادم، بدلاً من الولايات المتحدة التي ترعي الإرهاب، وتمثل رمز للإمبريالية العالمية، التي أفقرت الشعوب وجوعتها وتحكمت بها.

وأضاف “بلال”، إن زيارة بوتين مهمة جداً وتنطوي على رسالة إلى الأمريكان مفادها، أن مصر قادرة على تخطيكم والوقوف أمامكم، بل تستطيع أن تستغني عن علاقتها بكم، وتستغني عن المعونة التى نتلقاها كجزء من اتفاقية كامب ديفيد، كما يجب أيضًا أن نعدل تلك الاتفاقية أو نعمل على إلغائها بما يضمن سيادة مصر على أرضها.

أخبار مصر- البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى