الأخبار

هستيريا الاخوان ومحاولات إصلاح فاشلة

160

 

 

سيطرت حالة من الهستيريا على قادة الإخوان في الأيام الأخيرة، وتحولت ردود فعلهم الى كوارث عليهم قبل أن تكون على من حولهم، وتحولت ردود فعلهم الى سياسة الأرض المحروقة، من خلال محاولات الاقتحام لمرافق الدولة، من مطارات، وغيرها، وتحويل البعض من أعضاء الجماعة الى متطرفين وإنزلق البعض إلى منحى الارهاب.

ورغم المحاولات الفاشلة لمنصة رابعة العدوية على مدى نحو الشهر من تأكيد أن الإعتصام لا يعكس توجها لفئة أو تمثيل فصيل بعينه، الا أن واقع الحال جاء عكس ذلك كليا، وغلبت عبارات وكلمات الطائفية على لغة الهتافات في مختلف المسيرات والتظاهرات، في الميدان وبعض المجن المصرية، وظهرت بوضوح “اسلامية اسلامية ضد النصرانية” “اسلامية اسلامية ضد تواضروس”، وغيرها من الكلمات البذيئة ضد شيخ الأزهر، والبابا والرموز الوطنية.

واكثر من ذلك بدت لغة السباب على منصة رابعة العدوية، بوضوح هي اللغة السائدة لقادة جماعة الإخوان، وبدت الأمور أكثر وضوحا كلما إزدادت حالة “الهستيريا” على القادة الذين فقدوا أعصابهم، وحاولوا استملاء أنصارهم أولا من تيارات الإسلام السياسي، في مسعى الى تجميع قواهم، ومرة أخرى يتوجهون الى شعب مصر على أمل أن ينضم اليهم أحد، وقد يكون نجحوا في ذلك نسبيا، إلا أن سرعان ما إنفض البعص مع الاقتراب من لغة الخطاب الطائفي على منصة رابعة، التي تختفي للحظات ثم ما تعود سريعا.

والغريب أن في موقف الإخوان أنهم يدعون للإحتشاد في الميادين ويعترضون على كل من يدعو إلى إحتشاد في الجانب الآخر، مستخدمين في ذلك لغة التخوين، أو “الحرب الأهلية”، وإعتبروا أنفسهم أن المستهدفين من الإتهامات بالإرهاب، واتسعت الهستيريا مع الدعوة التي وجهها الفريق السيسي.

وفي سرد الحقائق، بدى مرشد الإخوان خارج سياق التاريخ، في كل “عظاته” الأسبوعية كل خميس، فلم يخرج يوما ليقول كلمة ضد العمليات الإرهابية التي تجري في سيناء، وفي مناطق أخرى، والتي تطورت في الايام الأخيرة الى “السيارات المفخخة” ولو سترّ من الله لوقعت الكارثة، قبل إنفجار سيارة مفخخة على أرض سيناء قبل وصولها الى هدفها.

الأمر واضح فإن ثقافة الارهاب، ولنجعل أنفسنا أكثر تحفظا، لِنَقُل التعاطف مع الإرهاب، هي أحد سمات الإخوان وإخوانهم، والتاريخ البعيد والقريب موجود، ألم يكن هم الطرف في الحوار مع الإرهابيين  بسيناء في وقت، وطرف أصيل في كل الاتصالات.

يصر الإخوان على العودة بالتاريخ، وإن بدت بعض نقاط التراجع، بالغياب الجزئي في بعض الشعارات عن شعارات ورايات الطابع الإسلامي، وأحيانا الحديث فقط عن الشرعية، دون الحديث عن الرئيس المعزول، ودعوة المرشد في كلمته الأسبوعية الخميس الماضي المتظاهرين لرفع شعارات ثورة 25 يناير، والتخلي عن شعارات “الشرعية”.

ولكن يبقى أن حركة الاخوان تستهدف في مجملها السعي الى تحسين الخروج، والحفاظ على مكاسب الجماعة التي تحققت لأول مرة بعد ما يزيد عن 83 عاما في ظل ثورة 25 يناير، بل واضح أنهم يريدون تقنينا لوضع الجماعة فقط، وكان يمكن ان يتم ذلك، لو إحتكموا الى مراعاة التوافق الوطني، بدلا من الوقت الذي أضاعته في سياسات التمكين.

ويبقى التأكيد على أنه لا أحد مع القتل، ولكن لا يجب أن يدفع قادة الاخوان شباب وبنات الوطن من أجل التهلكة لحماية شخص وحمايتهم أنفسهم، وحماية حكاية الشرعية التي في أذهانهم فقطـ، والتي أعتقد أنها غطاء للخوف من إندثار الجماعة فقط، وتعبير عن حالة القلق التي إنتابت كافة تنظيمات الاخوان داخل وخارج مصر، والمؤكد أن تجربة الاخوان مع حلفائهم في العامين الماضيين، تؤكد أن سيبيعون أي حليف بمجرد تحقيق مصالحهم، هذه هي طبيعة قادة الاخوان، وتجربة السلفيين معهم ليست ببعيدة، ورحم الله الوطن منهم.

 

الجورنال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى