الأخبار

الطعام والإقامة والنقود تجذب المتسولين لـرابعة

 

114

 

اعتاد المحتاجون والمتسولون الانتشار على أرصفة الشوارع الرئيسية وإشارات المرور والحدائق العامة خاصة خلال شهر رمضان، طمعا فيما يجود به الصائمون من زكاة وطعام ونفحات في الشهر الكريم.. لكن ما لفت انتباه أحمد رمضان، سائق تاكسي، هو التراجع في أعداد هؤلاء في إشارات المرور الكبرى مثل القريبة من مسجد مصطفى محمود والجزيرة الوسطى في شارع جامعة الدول العربية، وهو يعتقد أن أعدادا كبيرة منهم اتجهت إلى أماكن اعتصام «الإخوان» وأنصار المعزول محمد مرسي في ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر سعيا وراء الأكل والشرب والمال، والإقامة المجانية.

 

ويؤكد حسن خليل، بائع مناديل بجوار صيدلية الإسعاف معروف باسم «قوشاط»، أن نحو 30 بائعا متجولا من أصدقائه وزملاء المهنة فضلوا البقاء في محيط اعتصامات الإخوان للاستفادة من وفرة الطعام والشراب، إلى جانب ممارسة البيع، مشيرا إلى أنه يخشى من الانضمام إليهم بسبب ما تردد عن أعمال القتل والتعذيب في تلك الأماكن، خاصة وأنه يعاني إعاقة في قدمه اليسرى، ولا يتحمل الكر والفر وقت الاشتباكات.

 

أما خالد حسين، شرطي المرور الذي يقف إلى جوار مسجد الفتح بميدان رمسيس، فيقول إن محيط المسجد يكتظ عادة خلال شهر رمضان بالمتسولين والمحتاجين، وعلى الرغم من وجود بعضهم حاليا، فإن عددهم ليس بالكثافة المعتادة.

 

ويقول أحمد إسماعيل، أحد سكان حي مصر الجديدة، إن استعانة جماعة الإخوان بالمتسولين وضمهم إلى اعتصاماتهم ليس جديدا عليهم، فقد اعتادوا ذلك خلال حملاتهم الانتخابية، وفي نوفمبر 2011 قالوا إنهم يجهزون لمشروع يهدف إلى إدماج المتسولين في هيئة النظافة بعد فسخ عقد الشركات الأجنبية التي كانت تحصل على 421 مليون جنيه شهريا، والاستفادة بتلك المبالغ في تعيين المتسولين الذين تقول تقديرات إن عددهم في القاهرة وحدها نحو 17 ألفا.

 

وفي شارع جامعة الدول العربية في منطقة المهندسين، كانت فتاة تدعى «سماح إكس» تشعل سيجارتها على الملأ في نهار رمضان، وتقول إنها تنتظر صديقتها هند لينطلقا معا إلى اعتصام ميدان نهضة مصر استعدادا لتناول الإفطار مع المعتصمين، متمنية استمرار الاعتصامات لتضمن الطعام يوميا دون تكلفة، حسب قولها.

 

وإلى جانب المتسولين والباعة الجائلين والمحتاجين، يجلس مجاهد الجهيني، عامل محارة باليومية، يقول إنه جاء من بلدته إلى القاهرة طلبا للرزق، ويتابع «منذ بدء اعتصام الإخوان أمام جامعة القاهرة اقترح أحد زملائي أن نتوجه إلى هناك حيث يتوافر الأكل والشرب مجانا، ورفضت في البداية نظرا لاختلافي مع أفكار الإخوان، لكن مع سوء أحوالنا المادية ووقف حالنا توجهت للاعتصام لتناول الإفطار والسحور، كما حصلت على نحو 800 جنيه منذ بداية الشهر داخل الاعتصام، سأشتري بها ملابس العيد لأطفالي، لكن إذا توفر لي العمل بنصف هذا المبلغ لن أذهب إلى الاعتصام لأنني لا أحب تلك الجماعة».

 

محمد مصطفى، الذي يوزع البخور على المحال التجارية، يقول إنه من محافظة شمال سيناء، ونظرا لتعرضه لإصابة إعاقته عن عمله الأساسي في لصق السيراميك نزح إلى الإسكندرية مع بداية شهر رمضان، وطلب منه أحد أنصار المعزول محمد مرسي المشاركة في اشتباكات أمام مسجد القائد إبراهيم مقابل 500 جنيه، حصل منها على 100 جنيه مقدما، قبل أن يهرب خوفا من الموت، على حد قوله.

 

وأضاف «بائع البخور»، أنه غادر الإسكندرية إلى القاهرة لممارسة عمله في شوارع إمبابة حتى قال له أحد الملتحين «تعالى معانا اعتصام رابعة العدوية وسأعطيك 2000 جنيه مقابل الإقامة الدائمة هناك»، بحسب قوله، مؤكدا أنه رفض «العرض المغري» خصوصا بعد أن طلب الملتحي أن يحتجز بطاقته الشخصية مقابل الحصول على المبلغ لضمان استمرار إقامته هناك.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى