الأخبار

بروفايل| “الشاذلي”.. مهندس العبور

 

17

 

وقف الجنرال العسكري صباح يوم السادس من أكتوبر عام 1973، على يمين القائد الأعلى للقوات المسلحة وقادة الجيش، لديه ثقة في خطته التي وضعها لخوض المعركة، فأطلق عليها خطة “المآذن العالية” أو “عملية بدر”، واضعاً ثقته في جنوده، مؤكداً فيها على مقتلين عند العدو “المقتل الأول هو خسارة الأفراد والمقتل الثاني هو إطالة مدة الحرب”.

رأى مهندس حرب 6 أكتوبر “سعدالدين الشاذلي”، الذي قاد الحرب كرئيس لأركان الجيش المصري، أن خطة الحرب مبنية على تدمير خط بارليف، والتقدم داخل شرق القناة من 10 إلى 12 كيلو مترا والتحول بعد ذلك لأخذ مواقع دفاعية، مرجعاً ان السبب في ذلك هو ضعف امكانيات في الدفاع الجوي المصري ذاتي الحركة مما يمنع القيام بعملية هجومية كبيرة.

بعد تحقيق انتصارات كبيرة داخل سيناء على القوات الإسرائيلية، طالب الرئيس السادات بتطوير الهجوم، وهذا ما عارضه “الشاذلي” حتى لا يتعرض الجنود المصريين للقصف من قبل الطيران الإسرائيلي، بعد خروجهم من تحت مظلة قوات الدفاع الجوي، ومن هنا نشب الخلاف بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي، بعد ان تسبب قرار السادات في حدوث الثغرة، كما يروي الشاذلي.

كتب “الشاذلي” في مذكراته عن حرب أكتوبر “سيشهد التاريخ أن حرب أكتوبر 73 قد أبلى فيها الجندي المصري أحسن بلاء، وأن الضباط والجنود جميعا قد أبلوا جهدهم وأدوا أروع أداء، وأن أقوى خطة وأقصر خطة للنصر في حرب أكتوبر 73 كانت كلمة الله أكبر”.

استبعد الرئيس السادات الفريق “الشاذلي” من رئاسة أركان الجيش وعينه سفيراً لمصر في انجلترا، وكان ذلك بداية “منفى” الجنرال العسكري، الذي ظل بعيداً عن مصر حتى عام 1992، قرر بعدها العودة الى بلاده، لكن تم القبض عليه في المطار، وتوجيه تهمتين له هما “نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه”، و”إفشاء أسرار عسكرية في كتابه”، كان ذلك في فترة حكم “مبارك”، الذي لم يكرمه مثلما فعل “السادات”.

يقول الشاذلي في مذكراته “ليس التكريم هو أن أمنح وساما في الخفاء، ولكن التكريم هو أن يعلم الشعب بالدور الذى قمت به، وأنا واثق أن مصر وليس السادات حاكم مصر، سوف يكرّمني في يوم من الأيام بعد ان تعرف حقائق وأسرار حرب أكتوبر”.

يواصل الشاذلي الذي لقى ربه في نفس يوم تنحي مبارك، بالتحديد في 11 فبراير 2011، “لقد اعطيت بلادي كل ما أستطيع أن أعطيه، وقد رأيت ثمرة كفاحي، رأيت جنود مصر بعد أن هزمتهم اسرائيل في ثلاث حروب سابقة. رأيتهم وهم يعبرون قناة السويس، ويحطمون خط بارليف، ويهتفون الله أكبر. ماذا أريد بعد هذا كله؟ لا شيء. أيها الموت أهلا بك فأنى لا أخشاك إن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى