الأخبار

موسكو ترفض اقتراحا سعوديا بالتخلي عن الأسد

18

رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحًا سعوديًا بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابل صفقة تسلح كبيرة ودور أكبر في العالم العربي، كما ذكرت مصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط.

وقد استقبل بوتين، أحد كبار الداعمين للرئيس السوري، في 31 يوليو في الكرملين، الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية العامة الواسع النفوذ، والذي تعد بلاده داعمًا رئيسيًا للتمرد السوري.

وتعذر الحصول على تعليق رسمي في موسكو كما في الرياض على ذلك اللقاء.

وأكد دبلوماسي أوروبي يتنقل بين بيروت ودمشق أن “بندر بن سلطان يلتقي كل سنتين نظراءه الروس، لكنه أراد هذه المرة أن يلتقي رئيس الدولة”.

وأكد الأمير بندر للرئيس بوتين “استعداد الرياض لمساعدة موسكو على الاضطلاع بدور أكبر في الشرق الأوسط في وقت تبتعد الولايات المتحدة عن المنطقة”، كما أضاف هذا الدبلوماسي.

واقترح أيضا شراء أسلحة من موسكو بـ 15 مليار دولار و”القيام باستثمارات كبيرة” في روسيا، كما قال المصدر نفسه.

وأكد الأمير بندر من جهة أخرى لبوتين أنه “أيا كان النظام” الذي سيخلف نظام الأسد، سيكون بين أيدي السعوديين “كليا” وأنه لن يسمح لأي بلد خليجي بنقل الغاز عبر سوريا لمنافسة الغاز الروسي في أوروبا.

ورفض الأسد في 2009 أن يوقع مع قطر مشروعا لإقامة خط بري لنقل الغاز يربط الخليج بأوروبا يمر عبر سوريا، مراعاة لمصالح حليفه الروسي، المزود الأول لأوروبا بالغاز.

وقال دبلوماسي عربي يجري اتصالات بموسكو إن “الرئيس بوتين استمع بلياقة لمحدثه وأبلغه أن بلاده لن تغير إستراتيجيتها على الرغم هذه المقترحات”.

وأضاف أن “بندر أبلغ عندئذ الروس أن الخيار الوحيد في سوريا هو الخيار العسكري، ولا بد من نسيان مؤتمر جنيف؛ لأن المعارضة لن تحضره”.

ويؤيد الروس والأميركيون منذ أشهر فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام بين النظام والمعارضة في جنيف، لكنهم لم يحققوا أي نتيجة حتى الآن.

وردًا على أسئلة وكالة فرانس برس حول هذا اللقاء، أجاب سياسي سوري “كما فعلت من قبل قطر مع لافروف، تعتبر السعودية أن السياسة تقضي بشراء أشخاص أو بلدان. وهي لا تفهم أن روسيا قوة عظمى لا تحدد سياستها بهذه الطريقة”.

وأضاف أن “سوريا وروسيا تقيمان علاقات وثيقة منذ أكثر من نصف قرن في كل المجالات وليست الريالات السعودية هي التي ستغير الوضع”.

وتوترت العلاقات بين موسكو والرياض من جراء النزاع السوري؛ لأن موسكو تتهم الرياض بـ “تمويل وتسليح الإرهابيين” في هذا النزاع الذي أسفر عن أكثر من 100 ألف قتيل، كما تقول الأمم المتحدة.

واعتبر خبراء روس أيضا أن بوتين رفض العرض السعودي.

وقال الكسندر غولتز الخبير العسكري في صحيفة “ايجيدنفني” الإلكترونية الناطقة باسم المعارضة إن “هذا الاتفاق يبدو غير محتمل أبدًا”، مذكرًا بأن دعم الأسد في نظر بوتين “مسألة مبدئية”.

وأضاف “حتى الـ15 مليار دولار، وهو مبلغ كبير يشكل رقم أعمال لمدة سنتين لشركة روسوبورونيكسبورت (الوكالة الروسية لتصدير الأسلحة) لن يكون له أي تأثير”.

واعتبر الخبير الأمني الآخر المستقل أندريه سولداتوف الذي يتولى إدارة موقع اجينتورا.رو أن “الهدف من هذا التشويه الإعلامي هو إضعاف الأسد والمحيطين به”.

وأكد أن “موقف الأسد يزداد قوة والكرملين على معرفة بذلك، والتخلي عنه في هذا الوضع سيكون أمرًا غبيًا”. وخلص إلى القول “علينا ألا ننسى أيضا أن السعوديين لا يوفون عمومًا بوعودهم إلا بعد سنوات”.

بوابة الأهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى