الأخبار

تلك هي رسائل ”مبارك”

8

تقرير- محمد مهدي:

 

من ملامح مضطربة عابسة، وحالة رثة لم يعتدها المصريون في مظهر رئيسهم السابق ”مبارك”، حتى أنهم قد فوجئوا بقيامه بوضع أحد أصابعه بداخل أنفه، غير عابئ بالكاميرات التي تنقل محاكمته مباشرة، أو صورته التي عُرف عنه اهتمامه بأن تخرج في أفضل صورة .. إلي ملامح رائقة، وملابس مهندمة، وابتسامة مطمئنة، ويد تلوح بثقة أمام الحاضرين كعادته وقت أن كان على سُدة الحكم، بينما نشاهد حديث يجري بينه وبين نجله ”جمال” كأنهما يجلسان في المنزل بعد العشاء، لا خلف قفص الاتهام .. شتان ما بين حالة ”مبارك” في المحاكمة الأولى وإعادة محاكمته .. تغييرات ومؤشرات اعتبرها المتخصصون النفسيون دليل على عودة الثقة لمبارك وشعوره بأنه لم يعد مجرمًا في نظر المجتمع وأنه قريبًا سيتمتع بالحرية.

 

فشل النظام وراء ثقة ”مبارك”

 

قالت الدكتورة طاهرة المغربي، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن مبارك اكتفي في المحاكمة الأولى بمظهر من يحاول التماسك حتى لا يظهر ضعيف أمام شعبه، بعد أن تحول بين ليلة وضحاها من رئيس للدولة إلي متهم خلف قفص الاتهام، أما في إعادة محاكمته اليوم، فظهر جليًا أن ثمة أمور قد تغيرت، وأن لديه معلومات ما تؤكد أن قرار المحكمة سينتهي بخبر سعيد.

 

ورجحت أستاذ علم النفس، أن تحسن حالة ”مبارك” النفسية التي ظهرت في ملامحه وايماءته وابتسامته، تعود إلي إحساسه بزيادة شعبيته في الشارع المصري، خاصة بعد فشل النظام الحالي في تغيير الأوضاع السابقة، وأن هناك شهداء سقطوا في عهد الرئيس الحالي ولم يدان حتى الأن، مما يدخل الارتياح إلي قلبه بأنه لم يرتكب أي جريمة.

 

وأضافت، أنه من المؤكد أن ”مبارك” يتابع بشكل جيد ما يدور بداخل مصر في الفترة الحالية، ويُنقل له كل الأحداث من خلال محاميه، لرفع معنوياته النفسية، وأن مبارك ينتظر البراءة لتتحول صورته أمام المجتمع من ”مخلوع” و”قاتل” إلي مظلوم.

 

ابتسامة مبارك رسالة لأنصاره

 

من جانبه أكد الدكتور عماد عبداللطيف، أستاذ البلاغة وعلم تحليل الخطاب، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، أن اطلالة ”مبارك” الواثقة، أكبر دليل على فشل شركاء الثورة في تقديم بديل ناجح، لحكم مبارك السيئ، ودليل على متابعته على المشهد الراهن الذي يعيشه في حياة المصريين.

 

وأوضح عبداللطيف، أن تلويح مبارك بيديه مبتسما، لا شك أن وراءها رسالة ما، خاصة أنه يدرك جيدًا كل كلمة وكل حركة ولكل إشارة تخرج منه، مشيرًا أن الرسالة قد تكون إحساسه بالبراءة أو رسالة لأنصاره ومؤيديه وقد أصبحت شريحة كبيرة، بأن ينتظرون عودته مرة آخري.

 

وتابع، أن مبارك لا يخفى عليه ما تتعرض له الثورة من اضطرابات والنكسات التي تمر بها الدولة من تراجع كبير في القدرات الاقتصادية وما يثار حول الأداء السياسي للرئيس الحالي الدكتور محمد مرسي.

 

”مبارك” يتمتع بصحة جيدة ووعود بعدم التعرض له قانونيًا

 

أما الدكتور رفيف المهنا، طبيب نفسي، فقد قال: بصراحة .. لم أرَ فرقاً واضحاً في السلوك فهو في الحالتين يبدو واثقا من نفسه ومطمئن ويتحدث مع المحيط بطريقة طبيعية ..لكن يبدو  في إعادة المحاكمة أنه صحياً بحالة افضل مما أعطى هذا الفرق البسيط، لكن الاطمئنان كان حاضرا في المرتين.

 

وأضاف المهنا، اعتقد أن بقاءه في مصر وعدم لجوئه للهروب هو بسبب ضمانات بعدم التعرض له قانونيا بأكثر من محاكمات وهمية، فيبدو عليه أنه هو مطمئن قبلاً وازداد اطمئنانا بعد الأحداث الحالية والرفض الواسع للحكم الحالي.

مصراوى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى