الأخبار

“الإخوان” بين الخروج الآمن والفتنة الطائفية

68

 

 

لم يتوان أعضاء جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في نيل مكاسب على الساحة السياسية، ومحاولة الخروج الآمن من السلطة، وإقناع الشعب أن عزل مرسي أدى إلى نشر الفتنة الطائفية بين الأهالي في قرى الصعيد والقناة.

 

فمنذ تولي الإخوان المسلمين حُكم البلاد، وازدادت وتيرة أحداث الفتنة الطائفية، فلم تكن بداية الفتة اليوم في بني سويف بسبب مطب صناعي الذي أقامه أحد شباب الأقباط أمام منزله، ما أدى إلى معركة بالأسلحة والمولوتوف بينه وجيرانه المسلمين، والتي امتدت إلى إلقاء عدد من المتشددين زجاجات مولوتوف داخل الكنيسة، وإحراق جزء منها، إلى جانب 7 منازل أخرى لأقباط بالبلدة.

 

ولكن بعد عزل مرسي، توالت أحداث الفتنة فمنذ 2 يوليو، أدت شعارات رسمها شاب قبطي على جدران أحد المعاهد الدينية، بمنطقة “الخصوص”، محافظة القليوبية؛ إلى مقتل طالب مسلم، دعا على إثرها إمام المسجد، المسلمين للخروج ضد المسيحين، وباحتقان الوضع، ذهب أهل المُسلم إلى منزل المسيحي صاحب الشجار، ودارات معركة بالأسلحة النارية والبيضاء، فيما حُرق منزل الشاب المسيحي، وارتفع عدد القتلى خلال هذه الاشتباكات إلى 4 مسيحين، و7 مصابين، أحدهم قبطي وآخرين مسلمين، وأسفرت خسائر الاشتباكات، عن احتراق 3 منازل، و3 سيارات، وحضانة وصيدلية، وسرقة عدد من المحلات التجارية، إضافة إلى تحطيم واجهة وبوابة كنيسة مارجرجس.

 

وفي اليوم التالي وبدون أي هدنة، قام عدد من عناصر الإخوان المُسلحة بالهجوم على كنيسة العذراء بالأقصر، وإلقاء الحجارة والزجاج عليها، بعد تعديهم على اعتصام المُعارضين أمام ديوان عام المُحافظة؛ مطالبين بسقوط الإخوان، والتي أدت إلى مصرع 4 أقباط وإصابة 32 آخرين، كما أُحرقت منازل ومتاجر لمسيحيين.

 

وفي 9 يوليو الماضي، اخترق عدد من الملثمين المسلحين كنيسة “مارمينا” في بوسعيد، وإطلاق النيران عليها، وألقت الشرطة القبض على أحدهم دون وقوع إصابات خطيرة.

 

وفي 4 أغسطس، وجد أهالي قرية “نجع حسان” بالأقصر، جثة “حسان صدقي حنفي” أمام بيوت للأقباط، ما أدى إلى حدوث هجوم من قبل مسلمي القرية على الأقباط، وإلقاء جثة أحدهم في النيل بعد ربطه بالحجارة، كما أودى بحياة 4 من الأقباط، وتم العثور على 5 آخرين فُحمت جثثهم أثناء حرق منازلهم بالقرية.

 

في اليوم التالي، قام عدد من أنصار المعزول بالتعدي على أقباط بـ”محافظة المنيا”، وحرق 7 منازل و5 سيارات، و5 محلات، والهجوم على كنيسة “الانجيلية” بالمنيا؛ ما أسفر عن إصابة 14 شخصًا، فيما قامت قوات الأمن بإلقاء القبض على 10 أشخاص ثبت انتمائهم للإخوان وجماعات إسلامية.

 

وبعد مرور يومين من تلك الواقعة، حاصر حشود من أنصار مرسي، مطرانية السيدة العذراء بمحافظة بني سويف، ورددوا عددا من الهتافات المستفزة للأقباط، يتهمونهم فيها بالعمالة لأمريكا، كما قاموا بالكتابة على جدران الكنيسة “إسلامية إسلامية”، في الوقت الذي وقفت فيه مجموعة من الأهالي، في سلاسل بشرية أمام أبواب الكنيسة لحمايتها.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى