الأخبار

«بطرس غالي» بين النيل والقدس:(1)

51

 

 

«بين النيل والقدس يوميات دبلوماسى مصرى».. تحت هذا العنوان يطرح الدبلوماسى الشهير، الدكتور بطرس بطرس غالى، صورة بالعدسة المكبّرة لواقع الدبلوماسية المصرية فى أفريقيا تحديدًا، وفى العالم بشكل عام، خلال الفترة التى امتدت لأكثر من عشرة أعوام منذ توليه منصب وزير الدولة للشئون الخارجية عام 1977م، ونائب رئيس الوزراء للشئون الخارجية عام 1991م، قبل أن يتم اختياره كسادس أمين عام لمنظمة الأمم المتحدة فى يناير عام 1992م.

وإذ يسرد غالى، خلال الكتاب، الصادر عن دار «الشروق» حديثا، يوميات عمله الدبلوماسى، فإن صفحات الكتاب تزدحم بالعديد منالقصص والحكايات والوقائع التاريخية التى جمعت المؤلف بالعديد من رؤساء وملوك الدول وزعمائها البارزين، فضلا على المواقف التى جمعته بالرئيس السابق حسنى مبارك وعدد من وزراء حكوماته المتعاقبة ورجال الدبلوماسية البارزين خلال السنوات الماضية.

يبدأ غالى كتابه بمقدمة طويلة، تحدث خلالها عن السياسة الخارجية لمصر بين السادات ومبارك قائلا: «وإذا كان هناك من استمرارية فى نهج السياسة الخارجية ما بين عهدى الرئيس السادات والرئيس مبارك، فهناك فرق فى طريقة إدارة كل منهما للشئون الخارجية؛ فبقدر ما كان السادات يطرح أفكارا وآراء جريئة، وكان مستعدا للإقدام نحو تنفيذها بغض النظر عن المخاطر فإن مبارك كان يدير الأمور بحذر واضح».

ويلخص غالى أهداف السياسة الخارجية فى الفترة ما بين 1981 و1991 كالتالى: «دعم الشعب الفلسطينى»، وبالتالى دعم «منظمة التحرير الفلسطينية، والحفاظ على علاقات طبيعية مع إسرائيل رغم اعتداءاتها، والتكامل مع جنوب السودان رغما عن الصراع الدائر فى جنوبه، والوجود المصرى فى أفريقيا، ودعم المرحلة الثانية من عملية التحرر من الاستعمار الأجنبى للقارة، واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع البلاد العربية، ودفع حركة عدم الانحياز التى تراجع دورها مع نهاية حقبة التحرر من الاستعمار، ونتيجة للتقارب بين الشرق والغرب، وإقامة أسس جديدة للعلاقات مع الغرب لفترة ما بعد التحرر من الاستعمار».

مقدمة الكتاب التى تطرقت لموضوعات شتى لم تغفل الحديث عن قضية القضايا، وهى المشكلة الفلسطينية، ورأى غالى أنه «ليس لها سوى حل وحيد ليس له بديل؛ ألا وهو إنشاء دولة عربية ــ إسرائيلية واحدة يعيش فيها المستعمرون اليهود كأقلية نشطة وسط أغلبية فلسطينية. إن وضع هذه الدولة الفلسطينية ــ الإسرائيلية سيذكرنا بوضع جمهورية جنوب أفريقيا بعد انتهاء حقبة التمييز العنصرى (الآبارتايد) هناك ولذلك يجب أن يظهر نيلسون مانديلا فلسطينى وديكليرك إسرائيلى، وأن يكون لهما الشجاعة والخيال والإقدام ما يمكنهما من أن يهبا الحياة لهذه الدولة الجديدة، وأن يتخطيا مشاعر العداء المتبادلة بين الجانبين والتى ما زالت تسيطر على ذهنية هذين الشعبين الواقعين فى العداء».

وعن معضلة المصالحة الوطنية الفلسطينية قال غالى: «إن أصعب شىء هو أن تصالح الإخوة الأعداء بعضهم على بعض. أعتقد أن الجبهة الفلسطينية ستظل منقسمة على نفسها لأمد طويل، أى أنها ستظل ضعيفة، وسيكون لهذا الضعف أثره فى خدمة التشدد الإسرائيلى».

العلاقة بين إسرائيل ومصر عقب وفاة السادات، استمرت كما هى حيث استقبل مبارك، وفدا إسرائيليا برئاسة يوسف بورج، وكان آرييل شارون وموشيه نسيم هما أبرز أعضائه، وجرى استعراض صورة متفائلة للعلاقات بين مصر وإسرائيل، وخلال اللقاء اتسم حديث مبارك بالود والأريحية وإن لم يغب عنه القدر اللازم من الحسم وأتاح هذا اللقاء لمبارك بناء جو من الثقة كان من شأنه فيما تلا ذلك أن يسهل محادثاتنا حول التطبيع مع إسرائيل».

خلافا لتوقعات غالى، بشأن مماطلة الإسرائيليين فى الانسحاب من سيناء، فقد انسحبوا منها، كما يروى بنفسه، فى الموعد المحدد أى فى يوم 26 أبريل 1982، وأنشئت لجنة تحكيم بشأن طابا فى سبتمبر 1986 وقضت فى سبتمبر 1988 بأنها جزء لا يتجزأ من الأرض المصرية».

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى