الأخبار

طلقة طائشة تغيب الطفل يوسف عن الوعي

يرقد جسده الهزيل بلا حراك، بأنفاس مبتورة ونبض ضعيف يصارع الموت وحده في معركة غير متكافئة، تطل عليه والدته بين الحين والأخر تطمئنها حركة صدره من صعود وهبوط بأن صغيرها لازال يتشبث بالحياة ولم يهزم في معركته بعد، فتصم الآذان عن صوت اليأس بداخلها وتطمع في رحمة الله وكرمه وتلهج مرددة “الشفا من عندك يارب”.

رصاصة طائشة
“يوسف سامح” طفل يبلغ من العمر 13 عاما، استقرت رصاصة طائشة في رأسه الصغير، أدخلته في غيبوبة، ودفعت أسرته بالكامل في جحيم الانتظار والخوف، والصدمة من سرعة ما آلت إليه الأمور خاصة بعد أن أخبرهم الأطباء بأن “يوسف” بين يد الله ويحتاج إلى الدعاء لإنقاذه.

من بين دموعها المنهمرة، وكلماتها المتعثرة على اللسان، روت «مروة قناوى» والدة يوسف تفاصيل الحادث، فقالت: “يوسف كان خارج مع زملائه في منطقة الحصري بأكتوبر، وهما مروحين قالهم أنا جعان هجيب أكل واحصلكم، وفعلا جاب الأكل وحصلهم كان ماشي وراهم بخطوتين، فجأه سمعوا صوت بيبصوا وراهم لقوا يوسف مرمى على الأرض والدم نازل من راسه وبؤه ومغرق هدومه”.

وتابعت الأم والألم يعتصر قلبها: “جريوا بيه على مستشفى جامعة 6 أكتوبر فاكرينه اتعور من الوقعة، اتصلوا بيا وروحتله كان نبضه واقف”.

بين الحياة والموت
بعد إنعاش القلب بالصدمات الكهربائية، خضع “يوسف” إلى أشعة على المخ، وكانت المفاجأة، فقد استقرت طلقة بالمخ طولها 9 مل، أدت إلى كسر في الجمجمة، ونزيف في الفص الخلفي للنصف الأيسر من المخ.

“ميت أكلينيكيا”، هكذا لخص الأطباء حالة «يوسف» الصحية لأسرته وأصدقائه، وسط حالة من الصدمة والفاجعة على وجوه الجميع، وأسئلة كثيرة تشخص أمامهم، كيف لنزهة قصيرة مع الأصدقاء في محيط البيت تنتهي بمأساة كتلك، ومن الجاني صاحب تلك الرصاصة الطائشة؟.

الحادث الثاني
أكد العاملون بالمستشفى أن حادث إصابة يوسف ليس الأول، ففي نفس اليوم جاءت طفلة إلى المستشفى مصابة بطلقة طائشة استقرت في كتفها، وعلموا من أسرتها أن الحادث وقع أمام نفس المطعم الذي أصيب في محيطه يوسف، ولكن الطفلة كانت أوفر حظا منه، حيث تمكن الأطباء من استخراج الرصاصة وإجراء الإسعافات اللازمة لها وخرجت مع أسرتها قبل وصول يوسف إلى المستشفى بساعتين فقط.

الدعاء ليوسف
تؤمن والدة يوسف أن معجزة قد تحدث وتتحسن حالة يوسف بدعاء الناس وابتهالهم إلى الله، وقالت: “إحنا مش محتاجين حاجة غير من ربنا، جالنا دكاترة كبار بس قالولنا ابنكم بين ايد ربنا هو اللي قادر يشفيه فكل اللي عايزينه من الناس إنهم يدعوله”.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى