الأخبار

المعركة الأخيرة للإخــــــوان

133

 

 

 

السفير / محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر
========================

المعركة الأخيرة للإخــــــوان

يتحدث العالم و مصر كلها عن جهود و مبادرات للمصالحة بين مصر و جماعة الإخوان. ولم نسمع أى مبادرة أو اقتراح من جانب قيادات الإخوان، أو حتى الرئيس السابق الذى تقع عليه مسئولية كل ما يحدث فى مصر من عنف و اقتتال.
لم يتحرك الرجل أو حتى لم يفكر فى الخروج من هذا المأزق الدموى، و لكن يبدو أن هناك أزمة ثقة، فالإخوان يعلمون أنهم يحاربون معركتهم الأخيرة، ويتخوفون من الملاحقة الأمنية وقد يكون لديهم الحق فى هذا التخوف.
إذا المبادرة المطلوبة من الرئيس السابق بسيطة جدا و هى التنازل عن الرئاسة ودعوة مريديه بالعودة لأعمالهم ومنازلهم واعلانهم الصريح نبذ العنف بكافة اشكاله، و ذلك فى مقابل تعهد الحكومة بعدم الملاحقة القانونية لأفراد الجماعة، باستثناء مجموعة المحرضين الشهيرة التى احتمت بجموع الأبرياء فى رابعة والنهضة.
لا نحتاج إلى مبادرات من الخارج، نحتاج إلى رئيس يدرك مسئوليته ويدرك أنه حتى لو عاد للحكم فلن يجد من يحكمهم أو يحكم بهم، واعتقد أن عدم إدراكه لهذه الحقائق يجعله غير صالح لهذا المنصب الرفيع الذى تسبب فى توجيه اهانة بالغة له (اقصد المنصب الرئاسى).
كيف يغيب عنه أنه أوصل رصيد جماعة الإخوان فى قلب المصريين الى تحت الصفر وانهم كقيادة لهذه الجماعة أهدروا فرصة تاريخية، بل أهدروا رصيد الإخوان بكل مهارة فى العالم العربى والإسلامى.
نأتى إلى موقف الحكومة، الجميع ضد رسالة دماء المصريين و إهدارها فى موقف متخلف عبثى لا يعبر عن مصر الحقيقية، كما أن الجميع يقف مع أحقية من له مظلمة أو موقف سياسى فى الاعتصام السلمى، لكن خروج المسيرات فى شكل غارات لتعطيل و قطع الطرق لا يتفق مع مفاهيم الاعتصام السلمى، بل يعاقب عليها القانون و يجب منعها بحزم.
لكننا نستشعر بداية سياسة اليد المرتعشة التى ستطيل أمد هذه المشكلة بما يبدد جهد الحكومة لإعادة الحياه للاقتصاد المصرى وجذب الاستثمارات.
مصر فى مأزق كبير يحتاج إلى مواقف صارمة غير مترددة، و لنضع محددات الموقف ونتحرك فى اطارها، و قد تكون كما يلى:
1-لا تراجع و لا تردد، ولا قبول لحكم الإخوان
2-المعتصمون لا يتركون الميادين ولن يتخلوا عن العنف
3-هناك أزمة ثقة وخاصة من جانب الإخوان
4-اقتحام الميادين بالقوة سيكون له نتائج وخيمة داخليا وخارجيا
5-ضرورة العمل على تشجيع التيار الإسلامى على الانخراط فى الحياة السياسية المصرية
6-العمل على انهاء هذا المأزق فى فتره قصيرة جدا
7-البعد عن إعطاء شكل دولى لهذا المأزق
8-المسيرات التى تخرج بقصد قطع الطريق و ترويع المواطنين يجب تفريقها بالقوة.
9-القانون و النظام مسئولية أى حكومة تعرف واجبتها
10-المبادرة يجب أن تأتى من قيادات الإخوان خاصة الرئيس السابق وأى اتفاق يجب أن يحمل معه إعلانا صريحا بنبذ العنف و الإرهاب و الاستعداد للعودة للاندماج فى المجتمع المصرى وتحويل جماعة الإخوان إلى جمعية دعوية اجتماعية، طبقا لشروط المجتمع المصرى.
هذه بعض المحددات التى قد تساعد فى اتخاذ قرارات سلمية تتفق مع مصلحة المصريين، وتحقق الأمن القومى لمصر حتى نلتفت إلى معركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
لا تنازل ولا تراجع عن 30 يونيو و 26 يوليو فلقد اخترنا طريقنا و انتهى الأمر.
لكن خطابنا السياسى للعالم كله يجب أن يركز فى الفترة القادمة على مبادئ الديمقراطية المدنية، وأن مصر تسير إلى هذا الهدف بخطوات ثابتة واثقة.
حفظ الله مصر
سلام يا مصر

حزب المؤتمر – congress party

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى