الأخبار

قوات أمن الجيزة تلقي القبض على «أب»

القانون بلا قلب، والعدالة لا تعرف غير الأوراق، لا تعرف الجوع والفقر والحاجة، فهذا أب يدفع حريته مقابل الحصول على قطعة شيكولاتة لطفله الذي شاهد أقرانه يأكلونها، فما كان منه إلا أن طلب من والده أن يحصل على واحدة، لكن ضيق اليد وقلة الحيلة كانا حائلًا أمام الأب للقيام بذلك، لكنه استسلم في النهاية وقرر سرقة قطعة لنجله طالب الابتدائي، دون أن يدري أن كاميرات المحل ترصده، فأبلغ العاملون قسم الشرطة الذي ألقى القبض على الأب، ليحال إلى محكمة جنح الجيزة. الأب “حسام الدين.م.ع”، رجل فقير لا يملك من الدنيا سوى الفتات، وجد نفسه فجأة داخل قفص محكمة جنح الجيزة، متهمًا في قضية سرقة سوبر ماركت شهير بالجيزة، لم يحمل سلاحًا ويهدد المارة، لم يقطع طريقا أو يطلب فدية.. كل جريمته أنه “أب” عجز عن رفض طلب نجله بالحصول على قطعة شيكولاتة. “قضية الشيكولاتة” حملت رقم 4728 جنح الجيزة لسنة 2017، كانت غريبة من نوعها؛ إذ تطوع عدد كبير من المحامين للدفاع عن الأب.

داخل محكمة جنوب الجيزة، وقف المتهم وحوله حرس المحكمة ورجال الشرطة متعاطفون معه، وقال بعضهم: “والله القضية ما تسوي ثمن الورق المكتوبة عليه”، ومنه لله اللي عمل محضرمن الأساس”، فيما قال محامو الدفاع إنهم سيوزعون الشيكولاتة بالمجان على حاضري الجلسة. ولعل ما يجسد البؤس في القضية، عدم إخلاء سبيل المتهم على ذمتها، بينما تقرر حبسه بناء على تهمة السرقة 4 أيام على ذمة التحقيق، زادها قاضي المعارضات 15 يوما، ليصل المتهم محبوسا إلى قاضي الجنح في الجلسة المحددة 30 مارس الحالي. الأسى على “حسام الدين” لن ينفعه بشيء، لأنه مقدم للنيابة بتهمة سرقة سوبر ماركت شهير، به كاميرات مراقبة، أخذ العاملون فيه الشيكولاتة المزعوم سرقتها، وسلموا المتهم إلى قسم شرطة الجيزة، دون أحراز “شيكولاتة”، مكتفين بأقوالهم كشهود وكاميرات مراقبة. الأب المتهم رفض الاعتراف بالسرقة، ولا بدافعها متمثلا في طفله، وبدورها أمرت النيابة بحبسه، وإحالته للمحاكمة.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى