الأخبار

مصر «العارية».. الطاهرة

 

85

 

لم تتعر مصر فى تاريخها كما يحدث فى مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو، فكثير من الأقنعة قد انخلعت عن المزيفين والمرتعشين والمخادعين والمتاجرين بالدين والشعب والوطن.. وهنا لا أقصد عصابة الإخوان فقط بل الشخصيات والقوى السياسية التى دعمتهم فى صورة مهاجمة الجيش، وأخرى بحثاً عن ديمقراطية مزعومة لم يحثوا حلفاءهم الإخوان أثناء حكمهم على تنفيذها.. أما حجة حقوق الإنسان التى تناسوها فى أحداث الاتحادية وحبس النشطاء وموقعة المقطم وغيرها، بينما عادوا يتذكرونها الآن من أجل خدمة أسيادهم. لهذا أيضا يصدّرون كلمات مثل «كل الأطراف».. «حرمة الدم المصرى».. «السلمية والحوار»، بينما لم يسعَ أى منهم لتوجيه النصح لحكامهم السابقين بضرورة تجنب العنف فى مرحلة كانت مصر فيها على حافة الهاوية.

مصر العارية كشفت الجميع، فقد عرف الناس أن كثيرين من المرشحين للرئاسة تابعون لجماعة الإخوان بدرجة أو أخرى.. وأن رموزاً سياسية يحسبون أنفسهم على التيار المدنى والليبرالى تعاطفوا مصلحياً مع جماعة الإخوان من أجل إرضاء أمريكا وقطر وتركيا، بينما الشعب المصرى يدفع من جهده وأمنه وحريته، بل ودمه ثمناً لثورة 30 يونيو.. فى حين ما زالت بعض من النخبة المائعة يبحثون عن مبادرات مستوردة لإنقاذ الإخوان وإرضاء أسيادهم فى الخارج.

الغريب فى هؤلاء الذين يسيرون على الأجندة الإخوانية أنه لم يكن انتقادهم لممارسات حكم الجماعة بنفس العنف، بل إن بعضهم لم يطرح أى مبادرة جادة لحل الأزمة مع الإخوان خلال العام الذى مضى.. وكم من لقاءات واجتماعات وصفقات دارت فى الخفاء بينهم، ستكشفها الأيام المقبلة.

لن أنسى أثناء انعقاد اجتماع الجمعية التأسيسية لإقرار الدستور المسلوق أننى كتبت بصفحتى على «الفيس بوك»: «انظروا إلى الوجوه لتكتشفوا أن قطر تكتب دستور مصر»، وبعدها ظهرت قوانين الصكوك الإسلامية ومشروع قناة السويس وغيرها من تسهيلات الإخوان لقطر التى ستثبت الأيام أنها لم تساند الإخوان فقط، بل دعمت مريديهم من المعارضة الوهمية، وكثيرين من أصحاب الحملات ضد الجيش المصرى العظيم.

ابحثوا أيضاً عن «الجزيرة» ودورها وفلوسها وبرامجها ولن أنسى كلمة الكاتب الصحفى أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق، بأنهم عندما أغلقت قناتهم بالقاهرة اكتشف أن أحباء «قطر» أكثر من أحباء مصر.. نفس الأمر ينطبق بشكل أو آخر على أصدقاء تركيا وأمريكا وبعض الدول الأوروبية الذين فضّلوا رفع شعارات زائفة على جثة الدولة المصرية، وكأننا فى صراع سياسى أيديولوجى، وليس فى حرب ضد الإرهاب.

.. من كرم الله بمصر أن فضح كل المتاجرين، ولو كانت تجمعت كل أجهزة المخابرات والأمن لكشفها ما نجحوا بسبب طيبة الشعب وتعاطفه وقابليته للانخداع.. ولكن قدرة الله سبحانه وتعالى أرادت لهذا البلد الآمن والشعب العريق أن تنكشف كل الوجوه التى تاجرت بآماله، ويتطهر منها لتبدأ مصر مرحلة جديدة، وهى عارية وطاهرة أيضاً!!

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى