دحلان يكشف “مؤامرة” قطر وتركيا وحماس

تحت عنوان “خطاب هنية يؤشر إلى حالة من العزلة .. ولا يقدم حلولا” قال محمد دحلان القيادي بحركة فتح سابقاً أن خطاب اسماعيل هنية الصادر أمس (والمتمحور حول الشراكة السياسية) يؤشر إلى حالة من تغيير في اللغه ،وتمسك في جوهر الانقلاب ودعوه القوه الاخري تحمل اوزار اخطاء حماس وتحالفاتها، ولا يؤشرالي إعادة نظر في طروحات الحركة السابقة، سواء ما اتصل منها بالمفاهيم والأفكار أو بالأساليب (الحاجة للدفاع عن سيطرة حماس على قطاع غزة)؛ ولا يمثل تغييرا لخطابه السياسي والممارسة العملية للحركة الذي ساد خلال العقد الأخير؛ الذي تمحور حول مفاصلة الواقع والتعالي عليه وبناء عالم مواز له بمعزل عن قوى المجتمع الفلسطيني قاطبةً؛ من خلال تكريس مفهوم الهيمنة واحتكار السلطة وممارسة الإقصاء السياسي والعنف المنظم؛ ذلك في إطار خدمة مشروع يعتقدون بأنه أكبر من المشروع الوطني الفلسطيني “مشروع الإخوان المسلمين” على مداد الوطن العربي.
وأضاف خلال تدوينة له عبر صفحته بفيس بوك : هذا التحول النظري في لغة الخطاب السياسي لا يمكن تفسيره بمعزل عن متغيرات البيئة المحيطة؛ سواء ما اتصل منها بالبيئة الاقليمية أوالمحلية؛ فعلى مدار السنة الماضية، تآكلت جميع أركان الدعم الرئيسية التي تستند إليها حركة حماس بدرجة أو بأخرى؛
واستكمل دحلان : على المستوى الإقليمي بدى المشروع العام لصعود الإسلام السياسي للحكم ليس في حالة تراجع فحسب وإنما دخل في مرحلة التصدع؛ ويؤشر ما حدث في مصر من هزيمة الحركة الأم “جماعة الإخوان المسلمين” إلى أن الحركة فقدت مصدر قوة كبير شكل لوقتٍ قريب ضامناً لسيطرتها على قطاع غزة؛ إضافة إلى ما تشهده النماذج الأخرى من حكم الإسلام السياسي من حالة تراجع؛ وتؤشر أحداث ميداني (جيزي وتقسيم) في تركيا إلى أن النموذج الملهم لحكم الإسلام السياسي بدأ يشهد مناهضة شديدة؛ كما أن النموذج التونسي بدا متعثراً ويواجه معارضة شديدة؛ إلى جانب انها تعاني من تعثر علاقاتها مع حلفائها الاستراتيجين “حزب الله – وسوريا وايران”، وتحويل أنقرة اهتمامها إلى الأزمة السورية، وازماتها اللامتناهيه ، في حين أجرت قطر تغييراً في القيادة والتفت إلى ترتيب اورقها الداخلية واعادة تقيم دورها الإقليمي، ما ألقى بظلاله على المستوى الداخلي للحركة، وأثراً لما سبق من خسارة للحلفاء حدث خلاف داخل قياة الحركة حول العلاقة مع ايران وحزب الله وسوريا.
واردف القيادى السابق : ومع تدهور الظروف الاقتصادية وإغلاق الحدود مع مصر بشكل محكم، والاقتصار على فتح معبر رفح بأدنى طاقته الاستيعابية ولفترات متقطعة، وأغلاق المئات من أنفاق التهريب التي حصلت حماس عن طريقها على العديد من المزايا والسلع الضرورية والاموال إلى جانب تكريس حالة من الاستبداد السياسي؛ والاعلامي؛ وقمع الحريات المختلفة، فإن الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقهما بالقوه والبطش وحده، وإذا لم توجد درجة من التنمية الحقيقية تكفل نمطاً من الحياة الكريمة وتضمن الحريات الأساسية للمواطنين فإن الأمن والاستقرار يصبحان أمراً مستحيلاً؛ وتؤشر تجربة التاريخ أن الشعوب لن تخضع للقهر والاستبداد إلى ما لانهاية؛ وعلى النقيض تماماً عندما يتوفر مستوى معقول للمعيشة وينظم الناس مواردهم الإنسانية والطبيعية ليوفروا لأنفسهم ما يحتاجونه وما يتوقعونه من الحياة، ويتعلموا أن يوفقوا في سلام بين المطالب المتنافسة في ظل الصالح الوطني تقل الحاجة للجوء للعنف؛ وينتفي ظهور حركات احتجاجية كحركة تمرد في مصر؛ وشباب 25 آذار وحركة تمرد الفلسطينية.
واختتم : وفقاً لهذا المنظور فإن التغيير اللفظي في الخطاب السياسي لحركة حماس لم يكن نتاج مراجعات وإعادة نظر في طروحاتها السابقة سواء ما اتصل منها بالمفاهيم والأفكار أو بالأساليب أو الاستراتيجيات؛ الحركة تعاني من أزمة داخلية وعزلة اقليمية متصاعدة، إلى جانب تراجع المشروع الكلي للإسلام السياسي؛ وفي هذا السياق فإنها تسعى للخروج من ازمتها وعزلتها مع المحاولة لإطالة أمد الهيمنة على قطاع غزة؛ هذا ما بدا وضحاً في دعوتها الفصائل للمشاركة في محاوله إشراك القوي السياسيه بمشاركتهم في تحمل أعباء حماس وغزه ويعبر ذلك عن رؤية مجتزئة وقاصرة تعالج الأمور على المدى القصير؛ فالقضية أكبر من غزة ومرتبطة بالمشروع الوطني الجمعي؛ ويكمن العلاج بعيد المدى في المصالحة الوطنية التي فتح ابناء فتح أبوابها ومازالت مشرعة؛ في حين رفضتها حركة حماس ، ووضع استراتيجيه لتحقيق المصالح الوطنيه وليس المصالح الحزبيه.
الفجر