القشة التى قسمت ظهر الرئيس

إن مايحدث الان على الساحة المصرية من اختلاف الاراء مابين مؤيد ومعارض هى سمة اعتادها الشعب المصرى ولكن هناك بعض الرموز والشخصيات التى قلما يختلف عليها البعض من هذا الشعب ذو الاتجاهات المختلفة دينيا وسياسيا وفكريا ومن هذه الرموز هو الازهر الشريف الذى اجمع عليه المصريون باختلاف عقائدهم وانتمائهم واحنى العالم راسه تكريما وتشريفا له.
ومن ابرز شخصياته شيخ الازهر الحالى الدكتور احمد الطيب والذى شاء له القدر ان يعتلى منصب المشيخة الازهرية فى نظامين اسقط احدهما الاخر واشار النظام الحالى باصابع الاتهام والفساد السياسى الى النظام البائد باكمله ولم يجرؤ ان يهمس همسا نحو الازهر الشريف بل التجا اليه واحتمى به واستمد شرعيته من عون الازهر وشيخه الطيب الذى يذكر له انه لم يكن مواليا للحكومة ولا مناهضا فى ذات الوقت وان كان بحكم عمله ومنصبه جزء منها …. ولكن بالرغم من اختلاف العصرين سياسيا الا ان الاتفاق الفكرى مازال مشتركا بينهم وسياسة الغاية تبرر الوسيله مازالت هى المنهج السائد فى اسلوب الادارة .
فتمكن النظام الحالى باستخدام هذا الاسلوب من اخضاع الانظمة الحكومية وازاحة الجهات العسكرية جانبا ولو لبعض الوقت ومازال يلوح لاحزاب المعارضه بالترهيب تارة وبالترغيب تاره اخرى … ولكن كل ماسبق ذكره من انظمة وجهات واحزاب هى عناصر قابلة للتشكيك فيها والطعن الذى يفقدها مصدقيتها امام ملاك هذه الامة وهم الشعب ومن ثم يمكن ابدال عناصرها بعناصر مواليه للنظام حتى يمكن اخضاع الجميع تحت رايه نظام واحد وحزب واحد وبقيت مؤسسة واحدة لايمكن اخضاعها ولو بأسم الدين او الشرع او الشرعية ولانها ببساطة شديدة هى من تمثل الدين ومبادئه وهى الشرعية الوحيدة لهذا الشعب ومصدر تنويره وتوعيته وهى مؤسسة الازهر الشريف.
قد لا استطيع الجزم بتأكيد او نفى فعل التعمد فيما حدث داخل جامعه الازهر بتسميم ذلك العدد من طلابه ولكنى استطيع تاكيد وجودية الاهمال والتقصير فيما حدث وهذا مااكده شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب نفسه ولا يستطيع اى ذو عقل ان ينكر ذلك ولابد من محاسبة ومعاقبة المتسبب بذلك .. ولكن ان اشارت اصابع الاتهام الى الدكتور احمد الطيب بصفته وكون الازهر تحت مسئوليته فهى بالتالى ستؤدى وستشير الى السيد رئيس الجمهورية فهو المسئول الاول عن الدوله بما تحتويه من انظمة ومؤسسات وجهات وهيئات وافراد ..هذا لان الاتهامات تعدت المسئولين المباشرين الى المسئولين الرمزيين فالاحق ان تصل الى رمز الدوله الاول .
اما ان كان الغرض من تلك الاتهامات ازاحة الازهر وشيوخه عن طريق جماعه معينة او حزب معين لتحقيق اغراض سياسية وتمرير اتفاقات ومصالح حزبية ودوليه وحتى لو خالفت دستور متفق عليه بالاغلبيه الشعبية ومنبر علم وتنوير باتفاق المسلمين جميعا وغيرهم فستكون تلك هى الشعرة التى قصمت ظهر البعير واعادت الامور الى نقطة البدايه حيث 25 يناير ولكن بشكل مختلف فالازهر ورموزه حصن محظور لاتضاهيه فيه جيوش العالم ومؤسساته فهو الشعب نفسه ورمز مايدين به ويعتنقه
مبتدا