الأخبار

”إمارة كرداسة”.. من النهاردة مفيش حكومة!

7

متاريس..حواجز أسمنتية..أسلحة نارية ما بين الآلي و”المتعدد” و”الآر بي جي” ..دشم وعوائق معدنية .. يظن من يرى ذلك أنه بمنطقة حرب لكن المفاجئة في أن ذلك المشهد هو بمركز كرداسة بالجيزة عقب إعلان عدد من الجماعات الإسلامية سيطرتها عليها وإعلانها إمارة إسلامية؛ ردًا منها على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

كان يطلق عليها جنة السياحة في قلب الريف، فهي تضم 7 قرى تعد من أهم المزارات السياحية غرب الجيزة، لكن سيطرة التيارات الإسلامية عليها وخاصة الجماعات المسلحة جعلت منها موطنًا للمسلحين والمجرمين والهاربين لتصبح بمثابة ”بيت الأشباح”..إنها كرداسة ذلك المركز الذي ذاع صيته واشتهر عالمياً، لكن ليس بمزاراته السياحية بل بمجزرة مؤسفة بكل المقاييس عندما انتزعت الرحمة من قلوب البعض وقاموا باقتحام قسم الشرطة وسحل وقتل المأمور ونائبه ومعاوني المباحث على مرئى ومسمع من الجميع.

”مصراوي” كسر الحصار المفروض على كرداسة بحثًا عن الحقيقة، وإليكم ما رأيْنا:

ثكنات عسكرية

منذ اللحظة الأولى التي تطأ قدماك أرض هذا المركز، تشعرت بأنك ستواجه المجهول أو ستدخل ما يشبه ”بيت الأشباح”، فالروايات عما يحدث هناك كثيرة ومختلفة، وبالقرب من قسم شرطة كرداسة المتفحم، ذو الجدران الهاوية، ما يشبه اللجان الشعبية على مداخل المركز، ليستوقفك ثلاثة أشخاص مسلحين بأسلحة آلية، للقيام بأعمال التفتيش الذاتي الدقيق، مع السؤال عن سبب قدومك لكرداسة وكأنها أصبحت منطقة حرب، ولن تتمكن من الدخول إلا بمساعدة أحد أصدقائك من سكان المنطقة.

”حواجز أسمنتية وحديدية هنا وهناك..دشم وأكوام من الرمل والأسمنت..أبراج تحت الإنشاء”.. هو المشهد المسيطر على كرداسة خاصة على مداخل ومخارج المركز وبالقرب من قسم الشرطة الذي شهد مذبحة مؤسفة يندى لها الجبين، عقب مقتل مأمور القسم ونائبه ومعاوني المباحث والتمثيل بجثثهم؛ كردة فعل من قبل المنتمين للتيارات الإسلامية المؤيدة لجماعة الإخوان عن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

انتشرت الأسلحة مع عدد كبير من المارة من الإخوان و”المسجلين خطر ” التابعين لهم الذين يقومون بإحاطة القرية بأجولة الرمال بما يشبه ”الدشم” لاتخاذها كسواتر في حالة اقتحام قوات الأمن القرية للقبض علي الجناة في واقعة ضباط كرداسة.

لغز محير

تلاحظ أثناء تجولك بشوارع كرداسة مرور عدد كبير من الدراجات البخارية بشوارع المركز وكأنها تتفقد الوضع به، حاملين الأسلحة النارية جهارًا نهارًا، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وكأنهم حلوا محل دوريات جهاز الشرطة المنوط بها تفقد الوضع الأمني بالشوارع.

ولدى محاولة التحدث مع الأهالي والمارة، ترى أنهم اجتمعوا على قلب رجل واحد ألا يتحدثوا مع أحد بخصوص الأحداث التي شهدها المركز من قبل، أو عن التحركات المريبة للجماعات المتطرفة المسلحة في أرجاء كرداسة.

وقررت الجلوس على أحد المقاهي المجاورة لقسم شرطة كرداسة ليتسنى لي مراقبة كل شئ ببعض من الحرية دون مراقبة أو ملاحقة من أحد، وحال سؤالي لعامل المقهى عن واقع حياتهم الآن فيث ظل الفراغ الأمني، قال لي جملة لن أنساها:”الناس دي فاكرين نفسهم في فيلم الجزيرة، الحكومة مش هتسبهم غير لما تجبهم واحد واحد”..مفضلاً عدم ذكر اسمه خوفًا على حياته من الجماعات المسلحة المسيطرة على كرداسة الآن.

وعندما تصل إلى محيط مسجد ”سلامة الشاعر”، حيث يتواجد عدد كبير من المسلحين كثيفي اللحى، ستجدهم يمنعوك من الصلاة أو الدخو ل إليه، بزعم أن المسجد ”مغلق للتصليحات”، مطالبين بإبراز بطاقة هويتك الشخصية، مع سؤال نفس الأسئلة التي تُسألها لدى دخولك كرداسة، ليكون لسان الحال:”أنت حافظ مش فاهم”.

وباءت جميع المحاولات بالفشل لمعرفة ما يحدث داخل المسجد، بعدما حاولنا تفقد الأمر من نوافذ المسجد الخلفية، وأثناء المرور بالقرب من الحقول الزراعية، وطوال الطريق تجد الخوف والرعب والفزع الشديد في أعين الجميع الصغير والكبير..الرجال والنساء..الشيوخ والأطفال، وسط رفض تام للحديث عن أي شئ منهم عما شاهدوه أو سمعوا عنه بخصوص ما يشهده مركز كرداسة.

الأمن وسيناريو الاقتحام

وعلى الصعيد الأمني قال مصدر رفيع المستوى بأمن الجيزة، إنه خلال الأيام المقبلة سيتم اقتحام ما سما ها بـ”بؤرة كرداسة”، مؤكدًا أنه تم تحديد 72 شخصًا من المتورطين في أحداث مجزرة قسم شرطة كرداسة، وغالبيتهم من العناصر التكفيرية.

وأضاف المصدر أنه تم تحديد أماكن اختباء عدد كبير من المتهمين وأماكن تواجدهم وتمركزهم، مشددًا على أنه لن يُسمح لأحد كائنًا من كان بالمساس بحياة المواطنين.

وأشار المصدر ذاته، إلى أنه جار مراجعة خطة اقتحام كرداسة، لتطهيرها من جميع البؤر الإجرامية لتعود سيطرة الدولة على تلك المنطقة مثلها مثل باقي ربوع مصر، موضحًا أن خطة الاقتحام سيشارك فيها رجال العمليات الخاصة وعناصر من الصاعقة مدعومين بالعربات المصفحة.

مصراوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى