الأخبار

الحرائق تشتعل.. والكنائس تدق أجراسها

9

على عتبة الكنيسة وقف مولياً وجهه شطر المسجد الحرام، إلى أذنيه رفع يديه فكبر وصلى ثم تشهد وسلم. وعندما فرغ التفت إلى من حوله قائلاً: «ما كان لعمر أن يصلى فى كنيسة القيامة فيأتى المسلمون من بعدى ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجداً». كان أمير المؤمنين منتصراً، وكان بيت المقدس فى قبضته، وكان مسيحيو أورشليم فى ذمته، وكان يحفظ عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى أهل الكتاب، فحفظهم وحفظ دور عبادتهم، وربما بسببه أيضاً حرص قائده عمرو بن العاص حينما فتح مصر فى عهده أن يحفظ كنائسها، فيبنى أول مسجد فى أفريقيا على بعد يقرب من 600 متر من كنائس مصر الأثرية. ثم جاء زمان فيه ناس لا يحفظون ذمة ولا عهداً، طالت لحاهم حتى صدورهم، ونقصت ذممهم وأخلاقهم، فلم يتأسوا بأخلاق رسولهم، ولم يلتزموا بوصيته بأقباط مصر، أولئك الذين منحوه جدته الكبرى هاجر، كما منحوه أم ولده إبراهيم.

تمتد الأيادى إلى كنائس مصر بالحرق والتدمير، لا يصبح أمام المسيحيين إلا أن يلتزموا بوصية كتابهم المقدس فيحبوا أعداءهم، ويباركوا لاعنيهم، ويحسنوا إلى مبغضيهم، ويصلوا من أجل الذين يسيئون إليهم ويطردونهم. تدق الكنائس المحترقة أجراسها، وتختلط الترانيم بالصلوات، ويشدو الأرغن فى عذوبة: «المجد لله فى الأعالى، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى