9 شروط تعصم «دم الغلابة»

بات دم المصريين مباحا على «معابر الموت» التى يطلق عليها تجاوزا «مزلقانات السكك الحديدية». ولم تفلح عشرات المحاولات فى السنوات الأخيرة فى «عصمة لحم الغلابة» وحمايتهم من أن تنهشهم عجلات القطارات فى «قبلى وبحرى»، ولأن المزلقانات هى «بوابة الكوارث» كان التشدد من وزارة النقل فى شروط تطويرها، خاصة مع تكرار الحوادث والتصاقها بهيئة السكك الحديدية والوزارة فى الآونة الأخيرة ويكون دائما «المزلقان» القاسم المشترك بينهم. الوزارة وضعت «9 شروط» ألزمت بها الشركات المتقدمة لتطوير 871 مزلقانا، من المقرر الانتهاء من تطويرها نهاية يونيو المقبل، منها 28 مزلقانا سيتم إنشاء أعلاها كبارى علوية للمشاة للكثافة السكنية فى تلك المناطق، وتأتى أهم تلك الشروط، التى وافق عليها مجلس الوزراء، هى تركيب أضواء وأجراس تعمل أوتوماتيكيا عند شغل القطار لحساسات يتم تركيبها قبل موقع المزلقان بمسافة كافية، وتزويد المزلقان بكاميرات مراقبة لتسجيل أعطال المزلقان وحالة تشغيله، ونظام اتصال تليفونى بين خفير المزلقان وأقرب كشك بلوك له يسمح بتسجيل المحادثة بين الخفير وملاحظ البلوك.
2 مليون
قال نائب رئيس هيئة السكك الحديدية لقطاع البنية الأساسية، خالد فاروق، إن تطوير المزلقان الواحد يتكلف حوالى 2 مليون جنيه، ويجب أن تتم هذا العملية على مرحلتين، الأولى بناء غرفة لخفر المزلقان وأسوار حول المزلقان وبلدورات، ورصف مداخله ومخارجه تيسيرا للمواطنين للسير عليها.
المرحلة الثانية فيتم خلالها تأمين المزلقان بتركيب البوابات الإلكترونية، مرتبطة بالكمبيوتر، كى لا يتدخل أى عنصر بشرى فى فتحها أو إغلاقها، بما فى ذلك خفر المزلقان أثناء مرور القطار.
واعتبر نائب رئيس الهيئة أن أزمة المزلقانات هى معادلة من طرفين يصعب حلّها، لأنها تجمع بين الهيئة وبين المواطنين الذين يعبرونها مشيا أو عبر المركبات المتحركة، مشيرا إلى أن دور الهيئة السكك الحديدية يتمحور حول تحذير سائقى المركبات من عبور المزلقان تزامنا مع مجىء القطار.
وناشد فاروق المواطنين وسائقى المركبات الالتزام بقوانين المرور الخاصة، التحلى بأقصى درجات الحيطة والحذر لحظة عبور المزلقانات، والالتزام بإضاءة العامل لعلامات الإنذار وعند اقتحامها أو إزالة الجنازير.
دراسة
أثبتت دراسة أجراها أستاذ هندسة السكك الحديدية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أحمد محمود فرج، حول تطوير مزلقانات السكك الحديدية فى مصر، أن الحوادث على مزلقانات السكك الحديدية تمثل أكثر من 50% من إجمالى جميع الحوادث التى تقع على شبكة السكك الحديدية المصرية.
دليل إرشادى
وضع عدد من الخبراء المتخصصين بكلية الهندسة جامعة القاهرة دليلا إرشاديا تم من خلاله إجراء تصنيف نوعى لـ 22 مخططا أفقيا نمطيا، بالإضافة إلى مزلقان مشاة على شكل حرف (ء)، ومحددا بكل نموذج جميع الاعتبارات الهندسية والتشغيلية الواجب اتباعها من حيث أجهزة التحكم واللافتات ومعايير التشغيل الآمن للمزلقان.
ويشمل الدليل عناصر خاصة بالتطوير أهمها فصل اتجاهات الحركة للمركبات، وتركيب أجهزة التحكم والبوابات عند المزلقانات، ووضع اللافتات التحذيرية والتنظيمية والعلامات الأرضية، وإزالة معوقات الرؤية فى منطقة الاقتراب للمزلقان، وتوفير الاضاءة عند المزلقانات، وتبليط المزلقانات، وتحديد مهام وواجبات العاملين فى حراسة وتشغيل المزلقانات وبرامج التدريب والتأهيل المناسبة لهم، وأخيرا تحديد المسئوليات الفنية والتنظيمية للجهات (هيئة السكك الحديدية هيئة الطرق والكبارى وحدات الادارة المحلية)، ومسئوليات الأفراد (خفير المزلقان ــ شرطى المرور ــ قائدى المركبات).
كما يجب أن تلتزم الجهات الأمنية متمثلة فى رجال شرطة المرور والمحليات بتفعيل التعديات على الطرق والأرصفة بجوار المزلقان، وإمكانية رؤية إشارات المزلقان من مسافات كافية لراكبى السيارات، وإعادة الانضباط للشارع من خلال تفعيل تطبيق المخالفات المرورية على المخالفين على المزلقانات.
الشروق