الأخبار

أمام دار «فيس» لاستقبال «ضحايا التعذيب»

 

53

 

 

بحالة من التأهب والشفقة، اصطف مسئولو دار «فيس» للأيتام بمدينة العبور، فى انتظار وصول أطفال دار مكة المكرمة للأيتام إليهم، بعد علمهم بما تعرض له الأطفال من عنف وتعذيب داخل دار مكة، وقرار وزارة التضامن ومنظمة «فيس» بنقل الأطفال إلى الدار التابعة للمنظمة، وفى لافتة إنسانية تنافست أمهات الدار ومشرفاتها على أحقية كل منهن برعاية هؤلاء الأطفال.

«الوطن» كانت فى دار «فيس» لرصد لحظة وصول الأطفال الذين جرى تعذيبهم فى دار مكة، وأغلق مسئولو دار «فيس» أبوابها بالجنازير ومنعوا الدخول أو تصوير الأطفال، بدعوى مخالفة لوائح المنظمة، مؤكدين أن التصوير سيؤثر سلبياً على نفسية الأطفال الأيتام. وقالت أمل شعبان عبدالله، مديرة الدار لـ«الوطن»: تلقينا اتصالاً هاتفياً مساء الأحد الماضى من مدير منظمة «فيس»، أخبرنا فيه أن هناك 12 طفلاً سيصلون إلى الدار مساء نفس اليوم، وطالبنا باستقبالهم وتقديم كل أوجه الرعاية لهم، مشيرة إلى أن ذلك سيجرى بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى.

وأضافت «أمل»: حين علمنا بالخبر لم نكن شاهدنا الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، وبمجرد أن شاهدناه لم نصدق حجم القسوة والبشاعة التى ظهرت فى الفيديو، وغطت الدموع أعيننا. وعندما علمنا أن الأطفال المقبلين للدار هم أنفسهم الذين تعرضوا للتعذيب وظهروا فى الفيديو، بدأت أمهات الدار فى التنافس على أيهن ستتولى رعاية هؤلاء الأطفال، وأيهن ستصبح الأم البديلة لهم. وتابعت: كانت معلوماتنا بأن الأطفال سيصلون فى السابعة مساءً فانتظرناهم، ولكن مرت ساعات حتى فوجئنا بهم يصلون إلى الدار فى الثالثة والنصف فجراً، بعد انتهاء تحقيقات النيابة معهم، فما كان منا إلا أن استقبلناهم وأعددنا لهم وجبة العشاء، ولكنهم كانوا منهكين وخائفين لدرجة جعلتهم يمتنعون عن تناول الطعام، فأنزلناهم فى غرفتين جرى تخصيصهما لتسكينهم.

واستطردت مديرة دار «فيس» للأيتام: فى الثامنة صباحاً أعددنا لهم الإفطار، ليتكرر نفس الأمر الذى حدث فى العشاء، حيث لاحظنا أن الأطفال لا يقربون الطعام وكأنهم خائفون من ذلك، وفسرنا الأمر بأنه نتيجة لتعرضهم للتعذيب فى الدار السابقة بمجرد الاقتراب من أى شىء جعلهم يخشون اقتراب الطعام، ظناً منهم بأن النتيجة ستكون الضرب والعقاب مثلما كان يحدث معهم فيما مضى.

«أمل»: وجدنا آثار «عض» وكدمات على أجسام الأطفال ولم يتناولوا الطعام من

شدة الخوف

ووصفت «أمل» حال الأطفال لحظة وصولهم للدار بأنه كان يبدو عليهم الإهمال فى ملابسهم ونظافتهم، كما أنهم كانوا فى شدة الإعياء والألم، من جراء ما حدث معهم، مشيرة إلى أن هناك طفلتين ممن حضروا يبدو عليهما الانطواء والخوف من الحديث مع الآخرين، وكأنهما لا تزالان تحت صدمة ما حدث لهما، كما أن الأمهات عند قيامهن بتنظيف الأطفال فى الصباح شاهدن آثار تعذيب على أجسادهم تمثلت فى آثار «عض» وكدمات، لافتة إلى أنه جرى إبلاغ طبيب الدار للحضور وتوقيع الكشف الطبى على الأطفال لبيان مدى حالتهم الصحية.

من جهته، قال حسنى يوسف، رئيس فرع منظمة «فيس» لرعاية الأيتام بمصر إن مسئولى المنظمة شاهدوا فيديو تعذيب أطفال دار مكة للأيتام، وتواصلوا مع وزارة التضامن لطلب استضافة الأطفال بفرع المنظمة بالقاهرة.

وأضاف أن الأطفال كانوا فى حالة رعب شديد وملابسهم متسخة ومهلهلة وكانوا خائفين من كل شىء، لافتاً إلى أن أعمار تلك الأطفال تتراوح بين السادسة والثامنة، باستثناء طفل واحد فى الثانية عشرة وهو طالب بالصف الأول الإعدادى. وقال إن فور وصول الأيتام بدأت الدار فى تنفيذ برنامج تأهيلى يهدف لتأليف الأطفال على المكان وبث روح الطمأنينة فيهم، مشيراً إلى أنه جرى التنبيه على جميع الأمهات والمشرفات بعدم التحدث مع الأطفال فيما تعرضوا له من عنف.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى