الأخبار

صباحي: إن عادت الدولة البوليسية ستكون الموجة القادمة ضدها

67

«لا مكان للدولة البوليسية فى مصر الجديدة»، هكذا افتتح حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى المصرى والمرشح الرئاسى السابق، حواره مع قناة «روسيا اليوم».

وقال صباحى: «المستقبل سيكون فى مصر لأولئك الذين يستطيعون أن يملؤوا هذا الفراغ الناجم عن انحسار قوة الإخوان المسلمين وانسحابها من المشهد، وأعتقد أن هذا لن يتحقق إلا لتنظيم يعبر عن حركة شعبية متصالحة مع الهوية الحضارية العربية الإسلامية وأدياننا السماوية، ويدرج هذا فى الدستور».

وتابع صباحى بقوله «تلك التوليفة موجودة بالفعل، لكنها ليست ذات طابع أيديولوجى ضيق، فمن يتمكن أن ينظم نفسه بخطاب سياسى يعبر عن الوطنية المصرية الجامعة وتنظيم يستطيع مخاطبة الناس ويحمل همومهم ذات الطابع الاجتماعى والاقتصادى والثقافى ليس فقط السياسى، هو من سينجح فى أن يحظى بالمكان الأهم فى الخريطة السياسية المقبلة».

وعن جماعة الإخوان المسلمين قال: «تلك الجماعة انتهت تمامًا فى السلطة، وضعفت وتكسرت تنظيميًّا إلى حد كبير، وأزمتهم ليست خسارتهم سياسيًّا السلطة، لكن أزمتهم الكبرى أنهم خسروا شعبيًّا وأخلاقيًّا الشارع المصرى، ولعدة أسباب أولها، استعلاؤهم حينما كانوا يحكمون البلاد، وثانيا تحديهم إرادة الشعب المصرى الذى أسقطهم فى 30 يونيو، وثالثا استحلالهم الدم المصرى ومساعيهم الحثيثة لجر الشارع إلى الاقتتال الأهلى».

وعن الدعم الروسى لتطلعات الشعب المصرى، قال صباحى: «من أهم تجليات الموجة الثانية للثورة المصرى هى إعلاؤها فكرة الاستقلال الوطنى، فالكرامة الوطنية أمر متجذر فى التكوين النفسى للمصريين، واستقلال قراره الوطنى أمر حيوى بالنسبة له، وهو ما يظهر للسطح حاليا، بسبب ما بدا للمصريين من أن جيشهم اتخذ قرارًا بالوقوف إلى جانب شعبه رغم أنف الإدارة الأمريكية».

وتابع قائلا «كنا نحسب أن أمريكا ستكره الجيش على دعم الإخوان بسبب التمويل العسكرى، والوقوف فى مواجهة الشعب المصرى، لكن هنا برزت قضية الاستقلال الوطنى كواحدة من الظواهر الجلية للشعب المصرى حاليا».

واستمر قائلا «الدور الروسى حقيقة كان له أثر كبير فى حرية اختيار الدولة الوطنية المصرية فى مواجهة غلو وتحدى إرهابى تقوده جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤهم فى الداخل والخارج، وفى الوقت الذى فشلت الإدارة الأمريكية فى كسب الشعب المصرى، كان الموقف الروسى واضحًا وظاهرًا فى عدم إرادة هذا الشعب العظيم».

وعن إصرار بعض الدول عن وصف ما حدث فى 30 يونيو بأنه انقلاب، قال المرشح الرئاسى السابق: «كل من يصر على وصف هذه الموجهة الثانية من ثورة 25 يناير بأنها انقلاب يهين هذا الشعب العظيم ويتكبر عليه».

وأردف بقوله «من يقل هذا الكلام يقع فى فخ وأزمة ازدواج معايير خطير، فهم أنفسهم من اعترفوا بثورة 25 يناير، و30 يونيو استكمالًا لها بنفس القائد، وهو الشعب المصرى، وبنفس الانحياز من الجيش، ومن لم يصفوا الأمور على حقيقتها فهم أخطؤوا فى حق أنفسهم أولا والشعب المصرى ثانيا».

وعن دور الجيش المصرى فى الحياة السياسية قال صباحى: «دور الجيش يفخر به كل مصرى، فهو يعبر عن حقيقة البنية الوطنية الأصيلة للجيش المصرى، الذى انحاز إلى الشعب والتزم بالدستور، والدستور المصرى فى نسخه المتعاقبة فيه نص لافت حتى من حيث الصياغة، بأن الجيش ملك الشعب المصرى، فهذا الجيش الذى هو ملك لشعبه انحاز بشجاعة تحترم وتقدر لثورته المستمرة فى 25 يناير و30 يونيو».

أما عن عودة الدولة البوليسية التى يتخوف منها البعض قال: «تلك الدولة ليس لها مستقبل فى مصر الجديدة، وكل أشكال القمع والعدوان على حقوق الإنسان لن تجد لها موطئ قدم وإذا حاولت ستكسر، لأن هذا الشعب حر، وإن لم يكن حرًا لما صنع ثورة استمرت 3 سنوات، وإذا عادت الدولة البوليسية فستكون الموجة القادمة من الثورة ضدها».

وعن قرار الإفراج عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك قال: «لا أرغب فى التعليق على أحكام القضاء، لكن أقول من زاوية سياسية إننا نلتزم بما حكم به الشعب من إخراج مبارك من السلطة والتاريخ».

وعن حركة حماس، وارتباطها بتنظيم الإخوان المسلمين، قال مؤسس التيار الشعبى: «حماس تدفع ثمن ارتباطها بتنظيم الإخوان بكل أخطائه ومناقبه، وعليها أن تتبرأ منه بصورة كلية».

وتابع بقوله «أتمنى من كل مصرى أن لا يعتبر حماس هى كل فلسطين، فلا يليق أبدا أن مصر تظلم فلسطين، كل فلسطين، ولا يليق أن تتنكر من دورها العروبى فى دعم شعبنا العربى الفلسطينى، ممكن حماس تخطئ، لكن الشعب الفلسطينى أكبر من حماس».

واستمر بقوله «نحن فى مرحلة تنتعش فيها الكرامة الوطنية المصرية وإدراك أهمية الاستقلال الوطنى، وعلينا أن نبحث عن سياسة خارجية نرتبط بها بالأصدقاء الحقيقيين، وأقول فى هذه المرحلة التى نسترد فيها معانى الاستقلال الوطنى ومعنى العروبة، التى غابت عن السطح، بالذات بعد القرار الأصيل لملك السعودية وموقف الإمارات والكويت والأردن والبحرين فى مثل هذه الأجواء لن يليق لمصر الثورة التى تستقل وطنيًّا أن تتخلى عن دورها فى دعم الشعب الفلسطينى».

واختتم صباحى الحوار بقوله «أعرب عن تقدير الشعب المصرى لأهمية العلاقات مع روسيا وأود توجيه دعوة للرئيس فلاديمير بوتين بزيارة القاهرة، فمصر منفتحة الآن على روسيا، ونعبر له بامتنان الشعب المصرى لموقف الشعب والحكومة فى روسيا».

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى