أمن سوهاج يقبض على مرتكب مذبحة الأسرة القبطية بالكشح

كشفت جهود مديرية الأمن بسوهاج غموض المذبحة التي تعرضت لها أسرة قبطية بقرية الكشح بدار السلام، وراح ضحيتها ربة منزل وأنجالها الثلاثة ذبحًا داخل منزلهم، حيث تبين أن شقيقة المجني عليهم اتفقت مع عشيقها، طالب ثانوي، على قتل والدتها لمعارضتها زواجهما.
وعاد الهدوء إلى أهالى القرية بعد نجاح الأجهزة الأمنية في كشف خيوط الجريمة بعد مرور 24 ساعة فقط على الحادث، خصوصًا أنَّ البعض من أهالي القرية حاولوا إثارة الحادث على أنه عمل طائفى، ما أثار المخاوف من تجدد الأحداث الدامية بين المسلمين والأقباط التي شهدتها القرية عام 1999، وراح ضحيتها العديد من الطرفين، بالاضافة إلى حرق منازل ومحلات تجارية.
كانت بداية الأحداث عندما عاد رب الأسرة، بهيج وصفى العبد ” 51 سنة عامل بقرية الكشح إلى البيت ليرى أطفاله الثلاثة ودماءهم على الأرض فى مطبخ المنزل وبهم أثار طعنات بالرقبة وأجزاء متفرقة بالجسم، وهم ماري 13 سنة، بيشوي 10 سنوات، رستينا 7 سنوات، فيما وجد زوجته وأم أبنائه فرحانة جرجس عطية 43 سنة وقد فصلت رأسها عن جسدها بسطح المنزل وموضوع عليها كمية من القش والبوص.
وبسماع صراخه، هرول الجيران إليه، ثم ذهبوا به إلى ضباط مركز شرطة دار السلام للإبلاغ عن الحادث.
وبادر رب الأسرة باتهام “نشأت حاتم رسمي” وشهرته”شنودة” بارتكاب الواقعة، لوجود خلافات سابقة بينهما لرفضه زواجه من كريمته “هناء بهيج وصفى” 19 سنة.
وتبين لتحريات المباحث تواجد “هناء” بالمنزل دون أن يصيبها مكروه وعدم مغادرتها له على مدار اليوم، وتمكنت حملة أمنية بقيادة المقدم محمد مصباح من ضبط الشاب المتهم ووجدت به إصابات في الرقبة وكف يده، وبدأ حسام الفهمى وكيل نيابة دار السلام بإشراف المستشار محمود خليل مدير نيابة دار السلام تحقيقًا موسعًا بعد أن صرحوا بدفن ضحايا المذبحة عقب انتهاء الطب الشرعي من تشريحهم، حيث تم دفن الضحايا وسط حضور كبير من أهالى قرية الكشح مسلميها ومسيحييها وقد سيطرت عليهم مشاعر الحزن والأسى.
وكشفت تحقيقات النيابة عن مفاجآت جديدة حيث اتهمت الابنة الناجية الوحيدة من القتل المجنى عليها أمها بسوء سلوكها وأنها كانت على علاقات مشبوهة مع آخرين، وأكدت أنها لم تشاهد عملية القتل رغم تواجدها داخل المنزل.
وبالتحقيق مع عشيقها المصاب بخدوش في الرقبة واليد، اعترف بارتكابه للجريمة بعد تقدمه للزواج من هناء ورفض والدتها.
وأضاف أنه تحصل على مقاطع فيديو لوالدة عشيقته تظهر فيها في أوضاع مخلة وعلاقات غير مشروعة مع عدة أشخاص، وأنه عرض تلك المقاطع على حبيبته فقررا التخلص من والدتها حتى يتزوجا وينهيا علاقات والدة حبيبته غير المشروعة وكي لا يتم معايرة أهل القرية له عقب زواجه منها لسوء سلوك والدتها.
واتفق الاثنان على توقيت تنفيذ الجريمة وكان في الساعة الرابعة عصرا عقب خروج والدها وشقيقها الأكبر من المنزل، حيث فتحت هناء باب المنزل وعقب دخول “شنودة” أغلقت الباب من الداخل وأرشدته إلى مكان والدتها أعلى سطح المنزل، حيث كانت تجلس أمام فرن بلدي، ودون أن تشعر فاجأها بضربة بـ”عتلة” حديدية على رأسها وبعدها أجهز عليها بذبحها من الرقبة بسكين ووضع فوقها كمية من البوص.
وأثناء نزوله على سلم المنزل فوجئ بالطفلة رستينا، ابنة المجني عليها وشقيقة حبيبته، تقف أمامه على درجات السلم وبدون تفكير ذبحها على الفور وطعنها في البطن، وأثناء تنفيذه عملية القتل فوجئ بشقيقها بيشوي يقف مذهولاً أمام مشهد ذبح شقيقته واضعًا كلتا يديه على فمه من هول الصدمة، وكان الطفل هو الضحية الثالثة في مشهد القتل وتم ذبحه وطعنه بعدة طعنات في البطن.
وعقب ذلك، صعدت الطفلة ماري على درجات السلم وكأن القدر يسوق الأسرة إلى الموت، وشاهدت ماري ما شاهده شقيقها بيشوي ولقيت نفس المصير، الذبح والطعن، بعدها حمل شنودة ضحاياه بمساعدة حبيبته ووضعهم في مطبخ بالطابق الثالث وخرج من المنزل وكأن شيئًا لم يحدث وتخلص من السكين والعتلة الحديدية في أحد مصارف الصرف الصحي.
بوابة الشروق