حلق اللحى وخلع النقاب مباح لدفع الضرر

إستنكر الدكتور الحسينى محمد الفقى أستاذ اللغة العربية بجامعة الأزهر وخطيب مسجد النور بالزقازيق، اليوم الجمعة، ما يقوم به بعض من وصفهم بـ «البلطجية» مدعى الثورة رغم أنهم لا ينتمون إليها ولا يعرفون عن الأخلاق شيئا إذ يقومون بممارسة عمليات البلطجة والعنف ضد أناس لا ذنب لهم سوى أنهم ملتزمون وملتحون وضد نساء لا ذنب لهن سوى أنهن ملتزمات ومحجبات ومنتقبات.
وقال الفقى، أن مثل تلك الأفعال التى تستهدف الملتزمين بحجة انتمائهم إلى تيار الدين الإسلامى هى أفعال مشينة وقبيحة لا يقبلها عاقل ويأنفها الضمير والوازع الدينى، فهو ليس شرطا أن كل من أطلق لحيته أو من ارتدت الحجاب أو النقاب أن يكون هؤلاء من المنتمين إلى تلك الجماعة الضالة المضلة التى استأثرت بالساحة طيلة عام كامل ومارست أعمال العنف والإرهاب التى كان آخرها تلك المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية أمس الخميس وما نتج عن ذلك من إصابات وضحايا فى صفوف الجنود والضباط والمدنيين هم الآخرين ممن لم يسلموا من شر تلك الجماعة.
وأوضح الفقى، أن هذا الزمن هو زمن الفتن، وأن القواعد العامة فى الفقه الإسلامى تبيح المحظورات إذا ما توفرت الضرورات التى تحتمها، بمعنى أنه يجوز حلق اللحى وخلع النقاب إذا كان ذلك يحفظ للإنسان كرامته من عبث هؤلاء البلطجية الذين يقومون بتفتيش السيارات واستيقاف كل من أطلق لحيته والتعدى عليه بالضرب الذى يصل أحيانا إلى حد القتل دون التأكد من هويته ومن انتمائه، فربما كان ملتزما بسنة النبى دون الانتماء إلى أى حزب أو جماعة سياسية من مدعى الإسلام.
وقال الفقى، أن اللحية فى الإسلام جاء فيها رأيين لعلماء المسلمين الثقات وهما أنها واجبة بمعنى أن من أطلقها فله الأجر ومن حلقها فعليه الذنب والوزر، ولكن الرأى الثانى من رحمة الله أنها سنة فمن أطلقها فله الأجر ومن تركها فليس عليه ذنب ولا وزر، أما الحجاب فهو واجب وفريضة على كل مسلمة، والحجاب معناه تغطية سائر البدن عدا الوجه والكفين، فى حين أن النقاب جاء على اختلاف الآراء، فمنهم من أفتى بوجوبه إذا كانت المرأة شديدة الجمال لدرجة تفتن الشباب والرجال أو لكونها وسط قوم فساق لا تأمن مكرهم وشرهم، ومنهم من أفتى بأنه حلال إذا ما كان الغرض من ورائه هو التشبه بأمهات المؤمنين وزوجات النبى صلى الله عليه وسلم والمبالغة فى الستر، ومنهم من أفتى بحرمته إذا كان استخدامه فى غير غرضه، كأن تتستر ورائه المرأة بدافع السرقة أو الرجال بدوافع أخرى، أو فى الحج فمن فقهه أن تكشف المرأة عن وجهها ولا تستره، دون أمهات المؤمنين من زوجات النبى الذين اختصهم الله وحدهن بستر الوجه .
وأجمل الفقى الحديث فى نهاية خطبته، أن حلق اللحى وخلع النقاب مباح فى مثل تلك الظروف حفاظا على النفس ولو مؤقتا لحين استقرار الأوضاع، داعيا كل من تطال يديه أمثال هؤلاء الملتزمين إلى ضرورة تحكيم العقل والالتزام بتعاليم الإسلام السامية فيما يخص جانب المعاملات مع الآخرين وعدم الاعتداء عليهم بمثل تلك الصورة التى تضعهم فى مواطن الإجرام والكفر حسبما جاء فى محكم التنزيل «إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون».
التحرير