الحرب على الأسد تقترب..

باتت الضربة العسكرية قاب قوسين أو أدنى من سوريا، ففي حين تكهنت وسيلة إعلام إسرائيلية أنها ستكون يوم الجمعة، رأت صحيفة بريطانية أنها على الأرجح ستنطلق الثلاثاء المقبل وذلك بسبب خلافات ظهرت بين المعارضة والحكومة البريطانيتين.
وكالات: دخلت وسائل الإعلام العالمية في تكهنات حول موعد الضربة العسكرية لسوريا ردًا على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن الضربة العسكرية كان من المفترض أن تتم فجر اليوم الخميس، إلا أنها تأجّلت بسبب خلافات بين الحكومة والبرلمان في بريطانيا، فيما قالت القناة العاشرة في إسرائيل إن الضربة قريبة جدًا، وستكون في نهاية الأسبوع، في إشارة إلى يوم الجمعة. وأضافت القناة إن القوات الأميركية والبريطانية جاهزة لتنفيذ ضربتها بمجرد تلقي الأوامر العسكرية، ومن الممكن أن يتم ذلك في أي لحظة.
انقسامات بريطانية
لكن صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن العملية العسكرية المرتقبة ضد النظام السوري قد يتم تأجيلها حتى الثلاثاء المقبل، وذلك بسبب ظهور خلافات حادة بين المعارضة في البرلمان البريطاني والحكومة حول عدم توريط الجانب البريطاني في العمل العسكري على سوريا، وعدم تكرار سيناريو ما حدث في العراق عام 2003.
وأفادت الصحيفة نقلًا عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن النواب البريطانيين سيمنحون تصويتًا آخر بحسب طلب المعارضة، من أجل الموافقة على عمل عسكري في سوريا، وذلك لنزع فتيل تمرد البرلمان، بحسب وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في الحكومة البريطانية قولها “إن الولايات المتحدة قد خططت لتوجيه ضربات عسكرية على أهداف سورية قبل عطلة نهاية الأسبوع، وتستعد لتجهيز خطة احتياطية لتأخير الضربات حتى يوم الثلاثاء المقبل.
وكان رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما قد أكد في تصريحات تلفزيونية أن الحكومة السورية هي من قامت بالهجوم الكيميائي، لافتًا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن الغارات الجوية، لكن على النظام السوري استيعاب أن هناك تحركًا دوليًا بسبب أفعاله، على حد تعبيره.
هذا ومن المتوقع أن تنشر الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مشترك تقريرًا حول مسؤولية نظام الأسد عن استخدام النظام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في محاولة منهما لحشد التأييد لتوجيه الضربات العقابية.
الضربة قادمة لا محالة
وأكد السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة ستوجّه ضربة عسكرية إلى سوريا لا محالة، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يحدد موعدها بعد. وقال شابيرو إنه على ضوء المشاهد التي بثت من سوريا واستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد النساء والأطفال، فإن الولايات المتحدة تعتبر ذلك أمرًا جديًا، وبالتالي فإنه سيكون هناك رد أميركي وفي الوقت المناسب.
وأضاف شابيرو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يجري اتصالات ومشاورات مع حلفاء الولايات المتحدة، ومشاورات مع الكونغرس حول هذا الموضوع. وأقرّ الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية، بأنه لم يتخذ قراره بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بعد، علمًا بأنه متيقن من أن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وأنه يجب أن تكون لذلك تداعيات.
وقال أوباما في المقابلة إن الولايات المتحدة تجري اتصالاتها مع حلفائها والمجتمع الدولي لتحديد الخطوات المقبلة، مضيفًا أن على الأسد أن يدرك أن استخدامه للأسلحة الكيميائية ضد شعبه لا يتنافى مع المبادئ الدولية فحسب، ولكنه يعرّض أيضًا المصالح الأميركية للخطر.
إسرائيل سرّبت معلومات الكيميائي
من جهة ثانية ذكرت مصادر استخباراتية غربية أن المخابرات الإسرائيلية تمكنت من اعتراض معلومات تفيد بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقف وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية، الذي وقع في الحادي والعشرين من شهر أغسطس/آب الجاري.
أضافت هذه المصادر، في تصريحات خاصة أدلت بها إلى شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية، أن “وحدة الاستماع التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية تمكنت من اعتراض معلومات في هذا الصدد، وقامت بإبلاغها إلى وكالة الأمن الأميركي، حيث أسهمت هذه المعلومات التي تم اعتراضها في توصل البيت الأبيض إلى مسئولية نظام بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
وأشارت الشبكة إلى أن مصادر في المخابرات الأميركية أوضحت أيضًا في هذا الصدد أن واشنطن كانت تعاني في البداية من معلومات مشوّشة وغير دقيقة بشأن الرد على الأسئلة الآتية: هل استخدمت أسلحة كيميائية فى سوريا بالفعل؟.. ومن الذي أصدر الأمر بذلك؟، ولكنها تمكنت في النهاية بعد اعتراض وحدة الاستماع الإسرائيلية من الحصول على نص المحادثات ذات الصلة في هذا الهجوم.
وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية لم تفرج – حتى الآن – عن المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالهجوم الكيميائي الذي وقع في سوريا في الأسبوع الماضي لأسباب عدة، من بينها ضرورة تحديد الجزء الذي سوف ترفع السرية عنه من ذلك الذي سوف يظل في عداد المعلومات المحظورة.
ايلاف