زيزي شوشه
بعد أن وافق محمد الصاوي صاحب ساقية الصاوي الشهيرة بأن يكون ممثلاً للكنيسة باللجنة التأسيسية للدستور، منع الرسومات الكاريكاتيرية المنتقدة للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين من معرض “حصاد الكاريكاتير” الذي يقام سنويًّا بالساقية، وتعرض فيه رسومات فناني الكاريكاتير التي نشرت بالصحف على مدار العام، وبعد أن عرض الرسامون لوحاتهم وذهبوا إلى الساقية؛ لافتتاح المعرض وجدوا الجدران خالية واللوحات ملقاة على الأرض.

ويقول رسام الكاريكاتير، محمد الصباغ، المسئول عن المعرض، إن “حصاد الكاريكاتير” تعرض فيه الرسومات التي نشرها الرسامون علي مدار العام في الصحف، وهو بروتوكول بين الجمعية المصرية للكاريكاتير وساقية الصاوي، مشيرًا إلى احتواء المعرض على 400 لوحة نشرت في الصحف على مدار العام، وهذا المعرض تحديدًا شارك فيه عدد كبير من الرسامين، إلا أن الوجه الجديد للساقية رفض هذه المشاركة من جانبهم، حيث اعترض الصاوي على 90 % من اللوحات؛ بحجة أنها تنتقد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان بشكل غير لائق، وأعطى أوامر للمسئول الفني بالساقية طارق زايد، بإزالة اللوحات التي تلمح لانتقاد تيار الإسلام السياسي بشكل عام.

ويضيف الصباغ: “بعدها طلب مني طارق زايد اختيار اللوحات التي لا تحمل أي نقد للإخوان، وأكد لي أن هذه تعليمات الصاوي، وأنا شخصيًّا أدرك جيدًا تحالف الصاوي مع الإخوان، ولكني لم أكن أتوقع حدوث هذا التعدي على فن الكاريكاتير؛ لأنه فن معارض بالأساس”.

ولم يفضل الصباغ إلغاء المعرض، موضحًا “فضلت استمرار المعرض بدلاً من إلغائه؛ لأن الشخصية الرئيسية به هي شخصية الشهيد الحسيني أبو ضيف، كما أن المركز الثقافي الصيني وجريدة “الصين” ورئيس تحريرها “ماتشينج” الراعي الرسمي للمعرض واحترامًا لشهيد الصحافة الحسيني أبو ضيف وماتشينج اقترحت على زملائي الرسامين استمرار المعرض، على أن نقيم معرضًا آخر بنقابة الصحفيين نعرض فيه ما تم رفضه من رسومات بمعرض الساقية”.

“لازم نحترم شغلنا ونفسنا ونسحب كل اللوحات”.. هذا ما قاله الرسام العربي الناصري “حسن فاروق” الذي شارك بالمعرض بأربعين لوحة، ينتقد فيها ممارسات جماعة الإخوان المسلمين طوال العام الماضي والصفقات التي تمت بين الجماعة والمجلس العسكري، بحسب قوله.

 ويتابع فاروق “بعد أن قمت بعرض لوحاتي ذهبت في اليوم التالي فوجدت الحيطان خالية، هذا المشهد أصابني بالصدمة وخاصة عندما وجدتها ملقاة على الأرض، وعندما تحدثت مع طارق زايد قال لي: نأسف لكم، ولكن هذه تعليمات محمد الصاوي، ثم يغير كلامه في برنامج العاشرة مساء، ويقول إن الصاوي لم يصدر أي تعليمات وإن السبب الحقيقي هو عدم جودة الأعمال المعروضة، وهذا كلام مضحك؛ لأن اللوحات عرضت في البرنامج ثم هو من حدد جودة الأعمال من عدم جودتها، ولذلك فضلت احترام “شغلي” وسحب رسوماتي، ولكني لم أجد من يساندني من زملائي، وخاصة بعد محاولة الرسام الكبير طوغان، إقناع الرسامين بانتظار ما يسفر عنه اجتماع الجمعية المصرية للكاريكاتير يوم الأحد القادم”.

من جانبه يقول الرسام أحمد عبد النعيم الذي شارك بالمعرض بعشر لوحات إن فكرة المنع والحجب أصبحت فاشلة في زمن الفيس بوك موضحًا “الأعمال التي مُنِعَت ستُنشَر على صفحات الفيس بوك، وجمهورها سيكون أضعاف زوار المعرض وكلها أيضًا نشرت في الصحف من قبل؛ ولذلك أرى أن فكرة المنع مضحكة وفاشلة في نفس الوقت”.

ويري الرسام “خضر حسن” أن موقف الجمعية المصرية للكاريكاتير كان سلبيًّا، ولا يتناسب مع التعدي على رسومات الفنانين أعضاء الجمعية، ويضيف “شاركت بالمعرض بـ 13 لوحة منع منها 11 لوحة؛ لأن جميعها تنتقد” الدستور ، الرئيس مرسي ، ميليشيات الإخوان” ومن الواضح أن النقد أو التلميح به أصبح غير جائز في زمن الإخوان وفي ساقية الصاوي التي ارتدت ثوبا جديدا بعد أن تحالف رئيسها معهم وفضل إرضاءهم في مقابل التعدي علي حرية الآخرين، ولكنه خسر الكثير، ولوث تاريخ الساقية العظيم”.