الإخوان بددوا آمال الثورة

جلال أمين

كارم الديسطي

 

 المفكر الكبير: الفاشيون يكررون نفس الأخطاء.. ومحمد غنيم: النظام يزيد من المشكلات

لا يختلف عاقل على أن الإخوان المسلمين بددوا آمال الثورة، مما زاد الوضع السياسى تدهورا، فى ظل فاشية سياسات الجماعة التى تعتمد على منهج «أنا وجماعتى ومن بعدى الطوفان»، ولكن بداية التدهور -كما يؤكد الكاتب والمفكر الكبير جلال أمين- حدثت فى أثناء انتخابات رئاسة الجمهورية الماضية، التى يصفها أمين بـ«المهزلة».

فيقول: «ترشح عدد كبير فى الانتخابات لأسباب غير مفهومة، وانتهى الأمر بجولة إعادة بين محمد مرسى وأحمد شفيق، مما بدد آمال الثورة على اعتبار أن أحدهما يمثل النظام السابق، والآخر يمثل جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسى عموما»، مضيفا أن ما زاد الأمور سوءا هو الاضطهاد الدائم للإعلاميين والثوار.

وأضاف صاحب «ماذا حدث للمصريين؟»، أن السلفيين بدؤوا فى الظهور على الساحة السياسية بعد مرور شهرين على اندلاع الثورة، وبدأ ظهور الجهاديين الذى كان بعضهم مشاركا فى مقتل السادات عام 1981، والغريب أن الإعلاميين الذين اعترضوا على ظهور هؤلاء الجهاديين عوقبوا، متسائلا: «كيف يقوم التليفزيون بعرض شخص يُبرئ نفسه من جريمة قتل عوقب عليها سنوات».

وأشار أمين خلال الندوة التى نظمتها أسرة «الصفوة» بكلية الطب بجامعة المنصورة، بحضور رائد زراعة الكلى فى مصر الدكتور محمد غنيم، إلى أن الفترة التى كان المجلس العسكرى يتولى إدارة شؤون البلاد فيها، قد شهدت صراعات طائفية وإضرابات واعتصامات فى القطاعات كافة، مؤكدا أن البعض حاول تبرير تجاهل المجلس العسكرى لتلك الأحداث، على اعتبار أنه يفتقد إلى الخبرة السياسية، على الرغم من اختيار الشعب له فى تلك الفترة لإدارة شؤون البلاد وتولى مهام السلطة.

«اختيار رؤساء الوزراء فى هذه الفترة كأحمد شفيق ومن بعده عصام شرف كان مدهشا»، قال جلال أمين، مضيفا أن الفضائيات حاولت إظهار عصام شرف وكأنه بطل شعبى يلتف حوله الثوار، وبعد أيام قليلة اكتشفنا أنه كان عضوا فى لجنة السياسات، وتم التغاضى عن ذلك، مضيفا «ثم اختير الجنزورى وهو لا يختلف كثيرا عن سابقه باعتباره كان يأخذ أوامره ممن هم أكبر منه»، مؤكدا أنه حضر ثلاثة لقاءات مع عصام شرف، واكتشفت أن اختيارات الأشخاص لتولى المناصب المهمة لها اعتبارات معينة، وأشار إلى أنه فى مايو 2011 تم عقد اجتماع أيقن بعده أنهم يريدون إيصال اليأس إلى الناس.

وحمّل الكاتب الكبير جماعة الإخوان مسؤولية الأحداث الأخيرة التى شهدتها مصر، مؤكدا أن الجماعات الفاشية تخطئ نفس الخطأ، لأنهم يظنون أن المصلحة العامة هى مصلحة الجماعة، كما لا يمكن إقناعهم لأنهم لا يعتقدون أن الخطأ ممكن أن يدركهم، وأن الحق كله معهم، لافتا إلى أن القوى الخارجية لها دور كبير فى ما يحدث فى مصر الآن، وأضاف «أمريكا وإسرائيل تلعبان دورا محوريا فى إثارة الأزمات، بينما نجد مؤسسة الرئاسة والجماعة لا تصدر أى رد فعل يجرح شعور إسرائيل».

من جانبه أكد الدكتور محمد غنيم، أن القوى الوطنية لن تخوض انتخابات مجلس النواب القادمة إلا إذا تمت مناقشة كل المواد التى اعترضت عليها فى قانون الانتخابات، وفى وجود حكومة محايدة، بالإضافة إلى إعادة فرز كشوف الانتخابات، ورحيل النائب العام طلعت عبد الله، ومناقشة المواد الدستورية المختلف عليها. وأضاف غنيم أن النظام الحالى يتجاهل كل المشكلات والأزمات التى تمر بها البلاد، بل يعمل على تعقيدها وإثارتها أكثر مما هى عليه، قائلا «إن أزمة القضاة الأخيرة بشأن بطلان تعيين النائب العام لم نجد الرئاسة أو الحكومة يعملان على حلها، رغم أنها أزمة بسيطة وقضيت بحكم محكمة استئناف القاهرة بإعادة النائب العام عبد المجيد محمود إلى منصبه مرة أخرى».

التحرير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى