نســـــــــــــــــــــاء “رابعـــــــــــــــــة”

خيم الحزن والصمود والتحدي على مؤيدي الشرعية بميدان رابعة العداوية بعد مجزرة الحرس الجمهوري فجر أمس؛ فعلى الرغم من مشاهد الدماء المفزعة، والاشاعات المتعمدة التي تناقلتها وسائل الإعلام طوال يومي الاثنين والثلاثاء- لمنع أي حشود للانضمام لهم، إلا أن الأعداد بدأت في التوافد بشكل منقطع النظير خاصةً مع تأخر ساعات الليل.
ولأن جرائم الشرطة والعسكر لم يتوقف سيلها عند الرجال بل نالت النساء ولم ترحم الأطفال، وقفت (الحرية والعدالة) على احدى مداخل تفتيش النساء لسؤالهن عن سبب المشاركة على الرغم مما حدث مع تعمد اختيار من يبدوا من زيها عدم انتمائها لتيار اسلامي محدد للتعرف على دوافعها…
“حسبي الله ونعم الوكيل” .. كانت كلمة “الدخول” لكل الوافدين إلى ميدان رابعة العداوية…أسماء نونو – 27 عاماً- غطت وجهها مظاهر الحزن، وعبرت عيناها عن بكاء شديد فأسود ما تحته، فتقول: أنها في ميدان رابعة العداوية منذ 6 أيام، وذهبت إلى الحرس الجمهوري في يوم المجزرة إلا أنها غادرت قبل صلاة الفجر بساعة، وأضافت أنها تتألم بعدما شاهدت وجوه بجوارها وحولها منذ دقائق لتجدهم على شاشات التلفزيون قتلى وجرحى!
وعن عدم خوفها من أن تنال ما ناله من قبلها خاصةً أن العسكر تعدى الخطوط الحمراء وغار على النساء والأطفال، تقول: أنها لا تخاف لأن من استشهد ليس بأشجع منها في أي شيء، مؤكدة أنها ترى أن كل ما نحن فيه من ظلم وبطش وتجبر ما هو إلا حصاد ما زرعه نظام مبارك طوال 30 عاماً.
وأوضحت أنها من المرة الأولى على الاطلاق التي تجد تجمع كبير بذلك الشكل من النساء والرجال ولا ترى لا تحرش ولا نظرات غير مرضيه؛ مضيفة أنها ترى أن بتلك الأخلاق سينصر الله كل من هو في الميدان.
أما رباب عبد الله ( 45 عاماً) بدى على زيها الأناقة الكاملة، وثقافة كبيرة في حديثها وذلك بعدما بدأنا الكلام معها حيث تقول: أنها غير منتمية لأي تيار ولا تفكر في الانضمام وما دفعها للمجيء هو الدفاع عن الحق الذي سلب على غير إرادة منا، مشيرة إلى أنها لم تضع من عمرها ساعات طويلة في انتخابات واستفتاءات حتى يلغى كل ذلك بجرة قلم.
وأضافت أنها جاءت هنا وكلها أمل إما في استرداد الشرعية، أو الارتقاء إلى الله عز وجل وهي تدافع عن الشرعية وحق كل تلك الملايين.
وعن تسليح الاخوان وحمل الجماعات الاسلامية المتواجدة في الميدان هنا: الآلي وغيرها من الأسلحة كما تروج أغلب وسائل الاعلام هنا قالت: أنا لا أشاهد تلك القنوات لأن من يشاهدها يستخف بعقله كثيراً، ولأن لي عقل أفكر به وأحلل ولي قلب عاشرهم في الميادين”.
“العسكر مستحيل يحكم”… كانت تلك هي الجملة التي ظلت ترددها براء مجدي – 22 عاماً- حيث قالت أنها جائت للميدان على الرغم من المجزرة وتنوي عدم مفارقته أبداً، مؤكدة أنها لن تتصنع بأنها غير خائفة بل هي خائفة بنسبة كبيرة من الموت ومما شاهدته من مجازر، إلا أنها رأت أنه إذا ما خاف الجميع وأغلق على نفسه بيته فسيلحق بالجميع العار وسيناله الظلم عاجلاً أم أجلاً.
وأضافت: ” الخائف من الموت في الميدان وهو يدافع عن الشرعية فسيلحقه الموت ولو على سريره”، موضحة أنه كان هناك أخطاء كثيرة للدكتور مرسي ولكنها ليست جرائم أو قتل أو فساد تستدعي ذلك الانقلاب العسكري الغاشم الذي شكل حكومة مؤقتة ديكور ومجرد ستار ليتحكم العسكر في كل شيء.
الحرية والعدالة