الأخبار

إسرائيل تمتلك ملف معلومات كامل

54

 

 

 

على الرغم من صدور بيان من جماعة أكناف بيت المقدس يعلن مسؤوليتها عن حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم منذ 4 أيام، إلا أن الداخلية لم ترد حتى الآن بشكل رسمى سواء فى صورة تصريح لأحد قياداتها، أو حتى بيان من إدارة الإعلام والعلاقات العامة بها.

اللافت هنا أن تأخير الرد على بيان جماعة أنصار بيت المقدس، والصور الملتقطة بمعرفتهم لموكب الوزير قبل وبعد الحادث، وما يتضمنه من اختراق حقيقى للمنظومة الأمنية، لا يعكس إلا نتيجة واحدة، وهى أن أجهزة جمع المعلومات بوزارة الداخلية لم تصل إلى براهين ثابتة تخرج بها للرأى العام لترد على إجابات للعشرات من الأسئلة عن أكناف بيت المقدس من نوعية، من هى الجماعة؟ وأين تأسست؟ ومن أعضاؤها؟ وهل لهم علاقة بالسلفية الجهادية؟ وما العمليات التى نفذتها من قبل؟ وكيف نقلت محيط عملياتها من سيناء إلى القاهرة؟ وكيف نجحت فى اختراق الحاجز الأمنى لوزير الداخلية؟ ومن يقف وراء تلك الجماعة فى إمدادها بمادة الـ TNT التفجيرية؟ ومن علمهم الطريقة الفنية العالية فى تكوين العبوة الناسفة؟ ومن أين حصلوا على خطوط سير الوزير وميعاد تحرك موكبه؟

الأخطر بعد كل تلك الأسئلة التى لم تجب عليها الأجهزة الأمنية حتى الآن، والأمر الذى قد يصيبك بالمفاجأة، هو أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعلم عن جماعة أكناف بيت المقدس أكثر مما تعلمه أجهزة الأمن، وجمع المعلومات المصرية، وأن جهاز الموساد الإسرائيلى نفذ عملية أمنية ضد أحد أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس فى شهر شوال من العام الماضى أى قبل 9 شهور فى حين لم يكن وقتها تحت يد أجهزة الأمن المصرية أى معلومات عن تلك الجماعة، أو طبيعة أعمالها الإرهابية، أو حتى نوعية الأسلحة التى بحوزتها أو مخططات انتشارها إلا معلومة واحدة فقط، وهى أنها الجماعة المسؤولة عن تنفيذ تفجير خط الغاز الطبيعى الممتد لإسرائيل.

القراءة فى عملية اغتيال جهاز الموساد الإسرائيلى لأحد أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس، تؤكد مدى اختراق جهاز الموساد لتلك الجماعة، ومدى إلمامه بكل التفاصيل عنها ومدى اهتمامه بدراسة الجماعات المسلحة على الأراضى المصرية بسيناء بدرجة أكبر من اهتمام الجانب المصرى نفسه.
هذا الاهتمام جاء فى 25 ديسمبر 2010 وتحديداً مع بداية الإعلان الحقيقى لجماعة أنصار بيت المقدس عن أعمالها ضد إسرائيل على حدودها مع مصر، وإعلان تشكيل مجلس شورى جماعة أنصار بيت المقدس بسيناء.

عقب ذلك التوقيت بدأت الجماعة فى تنفيذ عدد من العمليات المسلحة تجاه إسرائيل على الحدود، ونجحت فى وقت قليل فى إصابة وقتل عدد من الجنود الإسرائيليين رغم عدم الإعلان عن تلك العمليات من قبل الجانب الإسرائيلى وقتها، وكان أحد أنشط شباب جماعة أنصار بيت المقدس والمسؤول عن عمليات الاستطلاع بها هو شاب فى منتصف الثلاثينيات ولديه 6 أبناء ويسكن فى وسط سيناء يدعى إبراهيم عويضة ناصر بريكات، ويشتهر بأبو يوسف.

أصبح أبو يوسف لدى الجانب الإسرائيلى مصدراً للإزعاج، خاصة بعد أن ذاع صيته فى العمليات الجهادية على الحدود، وبدأ الجانب الإسرائيلى فى جمع معلومات عنه، وعن باقى أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس، ونجح بالفعل فى التوصل إلى 3 من أبناء سيناء، وهم منيزل محمد سليمان سلامة، وسلامة محمد سلامة العوايدة، وسليمان سلامة حمدان، وتجنيدهم لإمداد الجانب الإسرائيلى بمعلومات عن إبراهيم عويضة.

الجديد أن عملية الاستهداف لإبراهيم عويضة لم تتم من قبل ضباط إسرائيليين عاديين، إنما من قبل ضباط فى الموساد الإسرائيلى متخصصين فى الشأن السيناوى، ودفعهم حرصهم فى ذلك الوقت على جمع معلومات أكثر فى قيامهم بالتسلل عبر الحدود إلى الأراضى المصرية وزيارة قرية إبراهيم أبوعويضة وهى تدعى الخريزة فى منقطة وسط سيناء، وكان ذلك برفقة الثلاثى سلمان سلامة، وسلامة العوايدة، وسليمان حمدان.

تمسك الموساد الإسرائيلى بالقضاء على عضو من أعضاء تنظيم بيت المقدس لخطورته على الأمن القومى الإسرائيلى، دفعهم إلى تركيب شريحة إلكترونية أسفل خزان الوقود بالدراجة البخارية المملوكة لإبراهيم عويضة، وتطلق تلك الشريحة إشارات الكترونية تنغلق بها الدائرة الإلكترونية للغم الذى زرعه ضباط الموساد والمقدر بـ 20 كيلو جراما من TNT.

الأغرب أن ضباط الموساد الأربعة نفذوا تلك العملية على أرض سيناء حفاظا على أمنهم القومى، وقبل تنفيذها باشروا جمع المعلومات لأيام طويلة، وجندوا 3 من شباب سيناء للإرشاد عن تحركات إبراهيم أبوعويضة وباقى أعضاء تنظيم بيت المقدس.

عقب تنفيذ تلك العملية تلاها عمليات جهادية من أنصار بيت المقدس للرد على استشهاد إبراهيم أبوعويضة، وهى عملية أطلق عليها اسم «أم الرشاش»، وتلاها أيضاً إجراءات غير مسبوقة من الجانب الإسرائيلى على الحدود مع مصر، وأيضاًتلاها اهتمام أكثر من الجانب الإسرائيلى لتلك الجماعة التى نشأت وتنمو يوماً بعد يوم على أرض مصر.

إدراك الجهاز الأمنى لخطورة جماعة أكناف بيت المقدس بعد حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية دفع الجانب المصرى إلى التعاون مع أجهزة الاستخبارات فى الدول المجاورة المتابعة لنشاط جماعة بيت المقدس فى سيناء، وبحسب مصدر أمنى فإن الجانب المصرى تسلم فعليا ملفا معلوماتيا كاملا من المخابرات الفلسطينية عن جماعة بيت المقدس المنفذة لمحاولة اغتيال وزير الداخلية، فيما أكد المصدر نفسه أن مصر تدرس التعاون الأمنى مع إسرائيل للاستفادة من المعلومات التى جمعتها إسرائيل عن الجماعة خلال العام الماضى.

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى