الأخبار

الحرب على الإرهاب أم على «سيناء»؟

9

 

التوتر بين أهل سيناء وسلطات الدولة بشكل عام ليس بجديد، لا سيما أجهزة الأمن التي باتت ترتبط بصورة ذهنية سلبية منذ اعتقالها 5 آلاف شاب سيناوي على خلفية المشاركة في تفجيرات شرم الشيخ، وبطبيعة الحال تعد هذه الحالة من ميراث الرئيس المخلوع مبارك الذي كرس لدى السيناويين شعورا قاتلا بالظلم والتهميش.
وكان آخر تلك الأحداث انفجار سيارة مفخخة في مقر المخابرات الحربية بشبه جزيرة سيناء، ما أدى إلى مقتل ست أشخاص، حسب ما ذكرالتليفزيون المصري، وحمل الجيش المصري من وصفهم بالإرهابيين المسؤولية عن الحادث.
ويأتي الحادث عقب مقتل تسعة على الأقل ممن وصفوا بالإسلاميين المتشددين في الحملة العسكرية التي يشنها الجيش في سيناء.

استهداف المساجد ومنازل المدنيين
أرسل أهالي سيناء صيحات استغاثة من الجيش الذي يستبح شبه الجزيرة وسط تعتيم غير مسبوق، وأظهر مقطع فيديو بثته إحدى القنوات الإخبارية الدمار الذي ألحقته طائرات الأباتشي، بعد هدم مساجد ومنازل مدينة رفح لإقامة منطقة عازلة، وذلك بعد إخلاء الجيش في وقت سابق بإخلاء عدد من المنازل في رفح‏ المصرية المحاذية للحدود مع فلسطين، كما أفاد سكان محليون لوكالة رويترز بأن الجيش هدم بالفعل 20 منزلا على الحدود مع غزة.

وتصاعد العداء بين مواطني سيناء والمؤسسات الأمنية منذ انقلاب السيسي في الثالث من يوليو وتعطيل الدستور، وتصاعد التوتر بشكل لافت في شمال سيناء ووسطها عبر عدة عمليات استهدفت مواقع للجيش والشرطة وأسندتها مصادر رسمية إلى من وصفتهم بعناصر جهادية مسلحة.

ولم تخف القوات المسلحة أنها شنت عدة هجمات على تلك العناصر التي لا تستفيد فقط من حالة التوتر بين السكان والسلطة، بل من طبيعة الأرض التي هم أدرى بشعابها، فضلا عن الطبيعة البدوية التي تحمي أبناءها وتثأر لهم إذا أصابهم مكروه حتى لو كان الطرف الآخر هو الشرطة أو الجيش.

عمليات تفجيرية تستهدف الجنود

أمام عمليات التفجير التي تستهدف المجندين المصريين فأصبحت لغزا محيرا؛ إذ كيف يستهين القادة في إحكام إجراءات تأمين الجنود في تحركاتهم، على نحو يسهل من استهدافهم.
لكن العديد من وجهاء القبائل يشير بأصابع الاتهام إلى قيادة الجيش التي تستفيد من وجود وصف الإرهاب في سيناء، فيتهمهم صراحة بتدبير مقتل الجنود لخلق مسوغ يتيح لهم التوسع في العمليات العسكرية في شمال ووسط شبه الجزيرة.
غير أن تلك الاتهامات لا تنفي أن العريش شهدت مؤخرا قيام غاضبين بإشعال النار في مبنى مجلس المدينة الذي يمثل قمة السلطة المحلية هناك، وسبق ذلك تفجير أمام مبنى عسكري بالمدينة لم يسفر عن وقوع إصابات، في وقت لم تقتصر فيه الهجمات على عاصمة المحافظة وإنما امتدت خارجها لتشمل اقتحام مبنى المخابرات العامة بقرية العوجة في وسط سيناء وإجبار العاملين فيه على الانصراف إلى منازلهم.
وتكرر الأمر مع قسم شرطة بئر العبد حين حاصره مسلحون غاضبون من مقتل أقارب لهم باعتصام رابعة العدوية، وتعرضوا لإطلاق نار من أحد الضباط مما زاد من غضبهم فقاموا باقتحام المقر لعدة ساعات قبل أن ينتهي الأمر بوساطة قبلية، كما أكدت لنا صفاء صابر، التي أوضحت أن عثمان موسى أحد مشايخ قبيلة البياضية تدخل لإنهاء عملية الاقتحام.
كما قام البعض بإغلاق الطريق الدولي الذي يصل إلى مدينة القنطرة على قناة السويس ومنها إلى القاهرة لعدة ساعات، فضلا عن إغلاق الطريق المؤدي من العريش إلى رفح وإغلاق العديد من الطرق الفرعية في شمال سيناء بل وطرق داخل مدينة العريش نفسها.

الدور الصهيوني في تفجير الأوضاع
بعد تبني تل أبيب لانقلاب السيسي، أعربت أوساط صهيونية عديدة عن قلقها البالغ من تطورات الأوضاع في سيناء ومن تحولها إلى “أفغانستان جديدة” ينطلق منها “العمل الجهادي” ضدها، بل وظفت وحدات خاصة تابعة للمخابرات العامة (الشاباك) بهدف ما وصفته صحيفة ها آريتس بإحباط “العمليات العدائية” المنطلقة من سيناء.

 

رصد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى