الأخبار

عاشق الحرية معتقل بوادي النطرون

 

49

 

الدكتور محمد صابر لم يكن يومًا يرضى بالظلم، “فقبل الثورة حينما حاولت الحكومة فرض الحراسة على نقابة الصيادلة كنا أنا ومحمد من أوائل من عارض هذا الأمر”، كما أن محمد كان له حضور قوي في ثورة 25 يناير، فقد أصيب في معركة الجمل في رأسه بجرح تم تضميده بـ12 غرزة.

بهذه الكلمات عرفت الدكتورة شيماء شحاتة زوجها المعتقل في سجن وادي النطرون منذ يوم 14 أغسطس/آب أثناء فض اعتصام النهضة، حيث كان يتواجد في المستشفى الميداني.

وتضيف شحاتة للجزيرة نت بأن زوجها أصيب كذلك في أحداث محمد محمود الأولى في عام 2011، بطلق خرطوش في ظهره، فقضية الحريات تشغل الدكتور محمد بشكل كبير، وتمثل جزءا لا يستهان به في حياته.

زيارات خاطفة
لقد أودع صابر سجن وادي النطرون منذ أن تم فض اعتصام النهضة من أمام جامعة القاهرة، ضمن 214 معتقلا.

ويقول والده صابر المليح بأنه قام بزيارة ابنه خلال الفترة الماضية ثلاث زيارات، لا تزيد مدة الزيارة منها عن عشر دقائق، رغم المسافة الطويلة التي يقطعها من القاهرة لمقر السجن.

وذكر المليح أن ابنه وباقي المعتقلين لا يخرجون من زنازينهم طول اليوم، ولا يحصلون على أية فترة للفسحة طوال 24 ساعة، مشيرا لوجود 35 معتقلا في زنزانة واحدة.

وحول مطالبه من الحكومة تجاه ابنه المعتقل، قال المليح “ابني كان يؤدي مهمة إنسانية بعلاج المصابين، بغض النظر عن المصاب، وبالتالي فالمطلوب هو الإفراج عنه وعن جميع المعتقلين، فهم كانوا في اعتصام سلمي، ولم يرتكبوا جريمة يحاسبون عليها”.

فاعل الخير
يقول المليح إنه بعد اعتقال ابنه محمد، اكتشف العديد من الأعمال الخيرية التي كان يؤديها للحراس بالبيوت المجاورة -هم عادة من الفقراء- وكذلك خادم المسجد، فهؤلاء يسألون عن محمد بشكل دائم، وأضاف أنهم أخبروه أنه كان يوفر لهم احتياجاتهم من الدواء بالمجان بشكل دائم.

 

طفلة محمد صابر “جوري” تبلغ من العمر 8 أشهر (الجزيرة نت)
وحسب تصريحات والد محمد للجزيرة نت فإنه كان دائم البر به وبباقي الأقارب، وكان حريصا على صلة الأرحام. وجدته التي تبلغ من العمر نحو 85 عامًا في حزن شديد بسبب اعتقاله، وهو الأمر الذي يؤثر على صحتها في هذا العمر المتقدم.
 ويقول إنهم اضطروا لإخبارها بأمر اعتقاله، لأنه كان دائم الزيارة لها، وحتى يحظى بدعائها، و”يفرج الله عنه هذا الكرب في القريب العاجل”.

أما والدة محمد فقد أخبرتنا أنه في بداية شهر سبتمبر/أيلول فوجئت بمندوب إحدى الجمعيات الخيرية يطرق باب شقة محمد، ليبلغها بأن ابنها يكفل ثلاثة أيتام لدى الجمعية، وأنه يأتي بشكل شهري ليحصل هذه الكفالات، التي لم يتأخر عنها طيلة الفترة الماضية.

كبت الحريات
وعن معنويات الدكتور محمد صابر في معتقله تقول زوجته الصيدلانية شيماء شحاتة، إن معنوياته مرتفعة، فهو يعيش لقضية يؤمن بها، وهي الحرية التي يتمناها لبلده ولشعبه، بحيث لا تعود مصر مرة أخرى لعصر كبت الحريات.

وتعبر عن ثقتها ببراءة زوجها وزملائه، وبأن كل هذه القضايا التي اعتقلوا على ذمتها غير صحيحة، مشيرة إلى أنه من غير المعقول أن توجه تهم حمل السلاح والاعتداء على المتظاهرين إلى أطباء المستشفى الميداني.

أما الطفلة “جوري” ذات الأشهر الثمانية، فهي لا تعلم بأن والدها -فاعل الخير وعاشق الحرية- مقيد الحرية وقابع خلف قضبان زنازين سجن وادي النطرون، لأنه خرج ليعبر عن رأيه وليؤدي واجبه المهني والإنساني بتقديم خدمات طبية لمعتصمي ميدان النهضة.

المصدر:الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى