الأخبار

«الأوقاف» تستعيد 9 آلاف مسجد من قبضة الإخوان والسلفيين

19

 

 

لا ريب أن وزارة الأوقاف تقود معركة شرسة لتطهير مؤسساتها ومساجدها من سرطان الأخونة الذى انتشر وتشعب طيلة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى. بينما لا تبدو المهمة سهلة لاستعادة العديد من المساجد للإسلام المصرى الوسطى السمح، غير أن قرارات وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الأخيرة بحظر إلقاء خطب الجمعة بالزوايا وعدم التعامل إلا مع دعاة وأئمة أزهريين، تبدو خطوة كبيرة على الطريق الصحيح.

الشيخ محمد عز وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة قال من جانبه إن الوزارة لا تملك حتى الوقت الراهن حصرًا بأعداد خطباء المكافأة الذين تم استبعادهم من العمل بالمساجد، مشيرًا إلى أن أزمة إقالة هؤلاء الخطباء ستحتاج إلى مساعدة قوات الأمن من أفراد الجيش حتى نتجنب وقوع أى صدام فى التعامل مع أئمة الإخوان بالمساجد. ناهيك عن أن شيوخًا كبارًا من شيوخ السلفية لن يتركوا مساجدهم وسيرفضون تعامل الأوقاف معهم، كما أكد فى تعليقه على قرار الوزير أن هؤلاء الشيوخ لهم أنصار، ومن المتوقع أن يحدث صدام وعنف، وبالتالى فإن التعامل مع هؤلاء الشيوخ مثل الشيخ ياسر برهامى والشيخ محمد إسماعيل المقدم، سيكون بقرار من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، لأن أتباعهم كثيرون، وسيتعمدون اللجوء إلى العنف لعرقلة مسيرة الأوقاف فى قراراتها الجديدة.

من جانب آخر كشفت مصادر بوزارة الأوقاف عن أن الحصر الأخير لمساجد الوزارة قدر بنحو 120 ألف مسجد، تقوم الأوقاف بالإشراف على 9 آلاف مسجد منها فقط، وأن بقية المساجد تقع تحت بند المساجد الأهلية التى لم تضم بقرار رسمى حتى الآن. كذلك فإن الأوقاف عينت 33 ألف داعية لخطبة الجمعة، وأن نسبة الأزهريين منهم تصل إلى 70%، إضافة إلى وجود 55 ألف داعية ليسوا من خطباء الأزهر، وعليه فإن إقصاء هؤلاء سيحدث عجزًا شديدًا، لكن هذا ضرورى لاستعادة تلك المساجد من قبضة الإخوان والسلفيين.

كما أكد الشيخ أحمد البهى، المتحدث باسم حركة «أئمة بلا قيود»، أن الوزارة لن تتمكن من سد العجز الذى سيحدث لو تم استبعاد هؤلاء الدعاة، وقال إن الإخوان كانوا يعتمدون فى خططهم على وجود أكثر من إمام فى المسجد من أنصارهم حتى لا يتركوا مجالًا لأى تيار آخر ليقتسم معهم المسجد.

البهى يرى أن الوزارة ستبدأ بمهادنة شيوخ السلفية حتى تتجنب وقوع صدام خصوصًا أن كلًا من برهامى والشيخ إسماعيل المقدم حاصلان على مؤهلات أزهرية، وخريجا كليات شريعة وقانون، وأضاف أن هناك مشكلة كبيرة أخرى تواجه الأوقاف، وهى تنقية الأزهريين أنفسهم من فكر الإخوان، لان هناك عديدًا من الأئمة تشبعوا بفكر الإخوان ويتظاهرون بعدم الانتماء إلى الجماعة حتى يتمكنوا من المحافظة على عملهم. كما أكد أن قرار الوزير بوقف الدعاة الذين يخالفون اللائحة ويتدخلون فى السياسة سيساعد فى التخلص من سيطرة السياسة على المسجد، وأن تتبع هؤلاء الدعاة والتقصى عن طريقة عملهم بالمسجد سيكون من الأمور التى تسهم فى حل الأزمة.

أما الشيخ محمد أبو الخير، مدير إدارة الأوقاف بالمنتزه بالإسكندرية، فقال إن هؤلاء لا يطلق عليهم أئمة، وهم خطباء مكافأة، وهم يستعان بهم فى سد العجز فى الزوايا، وبالتالى فمنهم أزهرى، ومنهم غير أزهرى حاصلين على معاهد دعاة أو معاهد ثقافة مركزية. كذلك هم يمكن تسميتهم بخطباء يؤدون الخطبة نظير مكافأة، مشيرا إلى أنه عندما أصدر الوزير هذا القرار أعاد إلى الأزهر روحه الوسطية لبث الوسطية فى نفوس الناس، فقد حاول أن يبعد الأزهر عن الإرهابيين ومن يثيرون الفتن والقلاقل عند الناس ويحرضون على القتل وإسالة الدماء أو الدعاء على الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسى.

لكن أبو الخير يشير إلى أن الأزمة الكبرى ليست فى الدعاة أو خطباء المكافأة، لكنها فى أصحاب الزوايا الذين يتمسكون بآرائهم ويفتحون زواياهم للإخوان والسلفيين. كما طالب أجهزة الدولة بالتدخل لحماية الدعاة، وقال إن هذه القرارات ستؤدى إلى قيام السلفيين والإخوان بأعمال عنف، وهو ما يتطلب وجود قوات الجيش والشرطة بالقرب من هذه المساجد والزوايا، مؤكدا أن الإسكندرية قامت بحصر 305 خطباء من خطباء المكافأة الذين لا علاقة لهم بالأزهر استكمال الحصر، مضيفًا أن عدد الدعاة المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين رسميًا بالوزارة يصل إلى 2000 إمام فقط لا غير، وأنهم كانوا يستعينون بأنصار الجماعة لأداء الخطب واستغلال المساجد.

فى حين أكد مصدر قيادى بوزارة الأوقاف أن الوزارة نجحت فى التحكم بالمساجد الكبرى واستخدامها فى الحشد والتعبئة، وذلك بإبعاد خطباء ثبت تورطهم فى التعبئة بخطب حماسية مؤيدة للجماعة، وخرجت منها مظاهرات وشهدت أعمال عنف ويجرى استبدالهم فى الجمعة القادمة بآخرين يتحدثون بلسان الأزهر للتهدئة، وهو ما حدث فى مسجد المراغى بحلوان والرحمن بعين حلوان من اعتداء على الشيخ محمد عبد الظاهر وكيل مديرية أوقاف القاهرة، حيث تم ضربه ومحاصرته بالمسجد والاحتكاك بالشيخ أحمد البهى والهجوم عليه والاعتداء على الشيخ سالم عبد الجليل بمسجد الرحمن الرحيم بمدينة نصر. مشيرا إلى أن الوزارة بالتقصى عن خطباء الجماعة ومدى تورطهم فى التحريض لوقفهم عن الخطابة والتحقيق معهم، وكانت أبرز مديريات الوزارة التى شهدت مخالفات هى القاهرة والإسكندرية والجيزة والدقهلية.

ومن جانبه بادر وكيل أوقاف الدقهلية الشيخ صبرى عبادة باستدعاء خطباء خالفوا منهج الوزارة، وعقد معهم نقاشا فكريا لإقناعهم بالعدول عن فكر الإخوان، وبحضور الأهالى من رواد مساجدهم ومصالحة الطرفين مع الاتفاق كتابة على عدم مخالفة منهج الوزارة.

ومع ذلك تعانى الوزارة فى الفترة الحالية أيضا من عدم السيطرة على مساجد كل من محافظة مرسى مطروح وسيناء، حيث لا تتم تغطية منابرهما بالكامل من قبل أئمة الوزارة، ففى مديرية أوقاف شمال سيناء يوجد ما يقرب من 1024 مسجدًا تم ضمها إلى الوزارة، إضافة إلى 250 مسجدًا تحت الضم، ويجرى العمل على ضمها إلى الوزارة من مجموع هذه المساجد 792 مسجدًا حكوميًّا، إضافة إلى المساجد الأهلية التى تضم 261 خطيبًا غير معينين ويعملون بنظام خطب المكافأة، ويعانون من ضعف شديد فى الجانب العلمى والدعوى.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى