«تمرد» البحرينية تخدم أهداف إيران

قال سياسيون وحزبيون مصريون، تعليقًا على أداء المعارضة في البحرين، لا سيما حركة تمرد البحرينية، إن الحركة تختلف عن حركة تمرد المصرية، فالأولى تميل إلى العنف ومرتبطة بأهداف خارجية، خاصة الأهداف الشيعية متمثلة في إيران، مثلما كانت الولايات المتحدة وراء جماعة الإخوان.
وأضافوا أنه لا يمكن أن تستمد “حركة تمرد البحرينية” قوتها من الخارج وتجنح إلى العنف، وتكون مثل تمرد المصرية التي أرادت أن تحافظ على تماسك الدولة المصرية.
وقال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشورى السابق: “هناك اختلاف كبير بين حركة تمرد المصرية والبحرينية، فتمرد المصرية سلمية جاءت لتحريك المياه الراكدة لتستعيد مصر من جديد، وضد التدخلات الخارجية، وهي ضد العنف، أما تمرد البحرينية فهي تميل إلى العنف ومرتبطة بأهداف خارجية، أهداف شيعية متمثلة في إيران، مثلما كانت أمريكا وراء الإخوان.. ولا يمكن أن تكون تستمد قوتها من الخارج وتجنح إلى العنف، وتكون مثل تمرد المصرية التي أرادت ان تحافظ على تماسك الدولة المصرية”، على حد قوله.
وأضاف: “تمرد المصرية ضد المد الشيعي في مصر عكس تمرد البحرينية الآن، فهدفها هدم استقرار الدولة البحرينية، وما تم جريانه على الأراضي العربية خلال الفترات السابقة هو مخطط صهيوني لتقسيم الشرق الأوسط، فأي حركة ضد استقرار الدول أنظر إليه نظرة مختلفة”، على حد تعبيره.
وأوضح الشهابي، في تصريحه لـ”بوابة الشروق”، أن “الاعتداء على مسجد الشيخ عيسى بمنطقة الرفاع، لا يجوز شرعًا، ويندرج تحت إطار الإرهاب، وأن حركة تمرد البحرينية تعمل ضد الشعب ولابد من تطبيق القانون عليها. وأن هذا النموذج يعمل على التخريب والترويع وحرق المنشآت، ولابد من مواجهته وكل قوى المجتمع بكل قوة وحسم”.
وتابع: “المعارضة في المقام الأول سياسية تهدف إلى تقديم حلول وتخوض الانتخابات ويكون لها ممثلين من خلال الصندوق الانتخابي، أما من تحمل السلاح ليست سياسية وإنما إرهابية، فالسياسي يشتغل ببرنامجه وبحجة ولا يرفع سلاحه أبدًا، الحوار مع السياسي وليس مع الإرهابي، لأنه (يتمسكن إلى أن يتمكن) ولابد من التعامل معه بالقانون”، على حد زعمه.
من جانبه، قال الدكتور صلاح الصايغ، نائب رئيس حزب الوفد وعضو مجلس الشعب السابق وعضو جبهة الإنقاذ، إن “حركة تمرد المصرية قامت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير وضد نظام الفصيل الواحد وجماعة الإخوان التي تحكم من وراء ستار من خلال مندوبها في الرئاسة محمد مرسى، ولتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة جاءت حركة تمرد ولاقت قبولاً كبيرًا في الساحة السياسية بجميع توجهاتها اليسارية والليبرالية والشبابية، باستثناء الإسلام السياسي، وبالطبع هم أقلية، والشعب المصري بالفطرة وطبيعة الحال مسلم ومرجعيته الأزهر والدين الوسطي، وانتقلت العدوى إلى تونس”، حسب قوله.
وأضاف في تصريح لـ”بوابة الشروق”: “في البحرين، هناك حركة تمرد ولكن الوضع يختلف تمامًا، ففي البحرين المذهب الشيعي في مواجهة المذهب السني، والمذهب الشيعي جزء من أطماع دولة الفرس التي تريد أن تهيمن وتصدر المذهب إلى باقي الدول العربية، وفشلت في مصر، وهم يريدون الاستيلاء على الحكم وإنهاء الحكم الملكي في البحرين، وهي لا يجانبها الصواب ولا يحالفها النجاح، وهناك نظام ملكي وتوزيع ثروة وتوزيع مناصب، الملك حمد بن عيسى نظامه مستقر، ولا يوجد مشاكل، والشيعة الموالين لإيران يريدون فرض المذهب الشيعي في البحرين، فما هي أجندتهم وما هي مطالبهم؟؟ لكي نعرف هل مشروعة أم لا؟ يريدون الهيمنة وزعزعة الاستقرار ولهم أطماع من إيران، وهذه الحركة جزء من الهلال الشيعي في إيران”، على حد زعمه.
ومضى يقول: “قلبي مع الملك حمد بن عيسى وأؤيده تمامًا في حربه أو مواجهته أو صراعه مع الشيعة، الذين ولاءهم المذهبي لإيران وأطماع الفرس في المنطقة العربية، والانتقام من العرب والاستيلاء على الدول العربية وخاصة في منطقة الخليج، وهناك أموال يتم دفعها من وراء الستار. أعتقد أن الخيارات مفتوحة لملك البحرين للمواجهة القوية والحاسمة، ومواجهة التحرك الشيعي، فهي حركة شيعية من وراء ستار، يمكن إحداث تغيير وتحقيق مطالب شبابية وإنعاش المعيشة ولكن الملك في تحدٍ كبير مع هذا التيار الشيعي المجرم”، حسب وصفه.
وقال الصايغ، في تصريحات لـ”بوابة الشروق”: “أنصحهم بالتخلي عن العنف وعن المواجهة المسلحة، وأن يكونوا جماعة معارضة وطنية حتى النخاع، تريد تشكيل حكم ليس هناك مشكلة ولكن تحت الولاء البحريني، وليس ولاء الشيعة الفارسية ووفق أجندة خارجية.. كانت هناك فرص للحوار البحريني من خلال السلطة والأسرة الحاكمة، لكن إذا كانوا يريدون فرض أجندتهم فهذا أمر مرفوض. وأنا كنت في مؤتمر في فرنسا وعرفت ما يصبو إليه الشيعة الإيرانية من السيطرة على دول الخليج، فإذا كانت هناك معارضة حقيقة عليها أن تتخلى عن العنف وتجلس على مائدة الحوار”، حسب قوله.
وأوضح مجدي المعصراوي، نائب رئيس حزب الكرامة الناصري وعضو مجلس الشورى السابق، قائلاً: “مبدئيًا وبشكل عام، وبصرف النظر عن حركات التمرد في الدنيا، أنا مع حق الشعب العربي في التعبير عن رأيه سلميًا، وإيصال مطالبه المشروعة والتي تخص الأمور الحياتية، ومن يستخدم العنف أيًا كان فهو ليس بثوري وليس بوطني إطلاقًا وإنما بلطجيًا”.
وأضاف: “هناك قواسم مشتركة ما بين كل حركات التمرد، فهي نوع من الاحتجاج على عدم تنفيذ المطالب تجاه السلطات؛ فتمرد المصرية والتونسية هم شباب أقل من 30 سنة، وهم أجيال جديدة، أنا لا أحب أن يكون هناك حساسية في الأمور كل الناس مواطنين (شيعة أو سنة)، مواطنين وحكام، لا أفضل أن يكون الوضع مواجهة عنيفة بينهما”، حسب قوله.
وتابع المعصراوي: “هناك اختلاف بين الحركات حسب خصوصيتها، فحركة تمرد في البحرين لا تطالب برحيل الحاكم بل تطلب المشاركة في الحكم، وأنا ضد استخدام العنف أيًا كان المصدر، والعنف إذا استخدم من أي جهة فأنا ضده، لابد من حوار جاد بين جميع الأطراف، وأن تفتح صفحة للحوار وأن تستخدم كل الوسائل المشروعة في التصعيد بالوسائل السلمية، وحقها أن تشارك في الحكم”، على حد تعبيره.
الشروق