دوري بلا دوري

37

 

محمد يحيى يكتب: بعد مرور ثلاثة أسابيع من مسابقة الدورى الممتاز بشكلها الجديد، لم نشعر بأن هناك جديداً باستثناء إذاعة المباريات على شاشات الفضائيات، وكلما شاهدت مباراة فى الدورى أشعر وكأننى أشاهد مباراة ودية استعداداً لانطلاق الدورى.

ولا أقصد هنا ضعف الأداء فقط، لأنه أمر منطقى أن يتأثر أداء اللاعبين بعد غياب عام كامل عن ممارسة النشاط، ولكننى أقصد الجانب الاقتصادى، فجميع الأندية كانت تصرخ لإقامة بطولة الدورى حتى تخرج من أزماتها المالية، ومواجهة شبح الإفلاس لغياب عقود الرعاية الإعلانية التى تدر الملايين على الأندية واللاعبين.

فغالبية أندية الدورى لا تملك، حتى الآن، وبعد مرور 3 أسابيع على الدورى، عقود رعاية إعلانية، باستثناء الأهلى، الذى خدمته الظروف بتوقيعه عقد رعاية طويل الأمد فى الموسم الماضى، بالإضافة إلى الإسماعيلى الذى تعاقد مؤخراً مع شركة يملكها محمود الخطيب، نائب رئيس الأهلى، بمقابل مادى هزيل لا يليق باسم النادى الإسماعيلى أيضاً، أما بقية الأندية فما زالت تعانى نفس الأزمة، بل وزادت عليها أعباء السفر وحجز الفنادق للمعسكرات قبل المباريات.

ويضاف إلى ما سبق أن مسابقة الدورى فقدت بريقها لثلاثة أسباب رئيسية؛ الأول هو هجرة النجوم أمثال محمد أبوتريكة ومحمد ناجى «جدو» وأحمد فتحى، ومن قبلهم «شيكابالا»، فضلاً عن تسريح الفرق الأخرى للاعبيها مثل الشرطة الذى وافق على رحيل 7 لاعبين، ووادى دجلة الذى رحل عنه 22 لاعباً دفعة واحدة، والإسماعيلى 14 لاعباً، وحرس الحدود 11 لاعباً، وغيرهم وغيرهم.

أما السبب الثانى فهو غياب الجمهور عن الملاعب وهو الذى يمثل العصب الحقيقى لكرة القدم المصرية وباعث المنافسة بين الأندية، وإغراء المعلنين بالتنافس على طلبات شراء حقوق الرعاية، وهو أيضاً مقياس الشعبية الذى يحدد قيمة هذا النادى أو ذاك.

ويتمثل السبب الثالث فى عدم الشعور بعدم انطلاق الدورى حتى الآن فى نظام المسابقة الحالى القائم على مجموعتين وأبعد تلاقى الكبار مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى، وهو ما يفقد المسابقة بريقها الحقيقى، لكون مواجهة الأهلى مع الزمالك «صراعاً أزلياً» يأتى ضمن أقوى «ديربيات» العالم، فى حين أن مباراة القلعة الحمراء مع الدراويش دائماً ما تمثل وجبة كروية دسمة فى فنون الكرة من الطرفين.

وأرى أن النظام الجديد للمسابقة، فى حال استمراره لمواسم مقبلة، سيصيب الكرة المصرية بالعقم، وأكرر أنه لا يختلف عن نظام المباريات الودية سوى فى إذاعتها على الهواء مباشرة، حتى إن الأخيرة تكون مذاعة فى بعض الأوقات.

وبالنسبة لمن يردد أن قيمة البث الفضائى ستحل مشاكل الأندية، أقول لهم إن تلك «أكذوبة» تدور فى جميع دول العالم ولا أساس لها من الصحة، فالمستفيد الوحيد من البث الفضائى هى أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى إلى حد ما، أما بقية الفرق فستظل تعانى لأن نسبتها محدودة من قيمة عقود البث، لكون عدد المباريات التى تذاع لها على شاشات الفضائيات محدودة أيضاً.

وأحذر من أن استمرار مسابقة الدورى بشكلها الحالى سيضرب الكرة المصرية فى مقتل، ويهدد الأندية، بمختلف قوتها، بالانهيار، ولنا عبرة فيما حدث من انفجار «لاعبين» داخل نادٍ عريق بحجم الزمالك الذى رفض لاعبوه، منذ أيام، التدريب لعدم حصولهم على مستحقاتهم، وهو ما سيحدث داخل بقية الأندية قريباً، لكونهم أيضاً لا يملكون سداد مستحقات لاعبيهم.

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى