الأخبار

خريطة الجماعات الإرهابية فـى سيناء

3

 

على الرغم من قلة التعداد السكانى لشبه جزيرة سيناء فإن التيارات الدينية فيها تتنوع ولا تتناسب مع حجم المحافظة، وهو ما جعل هذه المحافظة الصغيرة مأربا ومقصدا لكل الأفكار ذات الطابع المتشدد، وصارت تمثل خطرا ليس على مصر وحدها بل على المنطقة كلها.

وإذا كانت سيناء هى أرض الفيروز، فإنها على النقيض اجتمعت فيها كل الفصائل المتشددة، خصوصا من المنتمين إلى جماعة الإخوان، وكذلك التيار السلفى باختلاف أنواعه، على عكس الجماعة الإسلامية التى ليس لها أى وجود على الإطلاق فى سيناء، وقد حاولت عدة مرات أن يكون لها وجود فى سيناء فى فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، إلا أنها فشلت فى ذلك، حيث كان الأمن عائقا أمام ذلك، ومجهضا لأى محاولة لوجودها هناك. وعلى صغر حجم سيناء تعددت فيها التيارات ذات الطابع المتشدد، التى ترى الجهاد المسلح ضد الدولة وتحمل الفكر التكفيرى، وإن كانت تجمع بين هذه الكيانات روابط كثيرة مشتركة أهمها التكفير والرغبة فى تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل فورى ومباشر، ورفض كل وسائل الديمقراطية الحديثة وعدم المشاركة فيها.

انتقال الأفكار المتشددة إلى سيناء جاء نظرا لطبيعتها المميزة من حيث العزلة عن مصر وتراخى القبضة الأمنية، نظرا للإهمال المتعمد من قبل نظام مبارك لسيناء، كما أن الطبيعة الجغرافية والديموجرافية لسيناء من حيث السكان والتضاريس أسهمت بقوة فى وجود الأفكار المتشددة، حيث تسمح الجبال بالاختفاء عن الأمن والطبيعة الصحراوية تساعد على تبنى الأفكار المتشددة، كما لا يمكن إهمال أن مجاورة سيناء لإسرائيل وحماس أيضا كان لها التأثير فى هذا الوجود.

الفكر التكفيرى نشأ سرًّا: تعذيب المعتقلين الإسلاميين فى سجون عبد الناصر دفعهم إلى تبنى فكر تكفير المجتمع

نشأ الفكر التكفيرى بمفهومه الحديث فى منتصف الستينيات وتحديدا فى عام 65 خلال الفترة الناصرية التى قامت بحملات اعتقال واسعة فى صفوف الإخوان، ومن خلال التعذيب البدنى الذين تعرضوا له جعلهم يتبنون فكرة التكفير، خصوصا على يد على إسماعيل الذى وضع أسس وفكر الجماعة، إلا أنه تراجع عنها فى الوقت الذى كان فيه أحد أتباعه الشاب الإخوانى شكرى مصطفى، والذى مورس ضده تعذيب شديد لتتم مبايعته من قبل أنصار هذا الفكر ليصبح أميرا لها.

عقب الإفراج عن شكرى مصطفى عام 71 بدأ ينشر فكره التكفيرى ليصعد أكثر من لغة متشددة، فلم يقف عند تكفير الحاكم، بل وصل إلى تكفير المجتمع كله، ومع المطاردات الأمنية اضطر إلى الهرب فى الجبال، وكانت الجريمة الأكبر فى تاريخهم هى قتل وزير الأوقاف الشيخ الذهبى فى عام 77 وحكم على شكرى مصطفى و4 من قادة الفكر بالإعدام، لكن مع إعدام قادة التنظيم لم ينته الفكر بل استمروا فى العمل وإن كان بشكل أكثر سرية.

ملامح الفكر التكفيرى..بكر: الجماعات التكفيرية الموجودة بسيناء تعتمد على قاعدة «من لم يكفِّر الكافر فهو كافر»

فى هذا الجانب يرى على بكر، الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الجماعات التكفيرية الموجودة بسيناء تعتمد فى فكرها على قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن ثم فمن لم يحكم بكتاب الله فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر مثله، ومن يوافق عليه أو يتبعه يلحق به الحكم أيضا، ولذا كانت تكفر الرئيس المعزول محمد مرسى، لأنه لم يحكم بما أنزل الله على الرغم من كونه ينتمى إلى التيار الإسلامى.

وقد جعلت الجماعات التكفيرية فى سيناء من فكر شكرى مصطفى وهو المرجعية الفكرية لهم إضافة إلى الفهم الخاطئ لبعض ما كتبه الشيخ محمد عبد الوهاب أو سيد قطب. لكن فى ذات الوقت، يرى الباحث أن الفكر التكفيرى هو فكر انشطارى، فكل جماعة تنشق عن نفسها وتخرج منها جماعات تكفيرية أخرى سرعان ما تنشق هى الأخرى حتى يصل الأمر إلى أن يصبح شخص واحد يرى نفسه أنه هو على الصواب والباقين كفار.

الباحث يضيف أن الجماعات التكفيرية لا ترى غضاضة فى استهداف المدنيين لكونهم كفارا أو الاستيلاء على أموالهم لأنها أموال كفار، فهى غنيمة لهم، كما أن هناك بعض الأطعمة ذات الروح لا يأكلونها، لأنها باعتبار وصفهم ذبائح غير مزكاة ولم يذكر عليها اسم الله فلا يحل أكلها إذا لم يقوموا هم بذبحها بأنفسهم.

بكر يشير إلى أن الكيانات التكفيرية والمتشددة فى سيناء ليست بالسهولة التى يمكن السيطرة عليها أو القضاء عليها سريعا، حيث إن الفترة الماضية مهدت لهذه الكيانات أن تقوى من وضعها وتعد العدة لمشروعها الفكرى المتمثل فى إقامة الدولة الإسلامية وما يلزم ذلك من مواجهة مع الحكومات الظالمة والكافرة، بحسب وصفها، أو محاربة الكيان الصهيونى وتوجيه ضربات له بصفه مستمرة.

الجماعات التكفيرية فى سيناء.. كنز استراتيجى للقاعدة

باستثناء جماعة أنصار الجهاد التى بايعت الظواهرى.. لا ترتبط الجماعات المسلحة السيناوية بالقاعدة إلا فكريًّا فقط

لا شك أن الخسارة المدوية للتيار الإسلامى فى الحكم، بعد أقل من عام واحد فقط على اعتلائه سدة السلطة، قد منح ذلك مسوغًا مقبولًا بالنسبة إلى الجماعات التكفيرية والجهادية بسيناء بأن ما تفعله وما تعتنقه من أفكار مرتبطة بالكفر هو الصواب، وأنه لا طائل من ورائها وأن الحل فى الوصول إلى الدولة الإسلامية المنشودة لن يأتى عبر صناديق الاقتراع أو بوابات الديمقراطية. ومن ثَم فإن ما حدث فى 30 يونيو عاد بمكاسب فكرية وعقدية على تلك الجماعات ورسّخت لديها صدق ما تؤمن به، حتى ولو أسفر عن وجه إرهابى قبيح.

ولعل دعوات تنظيم القاعدة المتتالية للفصائل الإسلامية ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع، خصوصًا تنظيمات سيناء المسلحة برفض فكرة الديمقراطية والبحث عن وسائل أخرى من وجهة نظرهم، قد تكون مشروعة ومستقاة من الشرع الحنيف بالنسبة إليهم، وذلك بزعم أن الديمقراطية مفهوم غربى يعادى الإسلام، وكذلك كل وسائله من انتخابات برلمانية أو رئاسية أو غيرهما، فمن ثَم هم لا يقرّونها ولا يعترفون بها ولا يشاركون فيها.

بينما يتفق فى هذا الأمر معظم الفصائل فى سيناء، إذ توجد قواسم مشتركة بينها وبين تنظيم القاعدة، لكن يجدر القول هنا إنه لا توجد ثمة أى ارتباط تنظيمى بين التيارات الإسلامية المتشددة فى سيناء وبين تنظيم القاعدة، اللهم إلا الارتباط الفكرى والتوحّد فى الهدف والمطلب وكذلك الآليات والوسائل. وهذا يندرج على كل التيارات باستثناء جماعة أنصار الجهاد، والتى تعد أحد أذرع تنظيم القاعة المنتشرة فى المنطقة العربية، لا سيما العراق والشام، حيث ظهر هذا التنظيم بقوة عقب ثورة 25 يناير، حيث أعلنوا ولاءهم ومبايعتهم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى فى بيان صدر فى 23-1-2012، جاء فيه «إلى أميرنا الحبيب وشيخنا المفضال أبى محمد أيمن الظواهرى حفظك الله ونصرك وأعانك.. من جنودك فى سيناء الحبيبة فى أرض الكنانة نبايعك على السمع والطاعة فى المنشط والمكره والعسر واليسر فارم بنا حيث شئت فلن ترى ولن تسمع منا إلا ما تقر بها عينك وتشفى بها صدرك فلن نقر ولن نستسلم إلا على آخر قطرة من دمنا فى سبيل الله وحتى يحكم الإسلام.. واختتم البيان بتوقيع جندكم فى جماعة أنصار الجهاد فى سيناء».

فى المقابل، نجح زعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهرى فى استثمار الحدث جيدًا وكان من الذكاء أن يخرج هذه الأيام بالتسجيل الصوتى ليثبت صحة أفكاره وفساد رأى الآخرين ويحفّز التيارات الجهادية فى مصر على مواصلة الطريق والضغط بالمزيد من العمليات ضد النظام القائم، ولعل ظهور الظواهرى الآن ليبعث برسالة أخرى إلى معتنقى أفكاره بأنه يتابعهم ويوجههم، ومن ثَم يتطلب الأمران أن يدينوا له بالولاء والطاعة وينضموا إلى لواء القاعدة تنظيميًّا كما انضموا إليها فكريًّا.

كيف انتقل التشدد إلى سيناء؟

حبيب: اختاروها لمتاخمتها لإسرائيل مما يبرر لهم أفعالهم

يرى الباحث المتخصص فى الحركات الإسلامية الدكتور كمال حبيب أن سبب انتشار الفكر التكفيرى والجهادى فى سيناء بصورة قوية يرجع إلى كون سيناء منطقة بعيدة عن سلطة الدولة، وحين تغيب الدولة يتعاظم الفكر التكفيرى على اعتبار أنه فكر فوضوى يرفض فكرة السلطة، ولكون سيناء تقوم على الأعراف القبلية، فهى تقترب أكثر من المزاج التكفيرى.

ويؤكد حبيب أن الفكر التكفيرى ينتشر أكثر فى وقت الأزمات، ضاربا المثل بما حدث أعقاب ثورة 25 يناير، معتبرا أن هذا الفكر فى حد ذاته هو فكر احتجاجى، ومن ثم فإنه ينتعش فى ظل وجود نظم لا تستند إلى الشرعية وفى مساحات الفقر والبطالة والجهل كنوع من الاحتجاج الاقتصادى، مضيفا أن متاخمة سيناء لإسرائيل برر لها وجود مسؤولية عليها وهى مقاومة الكيان الصهيونى. كما يشير إلى أن تقسيم هذا الكيان (الناس) إلى ديار كفر وديار إسلام تتطلب منه إنشاء دارا للإسلام للإقامة فيها.

أما أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، الدكتور ناجح إبراهيم، صاحب مبادرة وقف العنف، يرجع انتشار مثل هذه الأفكار المتشددة إلى غياب الأمن فى مصر وفى سيناء بصفة خاصة، حيث أوضح أن سيناء بعد الثورة انفصلت تماما عن مصر، وهذا كان متوقعا وكل من له رؤية ودراية بالأمر، يعلم أن هذه الحوادث كانت متوقعة، فاقتحام قسم العريش وخطف ضباط الشرطة ولم يثر قضيتهم أحد وسرقة مدرعة وقتل ضابط وشاويش بها وقتل 9 مجندين وخطف سياح إيطاليين وجعلهم رهائن، وتفجير خط الغاز أكثر من 29 مرة، معظمها لم يعلن عنه واحتجاز قوات طوارئ دولية، وفى كل هذا الدولة تستجيب لطلباتهم، فضلا عما يحدث من تهريب للمخدرات والتجارة فى الأسلحة والأعضاء البشرية.

وتابع إبراهيم أنه عقب الثورة بدأ فكر التكفير ينتشر فى سيناء وأصبح له قادة وقواعد، وتصدر عنه بيانات ومع غياب الرشد فى الدعوة والتكفير السياسى والتخوين والاستقطاب، كما أن انشغال التيارات الإسلامية بالعمل السياسى على حساب الدعوة وتنمية الفكر الصحيح أدى إلى اعتناق مثل هذه الأفكار وظهورها بقوة.

كما أكد إبراهيم أن الفكر التكفيرى والمتشدد غالبا ما ينمو فى المناطق التى يوجد بها جفاء ومن ثم وجوده فى سيناء كان بسبب البيئة البدوية الجافة، وهذا مصداقا لقوله تعالى «الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم» (سورة التوبة)، ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من سكن البادية جفا»، ولذا فإن الجفاء هو عامل مساعد لفكر التكفير بما فيه من قساوة وغلظة، كما أن الجهل ساعد أيضا على نمو هذا الفكر.

واستبعد إبراهيم أن يكون لإسرائيل دور فى نشوء هذه الحركات قائلا: «هذا الكلام غير علمى وليس له أسانيد فهو كلام مرسل ولو كانت إسرائيل تقف خلفها لم يكونوا ليذهبوا إلى إسرائيل رغبة فى تنفيذ عمليات مسلحة ضدها فهذه الجماعات معروفة وفكرها معروف أيضا»، لكن فى ذات الوقت لم ينكر إبراهيم أن هناك اتصالا بين هذه الجماعات فى سيناء بنظرائها فى فلسطين، خصوصا أنه تجمع بينهم صلات نسب ومصاهرة ومصالح.

أخطر 8 جماعات مسلحة

«التوحيد والجهاد» نفذت عمليتى طابا ودهب.. و«جند الإسلام» تبنّت تفجير مبنى المخابرات

التنظيمات المصرية تتفق مع القاعدة على أن الديمقراطية لا تمثّل الشرع.. و30 يونيو رسّخ حتمية النهج الإرهابى لديها

1- مجلس شورى المجاهدين

ظهر هذا الكيان بالقرب من الحدود المتاخمة مع غزة ويضم مصريين وعربا، ويتخذ من شمال سيناء مقرا له، حيث أعلن هذا الكيان عن وجوده فى سيناء من خلال مقطع فيديو تم بثه على «اليوتيوب» فى يوليو 2011 أكد فيه عزمه على خوض حرب استشهادية واستنزافية ضد العدو الإسرائيلى وفتح عدد من جبهات القتال ضده تنطلق من سيناء. كما بث التنظيم بيانا مصورا أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم الذى أسفر عن مقتل إسرائيلى، وقد ظهروا وهم يرتدون ملابس عسكرية، ويختارون دورية عسكرية إسرائيلية هدفا لهم.

2- «التوحيد والجهاد»

هو تنظيم جهادى متطرف شديد العنف، يقترب إلى الفكر التكفيرى أكثر من اقترابه من الفكر السلفى الذى تعتقده معظم التيارات الجهادية الموجودة أسس هذا الكيان فى عام 2002 على يد طبيب أسنان من العريش يدعى خالد مساعيد وآخر اسمه خميس الملاحى، وقد لقى الأول مصرعه على يد قوات الشرطة فى سبتمبر عام 2005.

فى عام 2005 أطلقت هذه الجماعة على نفسها مسمى القاعدة والجهاد، وهذا التنظيم هو الذى قام بتفجيرات سيناء الشهيرة، والمعروفة إعلاميّا باسم تفجيرات طابا وشرم الشيخ فى 2004 و2006 ودعت إلى إقامة إمارة إسلامية فى سيناء كما أنه تربطها علاقة فكرية بتنظيم القاعدة.

كما تعتبر هذه الجماعة على صلة قوية ببعض الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، حيث إن عناصره تعبر الأنفاق لكى تتدرب على السلاح والمتفجرات فى قطاع غزة، كما أن هناك عددا قليلا من الفلسطينيين كانوا ينضمون إلى التنظيم، وهم الذين قاموا بتدريب أفراده على استخدام المتفجرات، وتتخذ هذه الجماعة من جبال سيناء وبعض المناطق فى قطاع غزة مأوى لها وتتواصل مع جيش الإسلام الحر الموجود بقطاع غزة.

وقد ضلع هذا الكيان فى الكثير من التفجيرات التى وقعت فى سيناء منها طابا فى 2004 ودهب فى 2005، وقد ألقى الأمن القبض على عديد من عناصر التنظيم وحكم على عدد منهم بالإعدام، ثم عادت هذه الجماعة للعمل مرة أخرى عقب ثورة 25 يناير، وينسب إليها خطف 25 خبيرا صينيا بوسط سيناء على خلفية المطالبة بالإفراج عن عدد من أتباع التنظيم ما زالوا فى السجن.

3- «السلفية الجهادية»

كان من الأولى إطلاق مسمى تيار السلفية الجهادية، إذ يندرج تحت المسمى الكثير من الكيانات والأشخاص، إذ يعد هذا الكيان هو الفرع المصرى لتنظيم القاعدة، ويدين بالولاء للدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، إلا أنه لا يوجد ثمة ارتباط تنظيمى بالقاعدة الأم، ويتخذ هذا الكيان من شمال سيناء مركزا له، ويعتبر هذا الكيان الجهاد هو فريضة مطلوبة من أجل إقامة الدولة إسلامية والخلافة من مصر لتنطلق إلى باقى الدول، ومن المؤكد ضلوع هذا الكيان فى تفجيرات خطوط أنابيب الغاز إلى إسرائيل.

وترتبط فكرة الجهاد عند هذا الكيان بالقضية الفلسطينية أساسا ووجوب قتال اليهود وإخراجهم من فلسطين، وقد حدث تطور لهذا الفكر، إذ دعا إلى تكوين إمارة إسلامية لتكون نواة لعودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى.

4- تنظيم «أكناف بيت المقدس»

ويعد هذا التنظيم ذا توجه سلفى جهادى يسعى فى المقام الأول إلى تهديد أمن إسرائيل من خلال تفجير خطوط الغاز المتجهة من مصر إلى إسرائيل، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل من داخل سيناء، ويتكون هذا التنظيم من مصريين وله امتداد فى فلسطين وينتمى غالبية أعضائه إلى فكر القاعدة. وأفادت بعض التقارير أن هناك جهات داعمة لهذا الكيان من فلسطين من خلال مده بالسلاح والمال والتدريب لتوجيه أكبر قدر من العمليات ضد إسرائيل.

5- «أنصار الجهاد»

كيان لا يتجاوز عدده الـ100 شخص تقريبا، وتم إطلاق هذا المسمى عليه لكونه يحمل الراية السوداء المكتوب عليها شهادة التوحيد، على اعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحملها، وتقوم أفكار هذه الجماعة على تكفير الحاكم وكل أفراد نظامه الذين لا يطبقون الشريعة الإسلامية، وكذلك تكفير كل من له يد فى ذلك مثل مجلس الشعب والشورى ممن يشرع من دون الله بحسب فهمهم، وعرفت هذه الجماعة من خلال قيامها بقتل أحد رجال الأمن بالعريش، وألقى القبض على معظم أتباعها. وتعتنق هذه الجماعة أيضا الفكر القائم على تكفير من لم يحكم بالشريعة وانسحاب الحكم على كل من يؤيده ويسانده على ذلك.

وتعتبر هذه الجماعة أحد أذرع تنظيم القاعدة المنتشرة فى المنطقة العربية لا سيما العراق والشام، حيث ظهر هذا التنظيم بقوة عقب ثورة 25 يناير، حيث أعلنوا ولاءهم ومبايعتهم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى فى بيان صدر فى 23/1/2012 جاء فيه «إلى أميرنا الحبيب وشيخنا المفضال أبى محمد أيمن الظواهرى حفظك الله ونصرك وأعانك من جنودك فى سيناء الحبيبة فى أرض الكنانة نبايعك على السمع والطاعة فى المنشط والمكره والعسر واليسر، فارم بنا حيث شئت، فلن ترى ولن تسمع منا إلا ما تقر بها عينك وتشفى بها صدرك، فلن نقر ولن نستسلم إلا على آخر قطرة من دمنا فى سبيل الله وحتى يحكم الإسلام»، واختتم البيان بتوقيع جندكم فى جماعة أنصار الجهاد فى سيناء.

أنصار الجهاد مثل غيرهم يسعون إلى إقامة إمارة إسلامية فى سيناء، وتكون الشريعة هى مصدر التشريع الوحيد لهم، ومن ثم فهم يطالبون بطرد قوات الجيش والشرطة من شمال سيناء والضغط على الحكومة المصرية لكى تلغى اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الإسرائيلى والتدخل لفك الحصار عن غزة.

وأشارت بعض التقارير الأمنية إلى أن هناك تواصلا بين أنصار الجهاد فى سيناء والجيش الإسلامى الحر فى غزة، حيث يتكون التنظيم من مصريين من أبناء سيناء وغيرهم من المحافظات المصرية، إضافة إلى وجود بعض العناصر السابقة من تنظيم الجهاد الذين خرجوا من السجون فى أحداث ثورة يناير مع التنظيم.

تبنى أنصار الجهاد فى سيناء عمليات التفجيرات المتتالية لخط الغاز المؤدى إلى إسرائيل عبر محافظة شمال سيناء، وكذلك تفجير إيلات الأخير فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والتى قتل فيها 8 جنود إسرائيليين فى أغسطس الماضى، كما حاول التنظيمُ تدمير وحرق قسم شرطة ثانى العريش 19، وكذلك قام التنظيم بقتل ضابط شرطة بالسياحة، وشرطى آخر أمام مسجد الإسكندرية بالعريش.

6- «التكفير والهجرة»

انتقل فكر مؤسس الجماعة شكرى مصطفى والقائم على تكفير المجتمع إلى سيناء عن طريق بعض أتباعه الذين خرجوا من السجن، فى حين يرى بعض المراقبين أن جماعة التوحيد والجهاد هى البديل لهذه الجماعة فى سيناء وتحمل نفس أفكارها مع اختلاف المسميات.

7- «الرايات السود»

كيان لا يتجاوز عدده الـ100 شخص تقريبا، وتم إطلاق هذا المسمى عليه لكونه يحمل الراية السوداء المكتوب عليها شهادة التوحيد، على اعتبار أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحملها، وتقوم أفكار هذه الجماعة على تكفير الحاكم وكل أفراد نظامه الذين لا يطبقون الشريعة الإسلامية، وكذلك تكفير كل من له يد فى ذلك مثل مجلس الشعب والشورى ممن يشرع من دون الله بحسب فهمهم، وعرفت هذه الجماعة من خلال قيامها بقتل أحد رجال الأمن بالعريش، وألقى القبض على معظم أتباعها. وتعتنق هذه الجماعة أيضا الفكر القائم على تكفير من لم يحكم بالشريعة وانسحاب الحكم على كل من يؤيده ويسانده على ذلك.

8- «جند الإسلام»

هذه الجماعة لم يكن لها أى وجود من قبل فى سيناء إلا من خلال العملية الأخيرة التى قامت بتنفيذها وأعلنت عن ذلك فى بيان رسمى لها وهى استهداف مقر المخابرات الحربية فى سيناء وإن كانت الدلائل تشير إلى ثمة ارتباط بين جماعة جيش الإسلام الموجودة بسيناء ونظيرها فى سوريا والذى يضم عددا من الكتائب المسلحة.

عمليات حصد أرواح المصريين مستمرة

باحث بمركز الأهرام: العملية العسكرية فى سيناء ليست سهلة كما نتوقع لصعوبة التضاريس

عدد من العمليات الإرهابية التى وقعت فى سيناء خلال الفترة الماضية، وكان من أبرز هذه العمليات حادثة طابا ونويبع فى 24/10/2004، حيث وقعت 3 تفجيرات متزامنة استهدفت فندق الهيلتون ومعسكر دار القمر ومخيم البادية، وأسفرت الحادثة عن مقتل 34 شخصا وإصابة 95 آخرين، وجاءت بعدها حادثة شرم الشيخ فى 23/7/2005 حيث وقعت أيضا 3 تفجيرات متزامنة استهدفت السوق التجارية وساحة انتظار السيارات بخليج نعمة وفندق غزالة، وقد أسفرت الحادثة عن مقتل 73 شخصا وإصابة 144 آخرين، وفى العام التالى تحديدا فى 24/4/2006 وقعت حادثة دهب، حيث وقعت 3 تفجيرات استهدفت منطقة المبسط وكافتيريا علاء الدين وشارع البازارات، وأسفرت الحادثة عن مقتل 23 شخصا وإصابة 85 آخرين.

كما وقعت حادثة بنك الإسكندرية بالعريش فى 22/6/2010 والتى أسفرت عن مقتل ضابط وشرطى وإصابة مجندين، أيضا حادثة استهداف قسم شرطة ثانى العريش فى 29/7/2011 والذى أسفر عن مقتل ضابط وشرطى وضابط بالقوات المسلحة وإصابة عدد من جنود الشرطة والجيش، ثم جاءت حادثة معبر كرم سالم فى 5/8/2012 والتى أسفرت عن مقتل 16 مجندا من الجيش وإصابة 7 آخرين فى أثناء تناولهم الإفطار فى شهر رمضان.

ويعد كمين الريسة بالعريش من أكثر الأماكن التى تعرضت للهجوم، حيث وصل الهجوم عليه إلى ما يقرب من 40 مرة كان آخرها 16/9/2013 بين وقوع حالات قتل وإصابات، وفى 19 اغسطس 2013 قتل 25 مجندا فى أثناء سيرهم فى طريق العريش رفح وهم يستقلون سيارة ميكروباص، وفى 11/9/2013 نفذت مجموعة هجوما انتحاريا على مقر المخابرات الحربية بشمال سيناء أسفر عن وقوع 6 قتلى من الجنود وسقوط أكثر من 17 مصابا بينهم مدنيون وثلاث سيدات.

يرى على بكر، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العمليات العسكرية فى سيناء ليست سهلة كما يتوقعها البعض، بل إنها فى غاية الصعوبة نظرا لمساحة سيناء الشاسعة وصعوبة تضاريسها، خصوصا فى المناطق التى يختبئ فيها أعضاء التنظيمات المسلحة، كما أن صعوبة تحديد الأشخاص المطلوبين وأماكن وجودهم نظرا لتحركاتهم المستمرة. واعتبر الباحث أن العمليات النوعية التى يقوم بها التنظيم والأسلحة المضبوطة ونوعيتها أظهرت بقوة ضخامة مصادر التمويل لهذه التنظيمات وقوة تدريبهم.

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى