أحمد عكاشة: من سُجن ولو لبضعة أشهر لا يصلح لتولى أى سلطة

هل يؤثر السجن على شخصية الإنسان سواء كان سجيناً أو سجاناً؟.. سؤال طرحه بحث أمريكى أجرته مجموعة من الباحثين فى جامعة كاليفورنيا، انتهى إلى أن الشخص الذى سُجن ولو لبضعة أشهر لا يصلح لتولى أى سلطة أو اتخاذ أى قرار يرتبط بمصير دول وشعوب.. وأن الشخص السجان يصبح ديكتاتوراً لا يتراجع عن قراراته ويستمتع بالسلطة المطلقة.
البحث الذى شارك فى مؤتمره، الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى، قال إن أهم النتائج المستخلصة من هذا البحث تؤكد أن السلطة المطلقة لأى شخص حتى ولو كان شخصاً سوياً للغاية تتحول لديه إلى درجة من الإدمان، حيث يفرز المخ «أفيونك» بدرجة كبيرة تجعله يدمن السلطة، ولا يستطيع أن يتخلص منها، وإذا حاول يشعر بنفس الآلام التى يشعر بها المدمن فى حالة علاجه، وهى آلام مبرحة فى الجسم وصداع مزمن، ومن الممكن أن يحاول الانتحار لأنه يحاول أن يتخلص من عامل اللذة التى سببتها له السلطة.
«بتطبيق البحث على الرئيس الدكتور محمد مرسى، نجد أن قراراته الأخيرة الخاصة بالإعلان الدستورى تشهد ميلاد ديكتاتور جديد لا يريد أن يتراجع عن قراراته» قالها «عكاشة»، مؤكداً أن «حلفانه اليمين ثم خنثه معناها أنه كان يضحك على المواطنين».
وقال: «بسبب الظلم والقهر الذى تعرض له الإخوان أيام النظام السابق، تولد لديهم إحساس بالثأر والانتقام والشماتة فى أى شخص، وذلك بعد أن تولوا السلطة المطلقة الآن».
البحث الأمريكى اعتمد على 24 من المتطوعين، طلب من 12 منهم أن يقوموا بدور مساجين ومن الـ12 الآخرين أن يقوموا بدور سجانين لمدة بسيطة مقابل 1500 دولار يومياً، وبعد أن أجرى الباحثون عدة اختبارات نفسية للتأكد من سلامة صحتهم النفسية عليهم للتأكد من أنهم أسوياء، قاموا بوضع المساجين فى «بدروم» الجامعة بعد أن جردوهم من ملابسهم لعدة دقائق، ثم ألبسوهم ملابس السجن ومحوا هويتم، ووضعوا على صدورهم أرقاماً تعريفية، وقدموا لهم كل شىء بموعد: الطعام والشراب ودخول دورة المياه والخروج للتهوية، وبعد عدة أيام وجدوا السجناء الأسوياء فى حالة من الصراخ والهياج النفسى وبعضهم أصيب باكتئاب وآخرون أصيبوا بطفح جلدى، وهؤلاء أرادوا التراجع وإنهاء اللعبة حتى لو تعرضوا لخسارة مادية، ومن الناحية الأخرى من قاموا بدور السجان أعجبتهم لعبة السلطة المطلقة والسيطرة على الآخرين، وأنهم انهمكوا فى اللعبة لدرجة الاستمتاع.
الوطن