الأخبار

اعتذار قيادي إخواني بين القبول والرفض

 

39

 

أثار الاعتذار الذي قدمه للشعب المصري القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صلاح الدين سلطان جدلا بين ناشطين ومحللين سياسيين، إذ رأى البعض فيه فرصة للتقارب بين أطراف الأزمة السياسية، بينما عده آخرون خطوة متأخرة وغير كافية، في حين لم يجد البعض فيه ما يرقى لمستوى الاعتذار.

وكان سلطان -وهو أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة- قد نشر مؤخرا رسالة بعنوان “إعذارا إلى الله تعالى، واعتذارا إلى شعبنا المصري عن الأخطاء التي ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين في الاجتهاد السياسي”، واعتذر فيها للشعب عما أسماه أخطاء في الاجتهاد السياسي.

ومن أبرز “الأخطاء” التي ذكرها، الحوار مع عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع حسني مبارك، والقبول بقيادة المجلس العسكري لمصر لفترة مؤقتة والذي عزاه لرغبة الجماعة في التدرج بالتغيير، وتقديم الحوار -مع القوى التي ظلت تعمل لإفشال المسار الديمقراطي- على العلاج الثوري.

وأضاف سلطان أن الجماعة أخطأت عندما قبلت الاستمرار في تحمل المسؤولية في هذا الوقت العصيب، رغم رفض كثير من شركاء الثورة أو المستقلين مشاركتهم، واستمرار الفلول في هدم أي مشروع إصلاحي، ورأى أنه كان يجب على الإخوان مصارحة الشعب ليحمل معهم أعباء المرحلة.

واعتبر القيادي الإخواني “تجاهل الجماعة للشباب والنساء” من أكبر الأخطاء، مما دفع كثيرا منهم للبحث عن منافذ أخرى لتحقيق آمالهم، فشاركوا فيما لم يحسبوا مآله على مصر، على حد قوله.

ودعا الجماعة لفتح قلوبها قبل أبوابها لكل القوى الوطنية، وأن تتحاور معهم لرسم معالم مرحلة جديدة واستكمال مقاصد ومكتسبات ثورة 25 يناير، واستعادة الشرعية.

اجتماع سابق لمجلس شورى جماعة الإخوان(الجزيرة)

متأخر وغير كاف
وتعليقا على الرسالة، أكد المدير التنفيذي لمركز الحضارة للدراسات السياسية مدحت ماهر أن أهمية الرسالة تأتي في كونها خطابا مباشرا بين الناس وأحد قيادات الإخوان، لكنه رأى أن الاعتذار جاء متأخرا جدا ولا يكفي، وأن على الجماعة إعادة الرسالة مرارا إذا كانت معنية بتوسعة التحالف الوطني لدعم الشرعية، خاصة أن الكثير من القوى الرافضة للانقلاب تلوم الجماعة على حوارها مع المجلس العسكري بعد الثورة.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن اعتذار سلطان عن الحوار مع عمر سليمان والمجلس العسكري، أملا في التدرج في التغيير، له دلالة قوية على أن الجماعة تعلمت الدرس وباتت أكثر تمسكا بالمسار الثوري رغم حملات القمع التي تتعرض لها منذ الانقلاب.

من جانبه، رأى عضو الهيئة العليا لحزب الوسط القيادي في تحالف دعم الشرعية طارق الملط أن الرسالة خطوة جيدة، وأعرب في حديث للجزيرة نت عن أسفه لتعرض كل من يتحدث عن التقارب لهجوم من كل الأطراف.

وأضاف أن القيادة السياسية هي التي تستطيع أن تتخذ القرارات الصعبة في الظروف الحرجة وتوافق على الدخول في أي مبادرات تنقذ البلاد من الأزمة الحالية، مشددا على أنه لا بديل عن التفاوض وأن الرهان الآن على المعتدلين من كل الأطراف.

وفيما يقال عن توقيت صدور الرسالة بعد زيارة وزيري التنمية المحلية، والتخطيط والتعاون الدولي السابقين، محمد علي بشر وعمرو دراج لمكتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وظهور مخاوف لدى بعض شباب التحالف الوطني من قبول قيادات الجماعة بتسوية سياسية، أشار الملط إلى أن اللقاء الأخير كان لهدف إنساني بعد احتراق منزل هيكل وأنه لم يشهد أي مبادرات سياسية.

د.إبراهيم البيومي:

الرسالة بعيدة تماما عن المعنى الاصطلاحي للاعتذار

ليس اعتذارا
وعلى الجانب الآخر، اعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث إبراهيم البيومي رسالة الدكتور سلطان بمنطوقها ومضمونها “مجرد ممارسة للنقد الذاتي لا أكثر ولا أقل”، مشيرا إلى أنها بعيدة تماما عن المعنى الاصطلاحي للاعتذار.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن سلطان اعترف في رسالته بأن الجماعة لم تكن ثورية بالمستوى المطلوب، وأنها نفّرت الشباب والنساء من حولها، مشيرا إلى استقبال وسائل الإعلام وخصوم الإخوان للرسالة بالسخرية والاستهزاء أو بالإدانة والاحتقار، على حد تعبيره.

وأردف قائلا إنه يتوقع ألا تحظى هذه المبادرة بالرضا والقبول أيضا في أوساط شباب الإخوان المسلمين “الغاضبين”، وذلك بسبب استقبال الآخرين السيئ للرسالة.

المصدر:الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى