الأخبار

الإخوان يستفزون الجيش والمخابرات

109

 

 

سادت حالة من الهدوء الحذر بمقر اعتصام جماعة الإخوان المسلمين برابعة العدوية، وتزايدت أعداد المعتصمين فى الميدان إلى حد ما بعد أن توافدت أعداد من المحافظات للمشاركة فى مليونية «الشهيد» التى دعا إليها التحالف الوطنى لدعم الشرعية للتنديد بأحداث المنصة التى وقعت فجر السبت الماضى.

وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من جانب القوات المسلحة لمعتصمى الإخوان بعدم التظاهر أمام المؤسسات العسكرية، خصوصا دار المخابرات الحربية، نظم مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسىمن المعتصمين بميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، مسيرة مساء أول من أمس، الثلاثاء، بالنعوش الرمزية إلى مقر المخابرات الحربية بشارع صلاح سالم، ووضع أنصار مرسى صور قتلى أحداث النصب التذكارى، التى وقعت فجر السبت الماضى، على النعوش، وقالت منصة رابعة العدوية «إن المسيرة سلمية ولن تحدث بها أى أعمال عنف، ودعت عدد من المتطوعين لتنظيم خط سير المظاهرات». وردد أنصار مرسى هتافات مناهضة للفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وأخرى تطالب بعودة مرسى للحكم، كما رفعوا صورا للرئيس المعزول، ورددوا هتافات تدعو لعودته إلى منصبه، وهتف أنصار مرسى «يسقط حكم العسكر»، و«ارحل يا سيسى».

ووقعت مشادات كلامية بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، المشاركين فى مسيرة من رابعة العدوية لمقر المخابرات الحربية، وبعض سائقى السيارات بشارع النصر، وتطور الأمر لاشتباكات بالأيدى، بسبب قطع أنصار مرسى للطريق، وأكملت بعد ذلك المسيرة خط سيرها، ورفع المشاركون فيها أعلام مصر وتنظيم القاعدة.

كما نظم مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسى، مساء أول من أمس، عدة مسيرات انطلقت من عدة مساجد فى طريقها إلى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر ووزارة الدفاع وعدد من السفارات العربية، حيث انطلقت المسيرة الأولى من مسجد الفتح برمسيس، والثانية من مسجد النور بالعباسية إلى ميدان رابعة العدوية، بينما اتجهت المسيرة الثالثة التى شارك بها عدد من سيدات جماعة الإخوان المسلمين إلى محيط وزارة الدفاع بكوبرى القبة، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى مقر الوزارة بسبب التشديدات الأمنية.

القوات المسلحة كانت قد حذرت على لسان العقيد أحمد محمد على، المتحدث الرسمى باسمها، قبل يومين، المتظاهرين، من التوجه فى مسيرات إلى المنشآت العسكرية، خصوصا إدارة المخابرات الحربية، كونها منشآت مؤمَّنة ولها أهمية حيوية، مما قد يعرض من يقترب منها أو يحاول الاحتكاك بعناصر القوات المسلحة القائمين بتأمينها للخطر طبقا لقواعد القانون.

وعلق الدكتور محمد البلتاجى، القيادى بحزب الحرية والعدالة، بأن زيارة كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، للرئيس المعزول محمد مرسى لم تغير شيئا على الإطلاق.

وأضاف فى تصريحات له أمس بميدان رابعة العدوية: «إذا كانت آشتون قد التقت الرئيس فى بُعد إنسانى، فالأخلاق تحتم عليها ليس فقط أن تزور الرئيس، ولكن أن تطالب بإنهاء خطف الرئيس وأن يلتقى الرئيس بأسرته وأن يلتقى الرئيس بمحاميه، وإذا كانت آشتون تتحدث عن بعد سياسى فهى لم تتحدث عنه». وتابع «لذلك دلالة واضحة ثابتة هى أنها لم تستطع أن تتفاوض مع حالة شعبية ثابتة فى الميادين، وأدركت أن المفتاح هى أن تلتقى مع الرئيس الشرعى الوحيد فى هذه الحالة، فجلست معه لمدة ساعتين فى حوار سياسى وليس إنسانيا، ثم خرجت تتحدث عن أن الرئيس يقرأ الصحف ويتابع التليفزيون». وذكر البلتاجى أن الرسالة الوحيدة التى تصلنا من عبد الفتاح السيسى والانقلابيين هى القتل والترويع والخطف وتلفيق القضايا، وأكد أن معتصمى رابعة العدوية لن يدفعوا للعنف، مفصلا «لم ولن ندفع للعنف بهذا الصمود الأسطورى، معتصمون سلميون يحملون الشهداء على أيديهم كل يوم، لكنهم يقررون الصمود لآخر نفس فى الحياة ليقولوا لا، أظن أن هذا سينتصر على العنف والإرهاب الذى يمارسه الجيش».ومن الواضح أن هناك مشكلة تواجهها الجماعة مع المعتصمين، وهو ما دفعها إلى الدفع بمجموعات جابت اعتصام أنصار الرئيس المعزول بإشارة رابعة العدوية من أجل التأكيد على الموجودين أنهم فى رباط وأن الاعتصام ليس رفاهية، وأنه يحتاج إلى حضور والتزام ومراقبة.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى