الأخبار

وقف حركة القطارات.. خسائر بالملايين

126

 

جاء قرار إيقاف حركة القطارات، 14 أغسطس الماضي، بعد فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، وفرض حظر التجوال، «خرابا» على هيئة السكة الحديد بعد خسارتها ملايين الجنيهات و«مكسبا» للعصابات المسلحة، التى استغلت الغياب الأمني، فى سرقة عربات القطارات والقضبان والفلنكات، الأمر الذى قد يؤدى إلى وقوع حوادث على خطوط السكة الحديد فى الفترات القادمة، حسب شهادات مهندسين وفنيين التقتهم «المصرى اليوم» أثناء رصدها عددا من محطات القطارات والعربات المميزة والمكيفة والفلنكات الخشبية التى تحمل القضبان والمسامير الصلب التى تثبت القضبان بعد سرقتها، والتعدى على فنيى أبراج المراقبة.

 

 

«المصرى اليوم» اختارت فى هذا الملف بجانب الموضوع الرئيسى، نموذجين: واحدا لعامل الصيانة والثانى لملاحظ بلوك مراقبة، لأنهما غالبًا شاهدا العيان على حالات السرقة فى حين أنهما غير مؤهلين للتصدى للصوص.

 

 

مهندسون وعمال: حوادث تنتظر القطارات بسبب عمليات النهب

 

 

سكك الحديد

 

 

«مع اقتراب دقات الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل يتحرك مجموعة من اﻷفراد المسلحين ينقسمون إلى مجموعات إحداها للحراسة واﻷخرى للسرقة وثالثة لتحميل المسروقات على سيارات كارو، فى ظل غياب الأمن وعدم تجهيزنا للتعامل مع هذه العصابات».. هذا مشهد شبه يومى يرويه أحد العاملين بقطاع تشغيل القطارات بمحطة قطار بنها بمحافظة القليوبية وأحد شهود العيان على وقائع السرقة، تحفظ على ذكر اسمه، خوفا من استهدافه بالعقاب من الهيئة.

 

 

يقول: «استغلت عصابات سرقة القطارات الانفلات اﻷمنى وقت إيقاف الحركة بعد 14 أغسطس وسرقت محتويات العربات المخزنة داخل أحواش المحطات. سرقوا أجزاء مثل القنطرة والصدادات المسؤولة عن امتصاص الصدمات بين العربات وبعضها، بالإضافة إلى (رفايع السكة) مثل مسامير القضبان وغيرها بخلاف الخردة. ونحن لا نستطيع التعامل مع هؤلاء رغم مشاهدتنا ذلك خوفا من التعدى علينا، فجميعهم مسلحون ونحن ﻻ نحمل أى أسلحة».

 

 

على بعد أمتار من رصيف إحدى محطات الوجه البحرى، وقفت إحدى عربات قطار مميز وأخرى مكيفة على خطوط السكة سرقت محتوياتهما، العربتان تحطم زجاجهما بالكامل، وسرق اللصوص من داخلهما صندوق الخطر المسؤول عن إيقاف القطار إجباريا فى حال وجود مشكلة، وكذلك محتويات سقف القطار بالكامل التى تحتوى على لمبات إنارة وأسلاك الكهرباء وبعض القطع المعدنية والألوميتال الذى يحيط بزجاج العربة. «ﻻ تتوقف مشكلة سرقة عربات القطار على إهدار المال العام فقط، وإنما تشريك بعضها»، هذا ما أكده أحمد صلاح مهندس صيانة بالسكة الحديد قائلا: «العربة المميزة ستتكلف عشرات الآلاف من الجنيهات ﻹعادة تصليحها من جديد، لكن المشكلة تكمن فى إعادة تشغيل العربة المكيفة، والتى ستقوم الهيئة بتصليحها إﻹ أنها لن تعمل على الخط كعربة مكيفة مرة أخرى وسيتم تشغيلها كعربة قطار مميزة».

 

 

فى السنوات الماضية كان الدخول إلى أحواش المحطات أمرا صعبا نظرا للتواجد الشرطى الكثيف، إﻻ أن التجول داخل اﻷحواش بمحطات القطارات يعتبر حاليا أمرا سهلا رغم وجود مكاتب للشرطة داخل جميع محطات القطار إﻻ أن الحراسة اﻷمنية غابت وسط انتشار العصابات المسلحة وسطوها على عربات وقضبان السكة الحديد. محمد رمضان، عامل مزلقان بالسكة الحديد، أحد ضحايا العصابات المسلحة، أصيب بطعنة فى الصدر الشهر الماضى من أحد اللصوص بعد التصدى لهم عند محاولتهم خلع «مسامير الصلب» من شريط السكة الحديد.

 

 

يروى قصة الاعتداء عليه: «كنت فى وردية الليل وسمعت صوت حركة قادمة على بعد خطوات من المزلقان، فتوجهت بسرعة هناك وفوجئت بشخص يحاول فك مسامير القضبان ويصاحبه شخص آخر فهددتهما بإبلاغ الشرطة إذا لم يبتعدا عن المكان، إلا أنهما طلبا منى السكوت أو الاعتداء على فرفضت الرضوخ لهما فاعتدى على أحدهما بسلاح أبيض وسقطت على الأرض فاقدا وعيى، وكدت أفقد حياتى لوﻻ مرور أحد اﻷهالى بعد انتهاء المشاجرة وتطوع ونقلنى إلى المستشفى وحررت محضرا بالواقعة».

 

 

أحمد رأفت مهندس فى السكك الحديدية يؤكد أن الهيئة لن تستطيع العودة بكامل أسطولها عند إعادة تشغيل القطارات ﻷنها تأثرت بنسبة 70%من عمليات السرقة التى تعرضت لها، موضحا: «رحلة واحدة على خطوط السكة الحديد تكشف لنا عن تنامى سرقة القضبان والفلنكات بشكل كبير، وتؤكد أن سرقة القطارات لم تكن عملا فرديا بل عمل ممنهج تقوم به عصابات كبيرة على مستوى الجمهورية، اﻷمر الذى سيضع الهيئة فى مأزق عند قرارها إعادة تشغيل القطارات، ولن تستطيع تشغيل جميع القطارات على الخطوط ﻷنها بذلك ستعرض حياة المواطنين إلى الخطر».

 

 

وأرجع رأفت أسباب انتشار عمليات السرقة خلال فترة تعليق الخدمة عقب فض الاعتصامين إلى استغلال العصابات توقف حركة القطارات وفرض حظر التجوال.

 

 

يقول: «المال السايب يعلم السرقة والحرامية شايفين الخردة أمام عيونهم من غير حراسة، واستغلوا توقف القطارات وهدوء الشارع بسبب حظر التجوال وهجموا على ممتلكات الدولة. صحيح كان فى سرقة فى السنوات السابقة لكن الهيئة كانت تستطيع معالجته ﻷنه لم يكن بنفس الحجم الذى نراه الآن».

 

 

وحذر رأفت من إمكانية وقوع حوادث فى الفترات القادمة «إذا لم تفق الهيئة من غيبوبتها»، على حد قوله، «الهيئة لم تستغل قرار منع قيام القطارات من محطة مصر لعمل صيانة داخل الورش بل تركت ممتلكاتها فريسة سهلة للعصابات المسلحة التى قامت بسرقة الفلنكات وتخليع القضبان الأمر الذى يهدد بوقوع حوادث قطارات فى المرحلة القادمة».

 

 

مسؤول أمنى بشرطة السكة الحديد، رفض ذكر اسمه، لأنه غير مكلف بإصدار تصريحات صحفية، يؤكد أن وزارة الداخلية اتفقت مع وزارة النقل على حراسة ممتلكات قطارات السكة الحديد داخل الأحواش وعلى الأرصفة فقط، إلا أنها ليست مسؤولة عن القطارات خارج الأحواش، موضحًا أن الشرطة ناشدت السكة الحديد أكثر من مرة تخزين القطارات داخل أحواش المحطات وتجميع الخردة المتناثرة على شريط السكة الحديد لمنع سطو العصابات المسلحة عليها إلا أنها لا تهتم بحماية ممتلكاتها، الأمر الذى يسفر عن زيادة معدل سرقات عربات وقضبان السكة الحديد.

 

 

ومن جانبه أصر المهندس محمد خطاب، نائب رئيس هيئة السكة الحديد، رئيس قطاع السلامة والجودة على رفض التعليق على ظاهرة سرقة القطارات رغم انتظار محررة «المصرى اليوم» أمام مكتبه ساعة ونصف للحصول على تعليق أو توضيح موقف الهيئة وقطاع السلامة والجودة المعنى بحالة القطارات ودرجة أمانها.

 

 

عامل صيانة السكة: وردية شاقة وحقوق مهدرة وحياة «على كف عفريت»

 

 

سكك الحديد

 

 

أربعون عاما قضاها فى السير على قضبان السكة الحديد لمسافات تتجاوز خمسة كيلو مترات لا يفرق بين برودة الشتاء أو أشعة الشمس. لمبة جاز صغيرة هى دليله فى اكتشاف أعطال السكة فى ساعات الليل المظلمة. مفتاح صلب وآخر خشابى و«كوريك» هى أدواته فى تصليح عيوب السكة للحفاظ على أرواح الملايين من المواطنين الذين قد يمرون عليه دون اهتمام. حسن محمود رئيس عمال صيانة السكة الحديد على أحد خطوط وجه بحرى.

 

 

8ساعات متواصلة يقضيها عامل صيانة السكة منحنيا على شريط السكة الحديد، حاملا على ظهره أدواته التى يستعملها فى تصليح أعطال السكة، وممسكا فى يده كشافا يتسلمه من الهيئة لإنارة طريقه ليلا والذى عادة ما يستبدله بلمبة جاز بسبب عطل الكشاف كما يقول، «أسير على خط السكة الحديد لمسافة 5 كيلومترات رايح على خط وراجع على خط تانى لاكتشاف عيوب السكة، وشايل على ظهرى شنطة فيها عدتى عبارة عن مفتاح خشابى وصامولى وأزمة وكوريك، وساعات عملى تصل إلى 8 ساعات إلا أن رؤسائى يطلبون منا تمشيط السكة فى غير أوقات العمل الرسمية دون مقابل سواء فى ساعات الليل أو النهار وطوال ساعات عملى لا أستطيع التحرك من على القضبان إلا بعد تسليم ورديتى لزميلى وإلا أتعرض لجزاء من رؤسائى».

 

 

يتحدث «الريس» حسن عن طبيعة عامل صيانة السكة قائلاً: «عامل صيانة السكة هو المسؤول عن تمشيط السكة وتصليح الأعطال على شريط القطر، وهناك عامل صيانة يشتغل بشكل فردى ويطلق عليه (خفير الجاكوش) ودوره هو تكملة الرفايع الناقصة من على القضبان لضمان السلامة، وهناك عمل جماعى لصيانة السكة يشترك فيها 6 عمال ودورهم يقوم على تغيير الفلنكات الخشبية التى تحمل القضبان، ورفع الأماكن الهابطة فى السكة». «رغم أننا المسؤولون عن تصليح الأعطال على خطوط السكة الحديد لمنع وقوع حوادث القطارات إلا أن حقنا مهضوم فى الهيئة» بهذه الكلمات يعبر حسن عن وضع عمال الصيانة.

 

 

قائلا: «اشتغل فى السكة الحديد منذ أربعين عاما، وأتقاضى 1400 جنيه إجمالى راتب، رغم خطورة عملى، وتعتبر هذه المهنة من الأعمال الخطرة وأصحابها معرضون للموت بسبب تصليح أعطال السكة فى ساعات متأخرة من الليل، ومرة كدت أدهس تحت عجلات القطار المار بجانبى، ولم تصرف لى الهيئة ملابس العمل منذ 8 سنوات مما يضطرنا إلى شراء الملابس على حسابنا الخاص، رغم ذلك لا يقدر أحد من المسؤولين أهمية مهنتنا رغم أن عامل صيانة السكة هو الشماعة التى تعلق عليها الهيئة أخطاءها فى حال وقوع حوادث لا قدر الله».

 

 

الغياب الأمنى تسبب فى زيادة العبء على عامل صيانة السكة، فدوره لم يعد يقتصر على تصليح أعطال السكة فقط، وإنما الإبلاغ عن وجود أى أجسام غريبة خاصة بعد اكتشاف قنابل شديدة الانفجار على خطوط السكة الحديد وضعت بعناية فى مدن القناة قبل أسابيع، كما يقوم عامل الصيانة بتحرير محاضر السرقة التى ارتفعت معدلات سرقة «رفايع السكة» مثل الخردة وباقى الفرامل المتآكل والمسامير الصلب وغيرها من القطع المتناثرة على الخطوط.

 

 

يضيف محمود: «عصابات سرقة خطوط السكة الحديد موجودة من فترة طويلة، إلا أن الغياب الأمنى فتح لها الطريق بشكل كبير، فهناك عصابات متخصصة فى سرقة رفايع السكة وهى المسامير، وأخرى لسرقة الخردة على جوانب شريط السكة الحديد، وثالثة لسرقة عربات القطارات المخزنة داخل أحواش المحطات، وقمت بنفسى بتحرير أكثر من محضر داخل مكتب شرطة المحطة للإبلاغ عن السرقة، والتى قد تتسبب فى وقوع كوارث، إلا أن أحدا لم يهتم بالبحث والمتابعة، وأمرنى أحد أفراد الشرطة بعدم الإبلاغ عن السرقة وإصلاح أعطال السكة فى هدوء».

 

 

يحمل محمود مسؤولية سرقة عربات وقضبان السكة الحديد من داخل أحواش المحطات إلى هيئة السكة الحديد، ويتهمها بإهدار المال العام قائلا: «من المفترض أن تفرض الهيئة حراسة أمنية داخل الأحواش بالمحطات لمنع سرقة الخردة، والتحقيق فى محاضر السرقة إلا أن الهيئة ودن من طين والأخرى من عجين»، حسب قوله. يضيف محمود: حياة عامل صيانة السكة بأنها على «كف عفريت» قائلا: «الهيئة تجبرنى على إجراء كشف طبى على عينى كل ثلاث سنوات، للتأكد من سلامة نظرى وفى حالة إصابتى بإصابة عمل تقوم بإحالتى إلى عمل فنى وأحرم من جزء من حقوقى فى الحافز وبدل العمل».

 

 

ملاحظ البلوك: « المنسى» الذى يشاهد العصابات تسرق وينتظر الاتهام بالتواطؤ

 

 

سكك الحديد

 

 

سلالم خشبية متهالكة توصلك إلى مبنى متواضع من دور واحد، يسكنه عامل بسيط يجلس على كرسى خشبى، أمام لوحة تشغيل القطارات الخاصة بمسير القطارات على شريط السكة الحديد، وأذناه معلقتان برنين يصدر من تليفون بدائى يتابع منه سير خط القطارات، أما يداه فتسجل أرقام القطارات المارة أمامه فى دفتر ورقى، و«سويتش» عبارة عن تليفون يصله بمراقب البرج فى المحطتين السابقة عليه واللاحقة وجهاز لاسلكى يصل بينه وبين المراقبة المركزية، إلى جانب أريكة خشبية تآكلت الطبقة الإسفنجية بها، وكرسى مكسور وجردل متسخ ممتلئ بالمياه يشرب منه، هى الأدوات المتاحة لعامل برج المراقبة المسؤول عن سير حركة القطارات. الصورة البدائية لحياة «الملاحظ» لا تختلف كثيرا عن 20 عاما مضت عندما جسد دور «ملاحظ البلوك» الفنان عادل إمام فى فيلم «المنسى» عام 1993.

 

 

12 ساعة تمر على محمد يوسف ملاحظ بلوك داخل برج المراقبة، يهتز المبنى الضيق عند مرور كل قطار، لا تغفل عيناه لحظة واحدة وإلا تحدث كارثة ويتعرض لجزاء يسمى «استعداد النوم» ويعنى خصم 7 أيام من راتبه، لا يتحمل أحد سماع صافرة القطار إلا أن ملاحظ البلوك اعتاد عليها وأصبحت مرافقة له طوال ساعات عمله، لا يشتكى من المسؤولية التى يحملها فوق كتفه، فهو كبش فداء الهيئة عند وقوع الحوادث، إلا أنه لا يعاتب المسؤولين فى الهيئة على إهمالها أبراج المراقبة داخل محافظات وجه بحرى، لأن تذكرة القطار رخيصة ولا تدر عائدا كبيرا للسكة الحديد على حد قوله: «أسهر دون غفلة عين لضمان سلامة الركاب داخل القطارات، لأن قيادات الهيئة لا يعنيهم توفير وسائل راحة لنا، فلا توجد دورة مياه صغيرة داخل البرج لقضاء الحاجة، والسلالم التى أصعد عليها متهالكة وقمت بتصليحها مرة على نفقتى الشخصية، حتى العلامة المميزة لمؤخرة القطار والتى تبين أن القطار مر بالكامل لتسجيل رقمه فى الدفتر من المفترض أن تكون على فانوس مضىء، إلا أننا نفاجئ بوضع كيس قمامة أو كرتون».

 

 

«مايسترو السكة الحديد» مصطلح يطلق على عامل برج المراقبة، فمهامه ليست سهلة، وهى تنظيم حركة مسير القطارات على السكة وإخلاء السكك من المحطات الأمامية والخلفية، ومتابعة إشارات السيمافورات وتشغيلها للعمل على تنبيه السائق بالسرعة المقررة له فى حالة حدوث عارض والمفاضلة بين القطارات التى يجب أن تمر، فمن الممكن أن يقوم عامل البرج بحجز قطار الركاب لمرور قطار الإكسبريس أو حجز قطار الإكسبريس لمرور قطار الديزل، بالتنسيق مع المراقبة المركزية. يتذكر يوسف يوم الـ 30 من أغسطس، عندما صعد أربعة أشخاص مسلحون إلى برج المراقبة وهددوه بالقتل إذا أبلغ عنهم الشرطة أثناء سرقتهم عربة القطار المخزنة فى نهاية رصيف 1 بالمحطة، لم يجد أمامه حلا سوى الانصياع لهم وبعد تحميل المسروقات على عربة كارو أبلغ عنهم الشرطة التى اتهمته بالتواطؤ مع اللصوص، وانتهى الأمر بخصم الحوافز من راتبه.

 

 

موقع عمله الذى يشاهد منه القطارات يشاهد أيضا منه الموت كل ليلة، حسب قوله. هو يجلس وحيدا داخل مبنى مكشوف ويرى بعينه العصابات المسلحة أثناء سطوها على عربات القطار، إلا أنه يقف مكتوف الأيدى فهو غير مسلح ويواجه أشخاصا مسلحين، يقول: «موقع عملى جعلنى أرى حالات التعدى على السكة الحديد، فبرج المراقبة يساعدنى على كشف السكة حتى مسافات بعيدة.

 

 

اللصوص يستغلون الانفلات الأمنى فى البلد ويقومون بسرقة العربات والقضبان والفلنكات الخشبية التى تحمل القضبان، وطالبنا أكثر من مرة بتعيين حراسة على عربات القطارات المخزنة داخل الأحواش إلا أنه لم يستمع أحد إلينا». 12 ساعة يقضيها عامل برج المراقبة فى الوردية الواحدة، زاد العبء معها بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير، فهو يحرص على تحرير محاضر بالسرقة التى تحدث أمام عينيه، إلى جانب عدة خطوات يجب على مراقب البرج اتباعها عند حدوث عطل فى الجرار يتسبب فى توقف القطار.

 

 

يشرحها قائلاً: «فى حالة حدوث عطل فى أحد الجرارات أقوم بإبلاغ المراقبة المركزية بمحطة مصر بوجود عطل فى أحد القطارات، وأرسل إمداداً إلى القطار المعطل لشد الجرار وإخلاء السكة للقطارات القادمة، منعاً لحدوث تصادم مع القطار الواقف، وإعطاء إشارة لسائق القطار القادم بوجود عطل أمامه لتنبيهه بضرورة تهدئة السرعة والوقوف».

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى