اتصالات إخوانية تركية وراء موقف “أردوغان”

مصادر تؤكد تواصل الجماعة مع السفارة بالقاهرة.. وباحث إسلامى: أنقرة تخشى 30 يونيه أثار الموقف التركى من التطورات الأخيرة فى مصر ردود فعل رسمية غاضبة اعتراضًا على تدخل أنقرة فى الشأن المصرى، حيث وجه أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى بمؤسسة الرئاسة، رسالة إلى تركيا يطالبها بأن تتعامل مع مصر على أنها دولة كبيرة. و كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين عن وجود قنوات اتصال تجمع بين الجماعة والسفارة التركية بالقاهرة تعتبر هى السبب وراء الموقف التركى، وأكدت المصادر أن الاتصالات بدأت منذ ظهور بوادر الانقلاب العسكرى على حكم الرئيس محمد مرسى، كاشفًا عن أن تركيا بادرت بفتح اتصالاتها مع القوات المسلحة المصرية لحثها على التراجع عن الانقلاب. وشدد المصدر على أن الموقف التركى بدأ ينحنى نحو التصعيد والفتور فى العلاقات كرد على الإطاحة بحكم جماعة الإخوان، موضحًا أن السفارة تضغط الآن بورقة المساعدات إلى القاهرة، مشيرًا إلى أنها لن تكون مجدية فى ظل المساعدات الخليجية التى انهالت على مصر التى تغنيها عن أى مساعدات خارجية على حد قوله. وأكد إبراهيم العراقى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، أن الحزب فى اتصال مع السفارة لتثمين موقف أنقرة الذى يدعم الرئيس الشرعى على حد قوله، وأضاف العراقى أن تركيا تسعى إلى أن تحافظ على الديمقراطية الناشئة فى مصر للوقوف معها ضد المخاطر القائمة فى المنطقة وعلى رأسها الكيان الصهيونى. واستنكر العراقى الحديث عن اجتماعات فى العاصمة التركية للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، مشددًا على أن هذا الحديث لا يمكن وصفه إلا بأنه “هرس مخ”. من جانبه، اعتبر عمرو زكى، المتحدث باسم حزب “الحرية والعدالة”، أن الموقف التركى يعد نجاحًا لجماعة الإخوان المسلمين التى تم الاعتداء على حقها فى الحكم، مضيفًا أن الجماعة حشدت فى الفترة الأخيرة لتؤكد للعالم أن ما حدث فى مصر انقلاب. وأوضح أن هذه الجهود ظهرت فى امتناع دول العالم عن الاعتراف بالنظام الجديد، مشيرًا إلى أن 12 دولة فقط هى من أيدت التطورات الأخيرة فى مصر من أصل 194 دولة، متحديًا من أسماهم بـ”الانقلابيين” بأن يخرجوا على الرأى العام بالدول التى اعترفت بهم. ورجح أحمد بان، الباحث فى الإسلام السياسي، الموقف التركى، أن أنقرة تبنت هذا الموقف من منطلق التخوف على مصير النظام الحاكم فيها من السيناريو المصرى، معتبرًا أن إسقاط حكم الإخوان المسلمين فى مصر يعد نموذجًا تخشى منه كل الأنظمة الحاكمة فى المنطقة والتى تحمل صبغة إسلامية. وأشار إلى أن الجماعة اعترفت باتصالاتها مع الخارج من خلال تصريحات الدكتور محمد البلتاجى إلى الصحافة الغربية والتى قال لها إنهم على اتصال بالسفارات الأجنبية فى الداخل المصرى. وأضاف بأن تركيا لها أكثر من ورقة للضغط على النظام فى مصر، مرجحًا أن ما حدث يعد بداية لفتور فى العلاقات قابل للتطوير، معتبرًا أن أبرز ورق الضغط هو المساعدات المالية التى تقدمها إلى مصر، وقلل من أثر تلك الورقة بسبب المساعدات الخليجية التى دخلت الخزائن المصرية فور إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى
المصريون