
قبل وصول الرئيس أحمدى نجاد لمصر صرح باستعداد بلاده للدفاع عن مصر. ورغم أنه لم يستقبل الرئيس المصرى عندما وصل طهران فى أغسطس الماضى. وأرسل من ينوب عنه بحجة انشغاله فى ترتيبات القمة. ومع هذا ذهب رئيس مصر للمطار لاستقباله رغم انشغاله فى ترتيبات قمة مماثلة. وأبسط أشكال الكرامة الوطنية ما يسمى فى الدبلوماسية بالمعاملة بالمثل. كان أول طلب لنجاد أن يزور غزة. ولم يتم الرد عليه لا بالموافقة ولا الرفض ولا حتى طلب مهلة لدراسة الأمر.
قال قبل مجيئه إنه سيزور الأزهر بوعد إرسال أربعة ملايين سائح إيرانى لمصر. كان يجب رفض كلامه. ورغم أننى استحسنت ما قاله شيخ الأزهر فى حضوره. فإننى فزعت من أن الرئيس نجاد رفع شارة النصر عند التقاط صورة مع شيخ الأزهر. وسألت نفسى: انتصار على من؟ وفى أى المعارك؟
هانت مصر. فأصبح الصراع عليها بين تركيا وإيران. بعد أن كان الصراع فى ستينات القرن الماضى. رغم شعار وما أدراك ما الستينات. كان الصراع بين أمريكا والاتحاد السوفييتى. فأى مسافة بين صراع الأمس وصراع اليوم؟
هذا الأسبوع كان فى مصر 26 رئيس دولة. هل شعر المصريون بالزهو والفخار مثلما كنا نفعل عند كل قمة كانت تعقد فى بلادنا؟ أم أن الحكم كان فى ورطة البحث عن مكان آمن لعقد القمة بعيداً عن الناس؟ وتأمين الرؤساء فى مواجهة غليان الشارع ورفض المصريين لما يجرى. مع أن المصرى كريم ويضع ضيفه فى حبة عينه. لكن الناس أمام تخاذل الحكم وتراجع النخبة اضطروا للتصرف بشكل غير مصرى فى مواجهة أحمدى نجاد. فهو ضيف رغم تجاوزاته. وإكرام الضيف أهم واجبات المصرى.
لم أصدق نفسى عندما رددت الناس ما قاله رئيس الوزراء الجالس على مقعد سعد زغلول والنحاس وعبدالناصر وعاطف صدقى والجنزورى. قال الدكتور هشام قنديل إن سبب إسهال الأطفال أن المرأة المصرية لا تنظف صدرها قبل إرضاع الطفل وبعد الإرضاع. وكان الكلام عن ندرة أدوية إسهال الأطفال فى الصيدليات. ومهمته الوحيدة هى توفير الدواء. وليس ترديد كلامه المضحك والمبكى معاً.
إذا كان البلطجية قد خطفوا سيارة محافظ كفر الشيخ. أنزلوه منها مع حراسته وسكرتاريته وسائقه وأخذوها. وجردوهم مما كان معهم. فماذا ينتظر المواطن العادى؟! وكيف يشعر الإنسان بالأمان فى مصر التى كان يقال عنها: بلد الأمن والأمان. وكما تصرفوا مع الشاب المسحول وحاولوا تغيير أقواله. فالمحافظ بعد أن استعاد سيارته بواسطة أحد أصدقائه. خرج ليقول إن من خطفوا السيارة أعادوها إليه بمجرد أن عرفوا أنها سيارة السيد الوزير المحافظ. واعتذروا له. الحمد لله أنه لم يقل إنهم قبلوا يده وهم يعيدون له السيارة.
ومساخر الحكم لا نهاية لها.
الوطن
زر الذهاب إلى الأعلى