الأخبار

بعد سوريا.. الكونجرس قلق من تقارب أوباما مع ايران

 

166

 

بعد ان لاقت خطة الرئيس الامريكي باراك أوباما لمهاجمة سوريا معارضة كبيرة يموج الكونجرس أيضا بالمعارضة لهدف جديد في سياسته الخارجية الا وهو تحسين العلاقات مع ايران.   وفرض الكونجرس الامريكي عقوبات شديدة على الاقتصاد الايراني ويقول مسؤولون امريكيون انها السبب في اللهجة المعتدلة للزعماء الجدد في ايران التي تبدأ هذا الاسبوع محادثات حول برنامجها النووي.   ويملك المشرعون الامريكيون سلطة رفع العقوبات اذا رأوا ان ايران تقدم تنازلات وتقلص طموحاتها النووية لكن عددا كبيرا من اعضاء الكونجرس الجمهوريين وبعض الديمقراطيين من حزب أوباما يتشككون في حملة الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني الدبلوماسية.   وأصدر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون جون مكين ولينزي جراهام وكيلي ايوت بيانا قالوا فيه “يتعين التعامل مع المبادرة الدبلوماسية الراهنة بعيون مفتوحة ويجب الا نسمح لايران باستغلال المفاوضات كأداة للتسويف والخداع.”   وكثير من اعضاء الكونجرس الامريكي من المؤيديدن بشدة لاسرائيل ويشتبهون في ان ايران تحاول ان تمتلك القدرة على صنع اسلحة نووية وهي من النقاط السياسية القليلة التي يلتقي عندها المشرعون الجمهوريون والديمقراطيون المختلفون عادة بشدة.   وقال آرون ديفيد ميلر وهو مسؤول كبير سابق في الخارجية الامريكية ويعمل الآن في مركز وودرو ويلسون بواشنطن “الكونجرس لا مصلحة له في تفسير الشك لصالح إيران. ولن يفعل ذلك إلى ان يرى شيئا ملموسا جدا من جانب الايرانيين.”   وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد جالوب للرأي العام ونشر يوم الأربعاء ان الامريكيين متحفظون للغاية إزاء ايران. وأوضح ان 45 في المئة من الامريكيين يعتبرونها عدوا بينما يعتبرها 38 في المئة “غير ودية”.   واقر مجلسا الشيوخ والنواب مرارا مجموعة من العقوبات المشددة على ايران. ويحق لاوباما من الناحية القانونية ان يسقط معظم تلك العقوبات لمدة 120 يوما ثم 120 يوما أخرى كخيار اذا سارت المفاوضات النووية التي تبدأ مع ايران غدا الخميس بشكل جيد.   وفي كلمته يوم الثلاثاء في افتتاح الجمعية العامة للامم المتحدة قال اوباما انه يريد ان يضع مبادرات روحاني الدبلوماسية موضع الاختبار وحثه على أن يتخذ خطوات ملموسة نحو حل النزاع النووي مع الغرب.   وأضاف اوباما “عبارات التصالح ينبغي ان تصاحبها افعال تتسم بالشفافية ويمكن التحقق منها.”   واذا اختار اوباما ان يسقط العقوبات المفروضة على ايران مؤقتا فقد يزيد هذا من سوء العلاقات مع الكونجرس الذي هاجم الادارة هذا الشهر وعبر عن تحفظات شديدة على خطة أمريكية لمهاجمة سوريا بسبب استخدامها المزعوم للاسلحة الكيماوية.   وانتهى الامر بعدم تصويت الكونجرس على الخطة وربما يكون ذلك قد انقذ اوباما من هزيمة محرجة.   واذا فشل اوباما في احتواء المتشددين في الكونجرس المتمسكين بالعقوبات المفروضة على ايران فقد يعوق ذلك المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني الذي تقول طهران انه سلمي تماما.   وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “حتى يتفاوض الايرانيون مع ادارة اوباما يجب ان يكونوا مقتنعين بأن ادارة اوباما يمكنها ان تأتيهم بما يريدون من الكونجرس.”   ولمح روحاني الى هذه المشكلة خلال كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة أمس.   وطالب واشنطن بان تتحدث بصوت واحد وعبر عن أمله في الا يتأثر الرئيس الامريكي “بجماعات الضغط المروجة للحرب” في الولايات المتحدة في التعامل مع النزاع النووي مع ايران.   ومن المتوقع ان تبدأ قريبا اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الامريكي مناقشة قرار لفرض مجموعة من العقوبات الجديدة على ايران والتي وافق عليها مجلس النواب بسهولة في يوليو تموز. ويقلل مشروع القرار الذي أقره مجلس النواب صادرات ايران من النفط الخام بمليون برميل يوميا في السنة اضافة الى العقوبات الامريكية والاوروبية التي خفضت مبيعات طهران من النفط بمقدار النصف تقريبا منذ عام 2011.   ومن شأن أي خفض جديد لمبيعات النفط الايرانية أن يزيد الضرر الذي يعاني منه الاقتصاد الايراني من جراء العقوبات الغربية. وخسرت ايران نحو 26 مليار دولار من عائداتها النفطية عام 2012 مما زاد من التضخم وخفض من قيمة عملتها الريال.   ويوم الثلاثاء دعا 11 عضوا جمهوريا عارضوا خطة اوباما لضرب سوريا لاتخاذ موقف متشدد من ايران.   وقالوا في رسالة نشرت في الوقت الذي كان اوباما يلقي فيه كلمته امام الجمعية العامة “كلنا متفقون على ان ايران يجب الا تستشعر اي ضعف من جراء خلافاتنا بشأن سوريا.”

…   ..   .   رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى