الأخبار

10 آلاف طفل مصاب بعيوب خلقية فى القلب سنويًّا

 

 

92

أطفال لم يتجاوز عمرهم أيامًا قليلة فى الحياة، وبدأت رحلتهم مع المرض من أوسع أبوابه.. هذا ما رأيته داخل المعهد القومى للقلب، وبالتحديد داخل قسم جراحات قلب الاطفال.. هؤلاء لم يتعرضوا لأى من الأسباب المعروفة للإصابة بأمراض القلب.

تلك الأسباب التى من بينها التدخين، أو الإفراط فى تناول الأطعمة الدسمة، وعدم الحركة والتعرض للضغوط النفسية الشديدة، ولكنهم ببساطة يعانون من عيوب خلقية لا يعلم المتخصصون سبب انتشارها فى مصر، نظرا لأنها تصيب ما بين ٨ الى ١٠ آلاف طفل جديد كل عام، يعالج منهم ٣٥٠٠ حالة على أقصى تقدير سنويا. أما مصير باقى الحالات يعلمه الله، فقد يفارقون الحياة انتظارا لدورهم فى إجراء الجراحة..

تلك الحقائق وغيرها كشفها الدكتور مرتجى نجم استشارى جراحة القلب بالمعهد القومى للقلب ورئيس وحدة جراحة قلب الأطفال.

وقال إن أسباب العيوب الخلقية المنتشرة فى قلوب أطفال مصر لا يعلمها أحد، ولا يوجد دراسات حولها، إلا أن هناك بعض أصابع اتهام لتناول المضادات الحيوية خلال الـ٣ شهور الأولى للحمل بين بعض السيدات اللاتي لم يعلمن بحملهمن، بالإضافة إلى التعرض للملوثات فى بعض المناطق.

وأوضح أنه على الرغم من أن نسبة الإصابات الجديدة بعيوب خلقية بالقلب كل عام تتراوح ما بين ٨ إلى ١٠ آلاف طفل، فإن مجموع المراكز المتخصصة لتلك الجراحات قد لا يتجاوز ١٠ مراكز، من بينها مستشفى أطفال مصر التابع للتأمين الصحى ويجرى ١٣٠٠ حالة فى العام، ولكنه يتعامل مع الأطفال من وقت الولادة حتى الثانوية العامة، ومعهد القلب، ومستشفى أبو الريش الجامعى، والدمرداش، والأزهر، ومركز اسوان وكل تلك المراكز مجتمعة يمكنها إجراء ٣٥٠٠ حالة فقط كل عام. مما يعنى أن هناك ما بين ٥ آلاف إلى ٦٥٠٠ حالة سنويا لا تحظى بالعلاج، وقد تتعرض للوفاة خلال انتظار دورها فى إجراء الجراحة.

وفى معهد القلب تم إجراء ٤٣٧ حالة العام الماضى، وخلال ٦ شهور من العام الحالى تم إجراء ٢٢٤ حالة، رغم أن المعهد يضم ٦ أسرة رعاية مركزة فقط، ولذلك يتم حاليا إنشاء امتداد داخل وحدة استقبال الاطفال حديثى الولادة، لاستيعاب ٨ حضانات لاعطاء الفرصة لاجراء ٧٠٠ حالة قلب مفتوح للاطفال فى العام لتخفيض قائمة الانتظار قدر الإمكان.. وسيتم افتتاحها خلال شهرين بتكلفة ٣,٥ مليون جنيه تبرع بها بالكامل أفراد وليس جمعيات أهلية، وهى إحدى المشاكل الكبيرة التى تواجه المعهد، وهو أمر مؤسف ألا تشترك الجمعيات الأهلية فى التوسعات الحكومية فى مجال مثل جراحات الأطفال، وننتظر منهم الدعم المطلق فى هذا المجال بخاصة أن العاملين فيه من أكفأ الأطباء والفرق التمريضية.

وأوضح الدكتور مرتجى أن عدد جراحى قلب الأطفال فى أى دولة بما فيها أمريكا قليل لأنها جراحة متعبة وصعبة، ويمكث فيها الطفل أكثر من شهر ويحتاج لرعاية فائقة يقوم بها فرق طبية مدربة بشكل رفيع المستوى، ومعهد القلب لديه ٦ أطباء فقط فى مجال جراحة قلب الأطفال وهؤلاء يقومون بتلك العمليات، و يتم حاليا تدريب ٥ اطباء جدد فى التخصص.

وأشار إلى أن تكلفة جراحة قلب الأطفال فى المتوسط تصل إلى ١١ ألف جنيه كتكلفة مباشرة، يدفع منها التأمين الصحى ٨ آلاف جنيه للحالة الواحدة، والمعهد يدفع باقى التكلفة من التبرعات، كما تلقى المعهد دعما من وزارة الصحة للعلاج المجانى بقيمة ٢ مليون جنيه العامين الماضيين لشراء مستلزمات مهمة كانت ناقصة ومن بينها صمامات قلب من نسيج حيوانى، يصل قيمة الواحد منها إلى ٢٥ ألف جنيه وهى حاليا متوفرة بالمعهد، لافتا إلى أن هذا الصمام غير متوفر سوى فى معهد القلب، وعدم وجوده يدفع بعض الأطفال إلى السفر للخارج.

وقال إن أهم مشاكل وحدة قلب الأطفال بالمعهد هو عدم استطاعتنا الوفاء بكل الأعداد المتوافدة لإجراء جراحات القلب المفتوح للأطفال، ولدينا قائمة انتظار تصل إلى ٣٢٤ حالة خلال ٩ شهور، وهؤلاء لا يتم إنقاذهم وغالبا يتوفون، مشيرا إلى أن هناك قائمة للحالات المستعجلة، وأخرى للحالات الشهرية ويتم التوفيق بينهم.

ولذلك فإن الحل هو إضافة أسرة لإجراء عملية جراحية فى الأسابيع الاولى تجنبا للوفاة، ثم يتم إجراء عملية أخرى نهائية، كما نحتاج إلى مراكز أخرى تابعة للتأمين الصحى والجامعات ووزارة الصحة ويكون لديها كفاءة لإجراء أكبر عدد من الجراحات.

وأشار إلى أن نسب نجاح جراحات قلب الأطفال تصل إلى ٩٢٪ وهى نسبة مرتفعة، وتتطلب مجهودا كبيرا، وهناك نسب نجاح ١٠٠٪ لبعض الأنواع.

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى