الأخبار

أوغلو على خطى السيسي

198

 

على الرغم من اختلاف الشخصيات والأماكن، إلا أن الثقة بالنفس كانت الجامع بينهما، كما أن الرجلين تنافسا على نفس المنصب، ولكن في أوقات مختلفة، حيث تقدَّم أكمل الدين أوغلو للانتخابات الرئاسة التركية، بدون برنامج انتخابي، ولكن برؤية إصلاحية، وهي نفس الرؤية التي جمعته مع المشير عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية السابقة في مصر، باختلاف مضمونها لكل دولة، وأرجع الكثيرون ذلك وقتها لثقة السيسي بنفسه وفوزه بالمقعد الرئاسي، وهو شبيه لحد كبير بثقة أوغلو الذي مصيره ما زال مجهولًا حتى الآن.

أكمل الدين إحسان أوغلو، مرشح مستقل، ويدعمه أكبر حزبين معارضين في تركيا، وهما: حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، بالإضافة إلى 17 حزبًا آخر، وهو المرشح المنافس الأكبر لأردوغان، رئيس الوزراء التركي، لخلفيته الدينية، حيث كان الأمين العام الأسبق لمنظمة التعاون الإسلامي، كما عمل في عدد من المنظمات الدولية.

وعلى غرار السيسي، لا يقدِّم أكمل الدين برنامجًا انتخابيًا تفصيليًا، وإنما اكتفي بالدعاية لنفسه بوصفه الحل لكل المشاكل الموجودة في تركيا ولأجل تحقيق “الوحدة” و”الحياة” و”الاحترام” و”الحب”، و”المصالحة”، وأن تكون تركيا “أكثر انفتاحًا” على العالم.

وبخلاف أردوغان الذي قدمه صورة متكاملة لـ”تركيا المستقبل” في عهده، ببرنامج عبارة عن أكثر من 80 صفحة، جاء برنامج إحسان أوغلو في بضعة سطور عن رؤيته الخاصة في الإصلاح إذا فاز في الانتخابات التركية.

وهو ما يعيد للذاكرة مشهد الانتخابات الرئاسية المصرية منذ ما يزيد عن 5 أشهر، عندما طرح السيسي رؤيته الخالصة التي تقوم على محورين؛ وهما إعادة بناء الدولة على أسس حديثة وإشراك الشعب في برنامج التنمية الشاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية، بما يضمن تحقيق الحياة الكريمة للشعب واحترام الحقوق والحريات، حسب الدستور الجديد، وعلى رأسها عدم التمييز بين المواطنين وتكافؤ الفرص وحق الاختلاف السلمي، وخطة طموحة لإعادة صياغة الخريطة الاستثمارية لمصر عبر إجراء تعديلات جذرية على الحدود الإدارية لعدد من المحافظات واهتمام خاص بالصعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى