الأخبار

الصف تدفع ثمن خطايا الإخوان

157

 

على بعد مايقرب من 70 كيلو متراً عن القاهرة يقع مركز الصف الذي يشتهر رغم «مدنية الطابع» بالعصبيات العائلية ،والرواج التجاري جراء تزايد مصانع الطوب في ظهيره الصحراوى.

والصف تعرفه «ويكبيديا»بأنه مركز تقع مناطقه على شرق وغرب الطريق الصحراوي للصعيد والذي يربط المركز بالصعيد والقاهرة وحلوان، ومشهور في التاريخ أن موسى «عليه السلام» ولد بقرية «أسكر» ،وأن   الصف ومناطقها كانت متنزها للملوك والأمراء على مر العصور والأزمان.
ويبدو أنه ظل طوال فترة حكم «مبارك» تحت سيطرة قيادات الحزب الوطني، وكان الأكثر سخونة في تظاهرات رد الفعل في أعقاب فض اعتصامي «رابعة العدوية والنهضة «،تلك التظاهرات التي كانت في مواجهة الشارع الرافض لتواجد الإخوان المسلمين شعبيا.
في «الصف» تلقى تجارة الأسلحة رواجاً خاصة في مناطق «عرب الحصار» ومايجاورها من مناطق «العرب» المشهورة، والتي كانت باعثاً على وضع المركز على قائمة المدن المفخخة على خطى «دلجا «وكرداسة.
في أعقاب تواتر شائعات وجود عصام العريان القيادي الإخوانى الهارب في إحدى قرى أطفيح شنت قوات الأمن هجوما على القرية ،وقتها روى شهود عيان هروب العريان إلى مركز مجاور ،وبعد عدة أسابيع تواترت الشائعات ذاتها عن تواجد العريان في قرية «غمازة» التي تبعد عن مركز الصف مايقرب من 10كيلو مترات ،تزامنا مع الشائعة لم تتوقف المسيرات الداعمة لـ»مرسي» في شوارع المدينة وسط حالة غضب شعبي من الجماعة وأنصارها.
تأثير التظاهرات لم يتوقف فقط على حالة استياء تتزامن مع مرورها وإنما بلغت ذروتها الخميس الماضى في أعقاب مشاجرة في إحدى مدارس «غمازة» على خلفية الخلاف السياسي بين مؤيدي مرسي والسيسي مما دفع بعض الأهالي إلى إلقاء قنابل غاز مسيل للدموع على المدرسة تتطور إلى اشتباكات حادة.
توابع حالة التوتر في مركز الصف التي تنذر بقرب حرب أهلية دفعت قيادات الجيش والشرطة إلى وضع المركز على قائمة «الاقتحام» ليكتمل ثالوث المدن الأكثر توتراً.
اقتحام الصف ليس مستغربا إذا  علمت أن أنصار الإخوان والمتشددين بالمركز أضرموا النيران في قسم الشرطة الواقع في الشارع الرئيسي المعروف بـ»شارع المركز»، الذي تتمركز فيه القوة الاقتصادية للمدينة والذي يمتد على جانبيه سلسلة من المحلات والمراكز الاقتصادية رفيعة المستوى، والاقتحام الذي صاحبه تدمير سيارات الشرطة والمواطنين، امتد إلى مجلس مدينة الصف هذا المبنى المكون من طابقين وتجاوره على اليمين وحدة الإسعاف وبنك مصر وعدد من المرافق الحكومية .
ذروة الاحتقان في المدينة بلغت  مداها في أعقاب نهب كافة محتويات قسم الشرطة ومجلس المدينة على السواء، إلى جانب الزحف «الإخواني « باتجاه كنيسة الصف لإحراقها بالكامل ،مما أطلق شرارة اقتحام الكنائس في القرى المجاورة ذات النصيب الأوفر من التعصب والتطرف .
في قبضة «العربان» تلك العبارة تشير إلى قوة مسيطرة على المدينة لايستطيع أحد «مواجهتها» باعتبارهم كلمة السرفي أي مواجهات أمنية ،والظهير الصحراوي الممتد يمنح مناطق الجبل في المدينة خصوصية ترتيب الأوضاع في حالة تأكد اقتحامها ،مما دفع القيادات الأمنية إلى التلويح بوضع كاميرات مراقبة على مداخل تلك المناطق لاستهداف عناصرها المسلحة.
والمدينة التي تقع شرق النيل على الطريق الزراعي، لها مدخلان وثمة مداخل متعددة من الجبال التي تأوي تجارة غير مشروعة منذ سنوات.
يقول رأفت سالم أحد مواطني الصف ،أن تظاهرات الإخوان وأعمال العنف أثرت سلبا على حياة المواطنين يأتي ذلك من ناحية القلق الدائم لأصحاب المحلات  الكبرى من السرقة بالإكراه أو الاقتحام ،لافتا إلى أن الغياب الأمني يحول بين المدينة واستقرارها.
وأضاف أن المدينة أصبحت ذات سمعة سيئة جراء استهتارها بسرقة السيارات عبر عصابات مسلحة تستهدف السيارات على مدخل الطريق الدولي بـ»قرية الودي» ،لكن ذلك لايعني أن قيادات الصف في حالة استسلام لتلك الأعمال الإجرامية.
وأعرب سالم عن سعادته باقتحام المدينة بقوات الجيش والشرطة للسيطرة على العناصر الإجرامية في المدينة ،لافتا إلى أن الأهالي عزلوا الجماعة شعبيا ،والجميع في انتظار تطهير المدينة من العناصر الهاربة.
وحول تواجد العريان بالصف قال سالم: إن تلك الشائعات تلقى رواجا داخل المدينة في الوقت الذي لايستطيع احد التثبت من تواجده.

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى